فيما نفت قيادة الجيش تصريحات الى قائد الجيش العماد جان قهوجي عن الغارة الاسرائيلية في منطقة القنيطرة السورية، تستمر التحقيقات التي يجريها الحزب لتبيان "ملابسات" العملية الاسرائيلية في القنيطرة التي أودت بعدد من مسؤوليه وآخرين ايرانيين.
تحقيقات حزب الله مستمرة
ووفق معلومات صحيفة "السفير"، الثلاثاء، فإن حزب الله يجري تحقيقاً لتبيان حقيقة الغارة الاسرائيلية التي أودت يوم الاحد الفائت بحياة ستة من مسؤولي الحزب، في بلدة القنيطرة في الجولان السوري.
ولفتت الى ان التحقيقات تسعى لمعرفة ما اذا كان قد حصل "خطأ تقني ـ أمني، اي من ناحية الإعلان المسبق عن زيارة المجموعة الى القنيطرة، أم حصل خرق أمني كبير، اي بوجود عملاء على الأرض".
وأشارت الى ان "الغارة سبقها ورافقها تحليق مكثف للطيران المروحي والحربي الإسرائيلي في سماء المنطقة المنزوعة السلاح، أي أن الموكب ربما كان قيد الرصد قبل وصوله إلى المنطقة".
والاحد، اعلن حزب الله عن مقتل ستة من عناصره بينهم مسؤول عسكري ينشط في سوريا والعراق، اضافة الى نجل القائد العسكري للحزب عماد مغنية الذي اغتيل في العام 2008، وذلك بغارة اسرائيلية استهدفت بلدة القنيطرة في الجولان السوري. كما أعلنت ايران عن مقتل احد جنرالاتها في الغارة.
الا ان مسؤولاً في "حزب الله" كان قد أفاد وكالة "فرانس برس" عن مقتل ستة مسؤولين ايرانيين الى جانب قتلى الحزب في الغارة الاسرائيلية.
يُذكر أن "حزب الله" أعلن مشاركته في القتال الى جانب النظام السوري في الازمة الدائرة منذ آذار 2011، وقد أعلن عن تشييع عدداً من مقاتليه "قضوا خلال قيامهم بواجبهم الجهادي".
من جهتها، نقلت صحيفة "الجمهورية"، الثلاثاء عن عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب وليد سكرية قوله انه: "ليس معلوماً اذا كانت اسرائيل تدرك انّ العناصر المستهدفة هي من حزب الله ام انها كانت تعتقد انها تستهدف قوة للنظام معادية لجماعة المعارضة في المنطقة".
ورأى انه "اذا كانت اسرائيل على علم ان هذه المجموعة هي من حزب الله واستهدفتها، تكون رسالة للحزب ان هناك خطوطاً حمراً للتدخل في جبهة الجولان وان ايّ تدخل له فيها سيُواجه بتدخّل اسرائيلي".
اما اذا كانت لا تعلم انها مجموعة للحزب واستهدفتها، يتابع سكرية، "فتكون استهدفتها لأنها قوة للنظام دعماً للمجموعات المعارضة الحليفة لإسرائيل في المنطقة".
واذ توقع سكرية ان "لا يمر العدوان الاسرائيلي مرور الكرام"، أشار الى ان الحزب "لن يسكت على هذا العمل ولكن طبيعة الرد وحجمه وزمانه ومكانه متروكة للمقاومة، فهي من يُقدّر الوضع".
بدوره، قال عضو المجلس السياسي في "حزب الله" الحاج محمود قماطي عبر "الجمهورية" ان ما حصل "يُعتبر تحولاً نوعياً في طبيعة الصراع، لجهة انه خرق للسيادة السورية وفي الوقت نفسه اغتيال مباشر لقادة مقاومة نوعيين على الاراضي السورية، ما يدلّ الى وقوف اسرائيل الواضح الى جانب التنظيمات التكفيرية الارهابية".
اما صحيفة "الشرق الاوسط" فنقلت الثلاثاء عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، ما كشفه عن ان عناصر "حزب الله" والخبير الإيراني "كانوا يتحضرون لعمل أمني في الجولان ضد أهداف إسرائيلية"، مستندا على أن "القيادات التي قتلت في العملية، تعد من الخبراء والقادة العسكريين".
ولفت الى أنه "على الأغلب تمت العملية نتيجة رصد إسرائيلي دقيق لتحركاتهم، بعد الحصول على معلومات عن تحرك هذه المجموعة".
قهوجي لم يصرح بشأن الغارة الاسرائيلية
نفت قيادة الجيش تصريحات نسبتها صحيفة "الشرق الاوسط" في عددها الثلاثاء، الى قائد الجيش العماد جان قهوجي عن الغارة الاسرائيلية في منطقة القنيطرة السورية التي أدت بحياة مسؤولين من حزب الله وايرانيين.
وفي بيان أصدرته القيادة، الثلاثاء، نفت التصريحات التي نسبتها الصحيفة الى قهوجي بالقول ان القيادة "تنفي جملةً وتفصيلاً، إدلاء قائد الجيش العماد جان قهوجي بأي تصريح أو حديث مع الصحيفة المذكورة، أو مع أي وسيلة إعلامية أخرى، في ما يتعلق بالإعتداء المذكور".
وكانت الصحيفة قد أفادت ان قهوجي ورداً على سؤال حول رد حزب الله على الغارة الاسرائيلية، رأى ان الحزب "يجد نفسه مضطرا للرد لإعادة بناء هيبة الردع هذه".
الى ذلك، أفادت "الشرق الاوسط" ان قهوجي نبه إلى أن "إسرائيل ستجد عندها حججا كثيرة للرد، من خلال استهدافها أهدافا أكبر داخل سوريا، إن كان للحزب أو للنظام".
وأردفت ان قائد الجيش شدد على ان "حزب الله، وقبل أي رد مرتقب، سيقوم وحلفاؤه الإقليميون بحسابات كثيرة، خاصة أن إيران تخوض مفاوضات صعبة ومهمة جدا مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب، وأي حرب مع إسرائيل ستطيح بهذه المفاوضات تلقائياً".
واعتبر قهوجي تبعاً لما نسبته اليه الصحيفة بأن "الرسالة الإسرائيلية المباشرة من خلال هذه العملية هي القول للحزب إن الجولان خط أحمر، وممنوع وجودك هناك".
وأضافت انه استبعد أن يكون الرد من لبنان، "نظرا لتداعيات العملية على البلاد وإمكانية إدخال لبنان بحرب جديدة مع إسرائيل".
وتابعت ان قهوجي اعتبر انه "إذا تم الرد من سوريا، فذلك سيكون بمثابة إقرار مباشر بنقل الصراع بين (حزب الله) وإسرائيل، ولو بشكل مؤقت، إلى الساحة السورية".
والاحد، اعلن حزب الله عن مقتل ستة من عناصره بينهم مسؤول عسكري ينشط في سوريا والعراق، اضافة الى نجل القائد العسكري للحزب عماد مغنية الذي اغتيل في العام 2008، وذلك بغارة اسرائيلية استهدفت بلدة القنيطرة في الجولان السوري. كما أعلنت ايران عن مقتل احد جنرالاتها في الغارة.