تتعرض مدينة ادلب في شمال سوريا لقصف هو الاعنف منذ تشديد الحصار على المدينة قبل أيام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، وذلك قبل وقت قصير من وصول الموفد الدولي الخاص كوفي انان إلى دمشق السبت.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "انه القصف الاعنف منذ ارسال تعزيزات إلى ادلب هذا الاسبوع، ويمهد لاقتحام".
وأوضح أن "القصف يطال احياء عدة، وهناك اطلاق نار بالرشاشات الثقيلة على احياء القصور والضبيط والحارة الشمالية".
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال هاتفي مع فرانس برس من ادلب ان "القصف عنيف وعنيف جدا"، مضيفا ان "القصف بدأ الساعة الخامسة صباحا (3,00 ت غ)، وتسبب بسقوط ثلاثة ابنية في شارع الثلاثين".
واشار إلى أن القوات النظامية "تقصف من خارج المدينة، وتحاول الدخول من محاور عدة"، معتبرا ان "العملية تهدف لاخضاع المنطقة".
وجاء في صفحة الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011 على موقع "فيسبوك" الالكتروني ان القصف على المدينة يترافق مع "اشتباكات بين عناصر الجيش الحر وكتائب الأسد".
وفي شريط فيديو نشر على الصفحة السبت، تسمع اصوات انفجارات القذائف في مناطق عدة من المدينة وتتصاعد على اثرها اعمدة الدخان الابيض من امكنة عدة تدور الكاميرا عليها.
ويقول صوت مسجل على الشريط "مدينة ادلب 10 آذار/ مارس 2012. الله اكبر عليك يا بشار. قصف عشوائي على مدينة ادلب".
واستقدمت القوات السورية خلال الايام الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة الى محافظة ادلب، وشددت الحصار على المدينة.
وتسببت اعمال العنف في سوريا الجمعة بمقتل سبعين شخصا.
وتأتي هذه التطورات قبل وقت قصير من وصول كوفي انان الى دمشق حيث سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد.
وغادر المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسورية القاهرة صباح السبت، متوجها علي رأس وفد إلي دمشق، في أول زيارة لسورية بعد اختياره في مهمته الجديدة فى اطار الجهود المبذولة لاحتواء الازمة فى سورية.
وقالت مصادر مطلعة كانت في وداع أنان بمطار القاهرة إن الأمين العام السابق للأمم المتحدة غادر بصحبة وفد يضم 9 أفراد، بينهم نائبه ناصر القدوة، حيث من المقرر أن يتلقي أنان خلال زيارته مع الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من المسئولين والشخصيات السورية من أجل التوصل إلي حل مقبول لجميع الأطراف ووقف العنف في البلاد.
وكان أنان التقي خلال زيارته لمصر مع عدد من المسئولين المصريين وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي وبعض وزراء الخارجية العرب، حيث تم استعراض تطورات الأزمة السورية والمقترحات الخاصة بحلها.
وكان أنان قال بعد تعيينه في المنصب الجديد: "سأسلم دمشق رسالة واضحة تؤكد أن أعمال العنف يجب أن تتوقف وأن تصل الوكالات الإنسانية إلى السكان كى تقوم بعملها، ومن المؤسف أن هذا الأمر لم يحصل، مع ضرورة قيام حوار بين جميع الفاعلين فى الأزمة السورية فى أقرب وقت ممكن".
كما اعتبر أنان أن مهمته هى "عمل صعب جدا وتحد شاق"، وأكد أهمية أن يوافق الجميع على أنه لا يوجد إلا عملية وساطة واحدة فى سورية، وهى التى طلبت منه الأمم المتحدة والجامعة العربية القيام بها.
من جانبه حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أي "تدخل سافر" في شؤون سوريا وذلك اثناء لقاء مع الموفد الدولي للملف السوري كوفي انان كما اعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت.
واثناء هذا اللقاء الذي لم يوضح مكانه تم "التشديد على انه من غير المقبول الاستخفاف بمعايير القانون الدولي بما في ذلك التدخل السافر في الشؤون الداخلية لسوريا" كما اوضحت الوزارة في بيان.
وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجمعة عن أملها في أن يساعد اجتماع قادم لروسيا مع جامعة الدول العربية في الحصول على تأييد موسكو للموقف العربي فيما يتعلق بالصراع في سورية.
وأكدت كلينتون أن الضغوط على روسيا "مكثفة" وقالت للصحفيين في وزارة الخارجية إنها تحدثت مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف الأسبوع الماضي "عن أملنا في أن تلعب روسيا دورا بناء في وضع حد لسفك الدماء والعمل نحو التحول السياسي في سورية".
وقالت إنها ستتابع الأمر الاثنين في نيويورك، عندما تلتقى مع لافروف خلال مناقشات رفيعة المستوى في مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات التي حدثت منذ الربيع العربي.