مؤتمر اعمار غزة يجمع 5.4 مليار دولار والسيسي يدعو اسرائيل للتفكير بالمبادرة العربية

تاريخ النشر: 12 أكتوبر 2014 - 02:39 GMT
البوابة
البوابة

حصل الفلسطينيون على تعهدات بتقديم مساعدات قيمتها 5.4 مليار دولار خلال مؤتمر اعادة اعمار غزة الذي عقد الاحد في القاهرة، وذلك في وقت حث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اسرائيل على التفكير في مبادرة السلام العربية التي طرحت عام 2002 ورفضتها الدولة العبرية.
وقال وزير خارجية النرويج إن مؤتمر إعادة إعمار غزة جمع 5.4 مليار دولار لدعم الفلسطينيين.
وقال الوزير بورج بريند في بيان أذيع على التلفزيون الرسمي المصري وترجم إلى العربية "المساهمون ساهموا بنحو 5.4 مليار دولار نصفها سيتم تخصيصها من اجل إعادة إعمار غزة والتزموا ان يقوموا بتوزيع المساعدات من اجل الاستجابة للاحتياجات اليومية للشعب الفلسطيني."
وجاءت المساهمة الاكبر من دولة قطر التي تعهدت بتقديم مليار دولار لاعادة اعمار القطاع.
وقال خالد بن محمد العطية وزير خارجية قطرإن في كلمة في المؤتمر الذي ياتي بعد حرب في القطاع استمرت 50 يوما بين حركة (حماس) وإسرائيل "في هذا الإطار فإن دولة قطر تعلن عن مساهمتها بمبلغ مليار دولار لإعادة إعمار غزة."
وشاركت عشرات الدول في المؤتمر الذي كانت السلطة الفلسطينية تامل في الحصول خلاله على تعهدات بتقديم أربعة مليارات دولار لإعادة إعمار القطاع الذي شهد دمارا كبيرا خلال الحرب.
ومن جانبها تعهدت الكويت والإمارات بتقديم 400 مليون دولار.
وقال الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي في كلمة خلال المؤتمر "إن دولة الكويت وانطلاقا من دورها الإنساني وشعورها بمسؤوليتها تجاه أشقائها تعلن تقديم 200 مليون دولار أمريكي لثلاث سنوات القادمة مساهمة منها لإعادة إعمار غزة يتولي متابعتها الصندوق الكويتي لتنمية الاقتصادية."
كما قالت لبني بنت خالد قاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي الإماراتية "من منطلق دور الإمارات الإنساني تعلن الإمارات تبرعها بمبلغ 200 مليون دولار أمريكي."
كما كشفت الولايات المتحدة الاحد انها ستقدم مساعدات جديدة قيمتها 212 مليون دولار للمساهمة في اعادة اعمار قطاع غزة واكد وزير خارجيتها جون كيري امام المؤتمر ان الفلسطينيين بحاجة الى مساعدة فورية.
وقال كيري في كلمته امام الجلسة الافتتاحية ان التحديات الانسانية "هائلة" مضيفا ان "شعب غزة بحاجة ماسة الى مساعدة ليس غدا وليس الاسبوع المقبل وانما الان".
وتابع كيري "يسعدني اليوم ان اعلن مساعدة اضافية فورية قيمتها 212 مليون دولار الى الشعب الفلسطيني".
واكد ان "بهذه المساعدات الجديدة تكون الولايات المتحدة "قدمت اكثر من 400 مليون دولار للفلسطينيين عل مدى العام المنصرم بينها 330 مليون دولار منذ بدء النزاع في الصيف".
ولم تقتصر خسائر الحرب بين اسرائيل من جهة وحركة حماس والفصائل الفلسطينية من جهة ثانية على مقتل اكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين و73 اسرائيليا معظمهم عسكريون.
واصبح حوالى مئة الف فلسطيني بلا مأوى في القطاع الصغير والمكتظ بالسكان. وقبل الحرب، كان 45% من القوة العاملة و63% من الشباب يعانون من البطالة.
وتقول منظمة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) ان المعارك ادت الى تدمير 80 الف منزل كليا او جزئيا والكثير من مرافق البنى التحية وشبكات توزيع الماء والكهرباء.
ويتوقع ان ينخفض اجمالي الناتج المحلي بنسبة 20% خلال الاشهر التسعة الاولى من 2014 مقارنة مع 2013 في حين لا تزال غزة تخضع لحصار اسرائيلي محكم. ويعاني قسم كبير من سكان القطاع من الفقر.
*مبادرة السلام العربية
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حث اسرائيل في افتتاح المؤتمر على التفكير في اطلاق جهود سلام جديدة استنادا إلى مبادرة سلام عربية طرحت عام 2002 ورفضتها الدولة العبرية.
وقال السيسي إنه يجب أن "نجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام الذي يضمن ... الاستقرار والازدهار ويجعل حلم العيش المشترك حقيقة تلك هي الرؤية التي تضعها المبادرة العربية للسلام الذي نتطلع اليه."
وتعرض المبادرة التي طرحتها المملكة العربية السعودية في القمة العربية في بيروت عام 2002 اعترافا كاملا باسرائيل مقابل انسحابها من كافة الاراضي التي احتلتها في حرب 1967 والموافقة على "حل عادل" لقضية اللاجئين الفلسطينيين. ورفضت إسرائيل المبادرة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي قاد جهود سلام مكثفة انهارت في ابريل نيسان سيستغل المؤتمر أيضا لتأكيد التزام واشنطن بحل الدولتين وابقاء باب المفاوضات مفتوحا.
لكن المسؤولين لم يذكروا أي تفاصيل فيما تبدو فرص اعادة اطلاق عملية السلام قريبا ضئيلة.
ويعتزم كيري لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة. وقال مسؤول أمريكي إن كيري سيسعى إلى حث عباس على وقف خطوات دبلوماسية "تؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشدة".
وكان الفلسطينيون هددوا بالسعي إلى الحصول على عضوية المحكمة الجنائية الدولية لاتهام إسرائيل أمامها بارتكاب جرائم حرب.
وأضح مسؤولون أمريكيون أنهم تحمسوا بفضل جهود حكومة عباس لبسط سيطرتها على القطاع بموجب اتفاق وحدة مع حماس.
وأثنى عباس أيضا على المبادرة العربية وقال إنها يمكن أن تكون اطار العمل لمسعى شامل جديد لحل الصراع.
وقال "نعول مجددا على دعمكم لإعادة إعمار ما تم تدميره وفق الخطة التي أعدتها حكومتنا والتي توضح مدى ما لحق بالقطاع من تدمير هائل وتحدد الموارد اللازمة لذلك والتي تبلغ حوالي أربعة مليارات دولار."
وتابع "على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته بعدم السماح بتعريض شعبنا الفلسطيني مجدداً للعدوان والدمار والتشريد والمعاناة من خلال دعمه لمطلبنا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا وتنفيذ رؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
"إن عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية وقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين على أساس حدود 1967 مع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه استناداً لمبادرة السلام العربية المعتمدة في قمة بيروت عام 2002 وكذلك في مؤتمرات القمة الإسلامية يدفع بمنطقتنا مجدداً نحو دوامة العنف والنزاع."