حثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ايران وروسيا على إعادة النظر في دعمهما للرئيس السوري بشار الاسد محذرة من احتمال امتداد الحرب الي خارج حدود سوريا.
وقالت كلينتون انه توجد دلائل مؤخرا على أن ايران ترسل المزيد من الافراد واسلحة متطورة بشكل متزايد لدعم الاسد في معركته ضد مقاتلي المعارضة الساعين لانهاء اربعة عقود من حكم اسرته المستبد.
ومتحدثة عشية رحيلها عن وزارة الخارجية قالت كلينتون ايضا ان روسيا تواصل مساعدة الحكومة السوربة -بما في ذلك ماليا- وبدت متشككة في ان موسكو تخفف معارضتها لرحيل الاسد.
وامتنعت كلينتون عن التعقيب على تقارير بأن اسرائيل قصفت هدفا في سوريا يوم الاربعاء لكنها عبرت عن مخاوف من ان الصراع -الذي من المعتقد انه أودى بحياة اكثر من 60 ألف شخص- ربما يتفاقم داخليا ويتسع نطاقه.
وقالت كلينتون لمجموعة صغيرة من الصحفيين قبل يوم من تولي السناتور جون كيري منصب وزير الخارجية خلفا لها "أنا شخصيا احذر منذ وقت من المخاطر المرتبطة بحرب اهلية فتاكة بشكل متزايد وحرب محتملة بالوكالة."
واضافت قائلة "لذلك أعتقد انه ينبغي لتلك الدول التي ترفض ان تكون لاعبا بناء أن تعيد النظر في مواقفها لأن أسوأ التكهنات لما قد يحدث داخليا ويمتد عبر حدود سوريا هي بالتاكيد في نطاق الممكن الان."
وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة قلقة من ان ايران زادت مؤخرا دعمها للاسد.
ومضت قائلة "يبدو انهم ربما يزيدون تدخلهم وذلك امر يسبب قلقا كبيرا لنا."
"أعتقد ان الاعداد (الافراد) زادت... هناك قلق كبير من انهم يزيدون نوعية الاسلحة لأن الاسد يستهلك أسلحته. لهذا فالامر يتعلق بالاعداد والعتاد."
وأدلت كلينتون بتعليقات مماثلة بشان روسيا.
وقالت "لدينا اسباب للاعتقاد بأن الروس يواصلون تقديم مساعدة مالية وعسكرية في شكل معدات... وهم يفعلون ذلك في الماضي القريب."
وروسيا هي اهم حليف للاسد طوال الصراع في سوريا الذي بدأ قبل 22 شهرا باحتجاجات سلمية في الشوارع ثم تطور الي انتفاضة مسلحة ضد حكمه.
وبدات كلينتون متشككة في ان تعليقات ادلى بها رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف هذا الاسبوع بأن فرص الاسد للبقاء في السلطة تقل بشكل متزايد ربما تمثل تغيرا جوهريا في موقف روسيا.
وقالت "سمعنا من الروس -بمن فيهم ميدفيديف- من قبل عبارات رنانة على حوالي عامين حتى الان... ومما يؤسف له فان كل تلك العبارات الرنانة لم تترجم الي تغييرات في السياسة الروسية."
واشادت كلينتون برئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب لقوله هذا الاسبوع انه مستعد لاجراء محادثات مع ممثلين للاسد خارج سوريا إاذا أطلقت السلطات سراح عشرات الالاف من المعتقلين.
وقالت "اعتقد انه لم يكن شجاعا فقط بل ذكيا ايضا عندما قال انه اذا تحققت شروط معينة فاننا سنبدأ مناقشة انتقال سياسي."
بايدن يلتقي الخطيب السبت
وقال مسؤولون بالبيت الابيض يوم الخميس ان من المقرر ان يجتمع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض اثناء رحلة الي اوروبا في الايام القادمة وانه سيناقش ايضا المخاوف الاميركية بشان الصراع السوري مع روسيا.
وسيكون بايدن أعلى مسؤول اميركي يجتمع مع المعارضة السورية التي تقاتل للاطاحة بالرئيس بشار الاسد في حرب مضى عليها 22 شهرا وأودت بحياة اكثر من 60 ألف شخص وفقا للامم المتحدة.
وقال المسؤولون ان من المنتظر ان يجتمع بايدن مع الخطيب يوم السبت في ميونيخ على هامش مؤتمر أمني سيلقي فيه نائب الرئيس الاميركي كلمة.
وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي الاميركي في مؤتمر بالهاتف مع صحفيين "موقف الولايات المتحدة يركز على دعم نهاية لنظام الاسد ولذلك نحن نمارس قدرا كبيرا من الضغط على نطام الاسد من خلال العقوبات ووسائل اخرى بينما نعمل في نفس الوقت لتعزيز مجلس المعارضة السورية الذي نعترف به باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري."
واضاف ان من المتوقع ان يناقش بايدن مساعدة انسانية اميركية ودعما سياسيا في اجتماعه مع الخطيب واخرين.
ومن بين المسؤولين الاخرين الذين سيلتقي بهم بايدن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وقال رودس "سنناقش التحرك السياسي... والشيء الذي ننتظر انه نراه من دول اخرى -بما في ذلك روسيا- هو اعتراف بأن بشار الاسد يجب ان يرحل وان هناك حاجة الي مرحلة انتقالية في سوريا الي حكومة جديدة."
ومن المقرر ان يجتمع بايدن ايضا مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في برلين اليوم الجمعة والرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند يوم الاثنين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الثلاثاء.