ادانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اطلاق صواريخ على اسرائيل من قطاع غزة حيث شن الجيش الاسرائيلي غارات اسفرت عن 23 شهيدا منذ الجمعة، فيما توقع قيادي حماس محمود الزهار القيادي التوصل قريبا الى تهدئة لكن التوقيت يتوقف على اسرائيل.
وقالت كلينتون في كلمة امام مجلس الامن "اسمحوا لي بان ادين باكثر التعابير قوة قيام ارهابيين باطلاق صواريخ من قطاع غزة على جنوب اسرائيل".
واضافت "اننا ندعو المسؤولين عن هذه الاعمال الى اتخاذ الاجراءت الفورية لوقف هذه الهجمات".
وتابعت الوزيرة الاميركية "وندعو الاطراف، كل الاطراف، الى القيام بكل ما هو ممكن لتهدئة الوضع"، بعدما ابلغت مجلس الامن الدولي بان الولايات المتحدة تواصل جهودها لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط.
وقد اجرت كلينتون مع مسؤولين كبار اخرين في اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط (الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) محادثات الاثنين في نيويورك هي الاولى منذ ستة اشهر اثر نهاية اسبوع شهدت مواجهات بين الاسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة.
من جهته، توقع محمود الزهار القيادي في حركة حماس التوصل قريبا الى تهدئة في العمليات العسكرية عبر الحدود بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة.
وقال الزهار لرويترز في القاهرة "اتوقع ان تهدأ الامور."
وأضاف "التصريحات التي تخرج منهم (اسرائيل) سواء كان في العلن أو عبر الوسطاء وخصوصا مصر تقول انهم لا يرغبون في التصعيد."
وسئل عن المدة التي قد يستغرقها التوصل الى التهدئة فقال انه لا يعرف لكنها تتوقف على اسرائيل التي حملها المسؤولية عن تفجير احدث جولات العنف بقتلها اثنين من قيادي الجماعات الفلسطينية يوم الجمعة.
ويوم الاثنين هو اليوم الرابع للهجمات التي قتل فيها 23 فلسطينيا معظمهم مسلحون.
وقال الزهار مشيرا الى استهداف اسرائيل لقياديين من الجماعات الفلسطينية "حماس ليس عندها قرار الان بالتصعيد وتحاول ان تصل مع الفصائل الفلسطينية وبقية الاطراف الى تهدئة مشروطة.. التهدئة المشروطة ان يوقف العدو الاسرائيلي العدوان وأن يتعهد بألا يكرر تجربة الاستهداف مرة اخرى."
وتعثرت فيما يبدو جهود التهدئة المصرية بسبب مطالبة حركة الجهاد الاسلامي بأن تتعهد اسرائيل اولا بعدم استهداف القياديين الفلسطينيين مستقبلا.
و شنت اسرائيل المزيد من الغارات الجوية على قطاع غزة وواصل الفلسطينيون اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل يوم الاثنين في رابع يوم من اعمال العنف التي لقي فيها 23 فلسطينيا حتفهم.
واصطدمت الجهود المصرية للتوسط لوقف اطلاق النار بمطلب من حركة الجهاد الاسلامي بأن تتعهد اسرائيل أولا بعدم استهداف قادة النشطاء في هجمات جوية مستقبلية.
وقالت مصادر طبية فلسطينية ان الضربات الجوية الاسرائيلية قتلت يوم الاثنين اثنين من النشطاء الفلسطينيين ورجلا مسنا وابنته.
ولقي فتى فلسطيني عمره 15 عاما حتفه في انفجار ينحي فيه الفلسطينيون باللائمة على صاروخ اسرائيلي. ونفى الجيش الاسرائيلي شن ضربة جوية. ولم يشاهد مصور لرويترز في مكان الحادث حيث كان النشطاء يطلقون صواريخ على اسرائيل اي اثر لسقوط صاروخ او اثار لشظايا.
وقالت الشرطة ان اكثر من 30 صاروخا اطلقت على اسرائيل دون ان تتسبب في سقوط قتلى أو جرحى وان نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ اعترض سبعة منها.
وقال مسؤولون طبيون ان 18 من الفلسطينيين الذين قتلوا منذ تفجر القتال يوم الجمعة نشطاء وان خمسة منهم مدنيون. واصيب ما لايقل عن 74 فلسطينيا اغلبهم مدنيون وثلاثة اسرائيليين في الايام الاربعة الماضية.
وتسير موجة العنف الاخيرة على غرار أحداث سابقة ينخرط فيها الجانبان في هجمات متبادلة على الحدود بين اسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وكان الصراع ينتهي عادة بعد عدة أيام بهدنة غير رسمية.
ورغم خطورة الصراع الدائر حاليا لا يتوقع كثيرون في اسرائيل أن يؤدي الى هجوم بري اسرائيلي على قطاع غزة يعيد للاذهان الحرب التي استمرت ثلاثة أسابيع في أواخر 2008 وأوائل 2009 والتي أسفرت عن مقتل نحو 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا.
وكانت قيادة حماس في غزة والتي لم يشارك نشطاؤها في القتال قالت يوم الاحد ان مصر تعمل على وقف العنف وانها تتشاور مع فصائل مسلحة اخرى.
وأبلغ مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة رويترز ان اسرائيل كانت وافقت على وقف اطلاق النار بحلول منتصف الليل.
لكن حركة الجهاد الاسلامي المدعومة من ايران والتي اطلقت اغلب الصواريخ احجمت عن المشاركة في هذا الاتفاق وتصر على ان اي هدنة يجب ان تشمل تعهد اسرائيل بوقف الاغتيالات.
وقتل اثنان من زعماء لجان المقاومة الشعبية اتهمتهما اسرائيل بالتخطيط لمهاجمتها عبر صحراء سيناء المصرية في ضربة يوم الجمعة. ولم تبد اسرائيل اي مؤشر على وقف عمليات تصفها بأنها عمليات "وقائية".
وقال البريجادير جنرال يواف مردخاي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي "اذا توقف اطلاق صواريخ القسام لن تستمر قوات الدفاع الاسرائيلية (في ضرباتها) لكن قوات الدفاع الاسرائيلية ستستمر في احباط اي محاولات لشن هجمات ارهابية." وصرح بأن مسؤولين اسرائيليين أجروا اتصالات مع وسطاء مصريين.
وعرقلت الهجمات الصاروخية سير الحياة العادية في جنوب اسرائيل مما أجبر الكثير من المدارس على اغلاق أبوابها يومي الاحد والاثنين. وأذاعت السلطات وسط البرامج الاذاعية تحذيرات لسكان البلدات الاسرائيلية الجنوبية وطلبت منهم اللجوء الى المخابيء تحسبا للهجمات الصاروخية.
وكانت حركة الجهاد ولجان المقاومة الشعبية وهما فصيلان مسلحان مستقلان بصورة كبيرة عن حماس قد أعلنتا مسؤوليتهما عن اطلاق أغلب الصواريخ وقذائف المورتر منذ يوم الجمعة.
ويعتقد بعض الخبراء في غزة ان حماس أمدت بعض الفصائل الاصغر بالذخيرة لكنها تحجم عن المشاركة المباشرة في القتال الحالي خوفا من ان تصعد اسرائيل هجومها على القطاع.
كما تحرص حماس على تفادي الدخول في اي مواجهة عسكرية طويلة وهي تحاول التكيف مع الاضطرابات السياسية في دول عربية مثل مصر وسوريا حيث تخلت الحركة عن مقرها الرئيسي التقليدي.
وقال الياهو (ايلي) يشاي وزير الداخلية وعضو مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بشؤون الامن "اسرائيل لا تسعى للتصعيد اسرائيل لا تسعى لايذاء الابرياء اسرائيل تعارض هذا تماما."
وقال لراديو الجيش الاسرائيلي "الان (القتال) يدور عند هذا المستوى. لكن اذا ثبت انه سيطول فبالقطع ستكون هناك ضربة قوية موجعة حتى لا يستمر هذا. "
وأثار العنف مخاوف دولية.
ودعت فرنسا الى "عودة فورية للهدوء وضبط النفس لتفادي التصعيد الذي ينطوي على مخاطر الحاق أذى بالمدنيين." بينما دعت روسيا الى انهاء القتال وقالت "استخدام اي عنف يعاني منه السكان المدنيون غير مقبول بالمرة."
وظل قطاع غزة المزدحم الذي يعيش فيه 1.7 مليون نسمة خاضعا للاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 حتى عام 2005 ومازال حتى الان خاضعا لحصار اسرائيلي.
وسيطرت حماس على غزة منذ عام 2007.