كيري يحث الناتو على بحث دوره في سوريا لمواجهة خطر الكيماوي

تاريخ النشر: 23 أبريل 2013 - 12:49 GMT
مخيم للمهجرين التركمان على الحدود مع تركيا/أ.ف.ب
مخيم للمهجرين التركمان على الحدود مع تركيا/أ.ف.ب

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الثلاثاء إن حلف شمال الأطلسي بحاجة لبحث دوره في مواجهة الأزمة السورية بما في ذلك كيفية التحرك للتصدي لخطر استخدام أسلحة كيماوية.

وقال كيري في اجتماع لوزراء خارجية حلف الأطلسي في بروكسل "نحن بحاجة لمواصلة بحث دور حلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بالأزمة السورية."

وقال "علينا أيضا أن ندرس بشكل دقيق وجماعي كيفية إعداد حلف الأطلسي للتحرك لحماية أعضائه من أي خطر سوري بما في ذلك خطر استخدام أسلحة كيماوية."

ومن ناحيته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن الثلاثاء إن الوضع في سوريا يسوء، مجدداً تأكيد عدم وجود نية للحلف للتدخّل بهذا البلد.

وصرح راسموسن في اجتماع وزراء خارجية دول الحلف في بروكسل، “نرى جميعاً أن الوضع في سوريا يسوء. ولا يمكننا أن نتجاهل مخاطر امتداد الأزمة في المنطقة مع تداعيات محتملة على أمن الحلفاء”.

وأشار إلى أن “الوضع على الحدود الجنوبية الشرقية للناتو يستمر في التدهور. ورغم أنه لا نية للحلف للتدخل في سوريا، إلاّ أنه يدعم بالكامل الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لوضع حد لحمام الدم وإيجاد حل سلمي”.

وأضاف أن الناتو “تقدم لدعم تركيا بنشر سريع لأنظمة باتريوت ولكن علينا أن نبقى حذرين”.

وقال راسموسن إنه لا شك أن هناك حاجة إلى رسالة قوية وموحّدة من المجتمع الدولي لا يمكن للنظام في دمشق إساءة فهمها، مضيفاً أن “ما نشهده في سوريا مخز. إنها مأساة حقيقية للبلاد وللشعب السوري وخطر على الأمن والاستقرار الإقليميين وكلما أدرك النظام في دمشق أن الحل الوحيد هو الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري، كلما كان ذلك أفضل”.

وأضاف أنه “لهذا الهدف أرى أن على المجتمع الدولي أن يوجه رسالة واضحة وموحدة للنظام السوري”.

وأشار إلى أن اجتماع وزراء الخارجية سيتطرق إلى الوضع في سوريا وشمال افريقيا وأفغانستان وكوريا الشمالية إضافة إلى التعاون بين روسيا والناتو.

وسيعقد اجتماع الثلاثاء لمجلس روسيا الناتو بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي من المقرر أن يلتقي أيضاً نظيره الأميركي جون كيري، كما ستشهد بروكسل الأربعاء اجتماعاً ثلاثيا أميركيا أفغانياً باكستانياً يشارك فيه الرئيس الأفغاني حامد كرزاي.

وتأتي تصريحات كيري بعد ان أعلن رئيس دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية العميد إيتي برون الثلاثاء إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم سلاحا كيميائيا، يرجح أنه غاز (سارين)، ضد المعارضة المسلحة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن برون قوله خلال مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إنه “وفقا لمعلوماتنا فإن الأسد استخدم مواد قتالية كيميائية مميتة في عدة حالات ضد المتمردين، وعلى ما يبدو بغاز من نوع سارين” مشيرا إلى أن “احتمال انتقال سلاح كهذا إلى جهات راديكالية مقلق جدا”.

وأضاف برون أن “استخدام السلاح النووي تم في 19 آذار/ مارس الماضي وفي أحداث أخرى تم خلالها استخدام مواد غير مميتة”، و”شاهدنا مؤشرات على ذلك مثل خروج زبد من الفم وتصاغر بؤبؤ العين التي تدل على استخدام مواد قتالية كيميائية”.

وتابع برون أن ثمة احتمال لتقسيم سوريا إلى دويلات أو كانتونات وقال إنه “يوجد احتمال متزايد لنشوء كانتونات” لكنه شدد على أن “ثمة احتمالا أقل لنشوء حكم بديل” للنظام السوري الحالي.

وتطرق برون إلى حجم السلاح الكيميائي في سوريا وقال “يوجد في سوريا ترسانة كبيرة تزيد عن ألف طن من السلاح الكيميائي وآلاف القذائف الجوية والرؤوس الحربية التي يمكن شحنها بأسلحة غير تقليدية”.

واعتبر برون أن “النظام السوري يستخدم السلاح الكيميائي لكن العالم يميل إلى عدم التدخل ويستخدم اختيارات متشددة في البحث عن أدلة، وهذه تطورات مثيرة للقلق ومجرد استخدام السلاح النووي من دون وجود رد فعل مناسب هو أمر مقلق وهذا يؤشر إلى أن استخدام السلاح الكيميائي شرعي”.

وفي ما يتعلق بحزب الله قال برون إن “هذه المنظمة موجودة في حالة توتر وتخاف من أن يستغل أحد ما الوضع ويمس بها، حتى من داخل لبنان”.

وقال الضابط الكبير في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن الغارة الإسرائيلية ضد قافلة سيارات في الأراضي السورية في كانون الثاني/ يناير الماضي استهدفت صواريخ “اس ايه-17″ الروسية المضادة للطائرات وأنه كان سيتم نقلها إلى أيدي حزب الله.

وفي ما يتعلق بالوضع العام في الشرق الأوسط، رأى برون أن “قوة المعسكر السني في المنطقة قد تزايدت” وأن “هذه ليست فترة جيدة بالنسبة لإيران، والمحور الراديكالي برئاسة إيران يحارب من أجل بقائه، وفي المقابل هناك ارتفاع في الوزن الديني في عملية صناعة القرار في الدول التي جرت فيها ثورات، وهذه رؤية معارضة لوجود دولة إسرائيل ولن تتغير”.

وأضاف “لكن حتى الآن ما زال حيّز الإخوان المسلمين يظهر براغماتية على ضوء التغيرات، وصعود المعسكر السني يضع تحديا أمام فكرة المقاومة ضد إسرائيل بصيغتها السابقة، وشبان الثورة في ميدان التحرير (في مصر) لم يترجموا إنجازاتهم إلى كنز سياسي، وهذه الجماهير تطالب بالتغيير الآن”.

وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني قال برون إن “إيران ترزح تحت ضغوط غير مسبوقة لكنها تسعى إلى الحصول على سلاح نووي، وإيران تتقدم في موضوع تخصيب اليورانيوم لكن ليس في مجالات أخرى من البرنامج”.

وأضاف أنه “في العام 2012 شاهدنا وجود فجوة بين ما فعله الإيرانيون في إطار البرنامج النووي وبين ما كان بإمكانهم فعله، لكن السيناريو الذي بموجبه إيران ستتوصل إلى اتفاق كبير مع المجتمع الدولي خلال العام الحالي، وتتنازل في إطاره عن السلاح النووي، هو أمر غير معقول، ومن الجهة الأخرى فإن السيناريو الذي بموجبه ستحدث انطلاقة في البرنامج النووي خلال العام الحالي، معقول بشكل أقل”.