وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء الثلاثاء الى القدس في زيارة ستشمل ايضا الاراضي الفلسطينية في محاولة لاعطاء دفع لعملية السلام المتعثرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
ومن المقرر ان يلتقي الاربعاء رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في القدس وبعده الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله في الضفة الغربية.
وتأتي زيارة كيري في اطار جولة له بدأت الاحد في السعودية ومنها انتقل الى بولندا التي قدم منها الى اسرائيل.
وبعد اسرائيل والاراضي الفلسطينية يزور كيري الاردن والامارات والجزائر والمغرب.
وتأتي زيارة كيري متزامنة مع تعثر المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي لم تحقق اي نتيجة ملموسة حتى الان خصوصا بسبب سياسة الاسيتطان الاسرائيلية المتواصلة.
وقال مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون ان محادثات السلام التي بدأت منذ ثلاثة أشهر برعاية واشنطن لا تحقق أي تقدم فيما يعطي خلفية قاتمة لزيارة كيري.
ولم ترد تفاصيل تذكر عن جلسات التفاوض التي عقدت في أوقات لم يعلن عنها وفي أماكن سرية وفقا للتعهدات بعدم تسريب أي معلومات.
لكن الجانبين عبرا عن مشاعر الاحباط من عدم احراز تقدم في المحادثات التي تجري بوساطة أمريكية بهدف حل قضايا جوهرية مثل حدود الدولة الفلسطينية وترتيبات الامن ومستقبل المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
وقال وزير الداخلية الاسرائيلي جدعون ساعر المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لراديو الجيش الاسرائيلي "الفلسطينيون لا يجرون المحادثات عن حسن نية". وأضاف "الفلسطينيون متمسكون بمواقفهم ولا يظهرون مرونة بشأن مواقفهم المبدئية."
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة أذيعت يوم الاثنين "بعد كل جولات المفاوضات لا يوجد شيء على الأرض."
ومع تبادل الجانبين الاتهامات بشأن غياب أي مؤشر على وجود تحرك في المفاوضات سيعقد كيري اجتماعات منفصلة يوم الاربعاء مع كل من نتنياهو وعباس.
وعلى هامش محادثات السلام أفرجت اسرائيل عن نصف عدد الاسرى الفلسطينيين الذين تعهدت باطلاق سراحهم وعددهم 104 سجناء بموجب اتفاق توسط فيه كيري بعد توقف دام ثلاث سنوات في المحادثات بسبب البناء في المستوطنات الاسرائيلية.
وتقول اسرائيل ان الاستمرار في بناء وحدات سكنية في المستوطنات في مناطق تزمع الاحتفاظ بها في أي اتفاق سلام هو جزء من تلك التفاهمات التي أدت الى عودة اسرى فلسطينيين -أدينوا بقتل اسرائيليين وأمضوا فترات طويلة رهن الاحتجاز- الى ديارهم.
ومع الافراج عن 26 رجلا الاسبوع الماضي مضت اسرائيل قدما في خططها لبناء 3500 منزل للمستوطنين في الضفة الغربية في اجراء ينظر اليه على نطاق واسع على انه محاولة من جانب نتنياهو لاسترضاء المتشددين داخل حكومته.
وندد نبيل أبو ردينة وهو متحدث باسم عباس بحملة الاستيطان لكنه قال ان الفلسطينيين مازالوا ملتزمين بالمفاوضات.
وقال "المفاوضات مستمرة ونحن ملتزمون بها."
وتابع "مطلوب موقف امريكي واضح وحازم من الاستفزازات الاسرائيلية."
وأضاف "اسرائيل تواصل وضع العراقيل امام المفاوضات وعشية كل زيارة يقوم بها كيري للمنطقة تقوم بمزيد من الاستفزازات وتعلن عن المزيد من العطاءات الاستيطانية."
واتهم نتنياهو الفلسطينيين بالتراجع عما قال انه ارتباط الافراج عن سجناء بالمستوطنات.
وقال في مقابلة مع قناة التلفزيون آي 24 الاسرائيلية "اذا لم يكن بمقدورهم... الالتزام بالاتفاقيات التي لدينا بأن نطلق سراح سجناء على ان نواصل البناء فكيف يمكن ان أرى أنهم سيلتزمون فعليا بالقضايا الاكبر؟"
وعبر عباس الذي كان يتحدث امام المجلس الاستشاري لحركة فتح يوم الاحد عن معارضته لأي ربط من هذا النوع. وقال "ربما يكون هناك بعض التوترات في القريب والسبب فيها أن إسرائيل تقول نحن أخرجنا الأسرى وغير قادرين على تحمل هذا ولذلك نزيد الاستيطان يعني أنهم هم من ربط الاستيطان بالأسرى.. هذه المعادلة قد تفجر الوضع والمفاوضات ما زالت دون نتائج."
وتعتبر معظم الدول المستوطنات التي أقامتها اسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير مشروعة.
وقالت وسائل اعلام اسرائيلية يوم الاثنين ان كيري الذي منح الجانبين مهلة تسعة اشهر للتوصل الى اتفاق يزمع في يناير كانون الثاني طرح اقتراح سلام اذا لم يتحقق تقدم كبير.
وفي مؤتمر صحفي في الرياض يوم الاثنين قال كيري انه لا توجد مثل هذه الخطة "في هذه المرحلة من الزمن". وتحدث علانية عن مقترحات أمريكية محتملة للتقريب بين الاطراف اذا لم يتحقق تقدم ملموس.