ازمة النفط: روحاني يحذر ومادورو يبحث بالجزائر عن مخرج، والامارات تنفض يدها

تاريخ النشر: 13 يناير 2015 - 04:27 GMT
البوابة
البوابة

حذر الرئيس الإيراني الدول التي تسببت في تدهور اسعار النفط بانها "ستندم"، بينما انكفأ الرئيس الفنزويلي الى الجزائر بحثا عن مخرج من الازمة بعد ان ردته السعودية وقطر خائبا، في حين نفضت الامارات يدها مؤكدة ان "اوبك" لن تخفض الانتاج.

والتقى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مساء الثلاثاء، مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في العاصمة الجزائرية التي يزورها للحصول على دعمها من اجل وقف انهيار اسعار النفط.

وكان الرئيس الفنزويلي اجرى قبل ذلك محادثات بشأن أسعار النفط مع المسؤولين الجزائريين في أحدث محطة من جولة دبلوماسية لإقناع دول أوبك بالعمل لدعم الأسعار المتهاوية.

وقال مادورو قبيل اجتماعه مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إنه لا يتوقع عقد اجتماع جديد لمنظمة أوبك في الأسابيع القليلة القادمة بسبب غياب توافق بشأن السياسة التي ينبغي اتباعها.

ويأتي هذا الاجتماع بعد فشله في كسب التأييد من السعودية وقطر لمبادرته لدعم الأسعار خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية.

وتعتمد فنزويلا على النفط في الحصول على 96 في المائة من عائداتها من النقد الأجنبي الأمر الذي يجعل اقتصاد هذا البلد تحت رحمة سوق شهدت هبوط الأسعار 60 في المائة منذ يونيو حزيران إلى أقل من 46 دولارا للبرميل.

وقالت مؤسسة موديز انفستورز يوم الثلاثاء إن الاحتمال كبير أن تتخلف فنزويلا عن سداد ديونها حيث خفضت المؤسسة تصنيفها إلى‭‭Caa3 ‬‬ من ‭‭Caa1‬‬.

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن مادورو سيناقش مع بوتفليقة "مسائل أوبك وأهمية ضمان سعر مستقر للنفط." غير ان مادورو لا يتوقع عقد اي اجتماع جديد لمنظمة اوبك. وقالت الوكالة دونما اسهاب إنه صرح بأنه لن يعقد اجتماع لمنظمة أوبك في الأسابيع القادمة "في غياب توافق بشأن مبادرة طرحتها بلاده."

وكان مادورو اجتمع في الرياض مع ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز يوم الأحد. ولم تتكشف تفاصيل ذلك الاجتماع ولكن لم يبدر عن السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ما يشير إلى انها تقترب من اتخاذ إجراء لكبح هبوط أسعار النفط العالمية.

واسفر تدني اسعار النفط في الجزائر عن تراجع احتياطي العملة الاجنبية عشرة مليارات دولار خلال ستة اشهر بعد ارتفاع متواصل منذ عشر سنوات. وقد دعت الجزائر نهاية كانون الاول/ديسمبر "اوبك" الى خفض انتاجها تداركا لانخفاض الاسعار.

واعلن وزير النفط السعودي علي النعيمي مؤخرا ان اوبك لن تخفض انتاجها حتى وان تدنت الاسعار الى عشرين دولارا البرميل، مجددا اصرار الرياض على الدفاع عن حصتها في الاسواق امام ازدهار النفط الصخري الاميركي.

وتطالب الجزائر اوبك بخفض انتاج النفط من اجل وقف تدهور الاسعار الخام و"الدفاع عن عائدات الدول الاعضاء".

وفي سياق متصل، أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي يوم الثلاثاء أن (أوبك) لن تخفض إنتاج النفط لدعم الأسعار لكنها تتوقع أن يتخذ المنتجون ذوو التكلفة المرتفعة هذه الخطوة .

وأثناء حديث المزروعي نزل سعر مزيج برنت الخام أربعة بالمئة عن 46 دولارا للبرميل بعد أن تهاوي خمسة بالمئة يوم الاثنين مواصلا موجة الهبوط التي نزلت به لأقل من النصف في الأشهر الستة الأخيرة.

ولم يبد المزروعي أي إشارة لتراجع أوبك عن موقفها بضرورة خفض منتجين آخرين للإنتاج لاسيما منتجو النفط الصخري الأمريكي.

وقال الوزير أمام مؤتمر للطاقة في أبوظبي "الاستراتيجية لن تتغير..." مضيفا أن عدم تغيير الإنتاج "يبعث برسالة إلى السوق وإلى المنتجين الآخرين بأنه يتعين عليهم أن يتحلوا بالعقلانية وأن عليهم الاقتداء بأوبك في التطلع إلى تنمية سوق النفط العالمية وأن تتواءم زيادة الإنتاج مع ذلك النمو."

ويثير تمسك السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرهما من الدول العربية المنتجة للنفط في أوبك بموقفها استياء بعص المصدرين الآخرين. وبينما يدلي المزروعي بتصريحاته قال الرئيس الإيراني حسن روحاني ان الدول التي تسببت في انخفاص اسعار النفط ستندم.

وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الحكومي "أولئك الذين خططوا لخفض الأسعار على حساب دول أخرى سيندمون على هذا القرار".

وأضاف "إذا عانت إيران من جراء انخفاض أسعار النفط فاعلموا أن دولا أخرى منتجة للنفط مثل السعودية والكويت ستعاني أكثر من إيران."

وقال المزروعي إن اوبك لا تنوي العدول عن القرار الذي اتخذته خلال اجتماعها في نوفمبر تشرين الثاني بالإبقاء علي سقف الإنتاج دون تغيير. وأشار الوزير إلى ضعف احتمال عقد المنظمة اجتماعا طارئا لمناقشة سياسة الإنتاج قبل اجتماعها الدوري المقرر في يونيو حزيران.

وقال المزروعي إن السوق تحتاج لمزيد من الوقت وإن الاجتماع الآن أو تبني أي قرار سيكون مجافيا للمنطق وطلب الانتظار لحين عقد الاجتماع وعدم القفز إلى استنتاجات.

وبعد الحاح لتحديد سعر عادل للنفط أو التكهن بمدى زمني لاستقرار السعر أجاب المزروعي أنه ما من أحد يمكنه تحديد السعر ولمح إلى أن الأمر قد يستغرق سنوات.

وقال "يخبرنا التاريخ أنه كلما حاولنا التنبؤ بما سيحدث فإننا نفشل. ما أقوله هو أن من المستبعد أن نرى زيادة مفاجئة - سيستغرق ذلك وقتا...

"سيتوقف الأمر على ما سنراه في الربع الحالي والقادم. النصف الأول من 2015 سيعطينا مزيدا من البيانات للتكهن بما سيحدث."

ورغم انتقاده منتجي النفط الصخري أقر بأن العالم يحتاج لاستمرار إنتاج هذا النوع من النفط وقال إن السعر العادل هو المستوى الذي يستطيع عنده منتجو النفط الصخري الاضطلاع بدور المنتج المرن.