زار مدير مكتب التحقيقات الاتحادي روبرت مولر اليمن يوم الثلاثاء وتعهد بالمساعدة في قمع تمرد اسلامي هناك بينما قالت مصادر امنية وحكومية ان طائرة بدون طيار قتلت قياديا بالقاعدة له صلة بهجوم على ناقلة نفط فرنسية.
وفي اجتماع مع الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تولى السلطة في وقت سابق العام الحالي تعهد مولر بأن تواصل الولايات المتحدة دعم اليمن "بكل قوة" في جميع المجالات.
وقال محمد الباشا المتحدث باسم السفارة اليمنية في واشنطن ان مولر يزور اليمن سنويا لذلك فانها ليست مناسبة خاصة أو سرية. واضاف ان الرئيس هادي اكد على انه ملتزم بقوة بمكافحة التطرف ويعمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التهديد المشترك للارهاب.
وفي إطار منفصل قالت السفارة اليمنية في واشنطن يوم الثلاثاء ان محمد سعيد العمدة الذي ادين عام 2005 بالضلوع في هجوم على ناقلة النفط ليمبورج عام 2002 قتل في ضربة جوية في محافظة مأرب المنتجة للنفط يوم الاحد. ولم تحدد ما اذا كانت ضربة امريكية.
وقال مصدر امني ان العمدة الذي وصفته السفارة بأنه الشخصية الرابعة في قائمة المطلوبين لدى اليمن تلقى تدريبا عسكريا تحت اشراف اسامة بن لادن في افغانستان وكان مسؤولا عن الشؤون المالية للتنظيم.
واستخدمت الولايات المتحدة مرارا الطائرات بدون طيار لاستهداف من يشتبه بأنهم متشددون من القاعدة اكتسبوا جرأة من الاضطراب السياسي الذي استمر عاما في الدولة الفقيرة.
وسيطر متشددون مرتبطون بالقاعدة العام الماضي على مساحات كبيرة من الاراضي في جنوب اليمن تشمل بلدتين على الاقل مستغلين الاحتجاجات الحاشدة على حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي استمر 33 عاما.
وانقسم الجيش اليمني الى معسكرين خلال الانتفاضة التي اطاحت بصالح في اخر الامر لكنه يكافح لالحاق الهزيمة بالمتشددين.
وقالت وزارة الدفاع اليمنية يوم الثلاثاء ان العدد الاجمالي للمتشددين الذين قتلوا في محافظة ابين خلال اليومين الماضيين في أحدث موجة للقتال بلغ 52.
واضافت ان الجيش اليمني انتزع السيطرة ايضا على بعض المقار الحكومية من المتشددين مع تقدمه في عمق زنجبار عاصمة ابين.
غير ان جماعة انصار الشريعة المرتبطة بالقاعدة قالت في بيان ارسل عبر البريد الالكتروني ان مقاتليها اوقفوا تقدم الجيش وتحدت السلطات ان تنشر ولو صورة واحدة حديثة تظهر القوات داخل زنجبار.
ولم يشر البيان الى هجوم الطائرة بدون طيار.
وقالت مصادر قبلية في ابين ان ما يصل الى 21 مسلحا قتلوا في ثلاثة اشتباكات منفصلة مع رجال قبائل مؤيدين للحكومة اليوم. واضافوا ان مقاتلين من القبائل لقيا حتفهما في القتال.
ويحاول الرئيس هادي اصلاح الجيش لكنه يواجه المصالح الشخصية لاقارب صالح وحلفائه الذين لا يزالون يتولون قيادة الجيش والمؤسسة الامنية.
وفي نصر متواضع لهادي ترك محمد صالح الاحمر الاخ غير الشقيق لصالح منصبه يوم الثلاثاء. وكان قد أغلق مطار العاصمة في وقت سابق الشهر الحالي وأوقف جميع الرحلات احتجاجا على اقالته في تحد مباشر لسلطة هادي.
وقال مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر للصحفيين في صنعاء ان تسليم قيادة القوات الجوية تم مثلما نص المرسوم الذي أصدره الرئيس. واضاف أن عملية التسليم اتسمت بالسلاسة ولم تسبقها شروط من اي نوع.
والاطاحة بالاحمر هي اول مرة ينجح فيها هادي في اقصاء أقارب صالح من السلطة لكن ابن صالح وابن أخيه وحلفاء اخرين لا يزالون في مناصبهم كقادة لوحدات عسكرية رئيسية.
وقال مسؤول حكومي طالبا عدم نشر اسمه ان بن عمر - الذي ساعد على المضي قدما في خطة ترك بموجبها صالح السلطة في نهاية الامر بعد احتجاجات شعبية استمرت أكثر من عام - أقنع الرئيس السابق بالضغط على أخيه غير الشقيق لكي يتنحى.
وحل اللواء راشد علي ناصر الجند محل الاخ غير الشقيق لصالح في قيادة القوات الجوية. وكان محمد صالح الاحمر مساعدا لوزير الدفاع.
وانتخب هادي الذي كان نائبا لصالح رئيسا توافقيا في فبراير شباط بموجب خطة مدعومة من الولايات المتحدة وتوسطت فيها دول الخليج الحريصة على عدم انزلاق اليمن في الفوضى.
وفي واقعة منفصلة قال مصدر امني محلي يوم الثلاثاء ان رئيس الامن السياسي في محافظة لحج في الجنوب نجا من محاولة اغتيال لكنه اصيب باصابات بالغة. واضاف المصدر ان القنبلة كانت مثبتة في سيارته وانفجرت لدى ادارة المحرك.
