مرسي يتمسك بمواقفه ومصر في انتظار بيان للجيش

تاريخ النشر: 03 يوليو 2013 - 03:24 GMT
مؤيدون لمرسي قرب ميدان رابعة العدوية في القاهرة
مؤيدون لمرسي قرب ميدان رابعة العدوية في القاهرة

تمسك الرئيس المصري محمد مرسي بمواقفه غداة انتهاء المهلة التي حددها الجيش له لتقاسم السلطة مع المعارضة، فيما اعلن الجيش إنه يجتمع مع شخصيات دينية ووطنية وسياسية وشبابية، وسوف يصدر بيانا فور الإنتهاء منها.

وجددت رئاسة الجمهورية في بيان على موقعها على فيسبوك تأكيدها على "خارطة الطريق التي استجابت فيها للنداء ودعت كافة القوى الوطنية للحوار حولها لإجراء المصالحة الوطنية الشاملة."

وأكدت الرئاسة أن "تجاوز الشرعية الدستورية يهدد الممارسة الديمقراطية بالانحراف عن مسارها الصحيح ويهدد حرية التعبير التي عاشتها مصر بعد الثورة."

وحملت الرئاسة الجزء الأكبر من المسؤولية لعدد من الأحزاب السياسية "التي سبق أن قاطعت كل دعوات الحوار والتوافق".

وكان مرسي قد أعلن قبوله مبادرة تقدمت بها أحزاب معارضة تضمنت تشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة.

وقال بيان الرئاسة إن "السيناريو الاخر الذي يحاول البعض فرضه على الشعب لا توافق عليه الجماهير وسيربك عملية بناء المؤسسات."

وقبيل انتهاء المهلة، قال مساعد للرئيس المصري إن الرئيس يفضل أن يموت "كالأشجار واقفا" دفاعا عن الشرعية التي منحته منصبه عن أن يلومه التاريخ لأنه ضيع آمال المصريين في الديمقراطية.

وقال أيمن علي مساعد الرئيس في تصريحات لرويترز "لا أعتقد أن موقف الرئيس في التمسك بشرعية النظام كان دفاعا عن كرسي الرئاسة.. بل هو دفاع عن النظام الديمقراطي."

وأضاف "خير للرئيس... أن يموت كالأشجار واقفا دفاعا عن المباديء بدلا من أن يلومه التاريخ والأجيال القادمة على تضييع آمال المصريين في إقامة حياة ديمقراطية سليمة."

وقال الجيش المصري على صفحته بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي يوم "تعقد القيادة العامة للقوات المسلحة حاليا لقاءات مع عدد من الرموز الدينية والوطنية والسياسية والشبابية ... وسوف يتم إصدار بيان للقيادة العامة فور الإنتهاء."

وقالت مصادر عسكرية وحزبية إن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين رفض دعوة للاجتماع مع قائد القوات المسلحة يوم الأربعاء.

وقال وليد الحداد القيادي بالحزب لرويترز "احنا ما نروحش دعوة مع أحد احنا لنا رئيس وبس."

وقال مصدران سياسيان إن المعارض الليبرالي محمد البرادعي اجتمع مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية الأربعاء قبل ساعات من انتهاء مهلة الجيش.

وقال مصدر حكومي إن شيخ الازهر وبابا الكنيسة القبطية المصرية انضما للاجتماع. وذكرت مصادر سياسية أن اثنين من اعضاء حركة "تمرد" الشبابية التي تقود الاحتجاجات ضد مرسي شاركا في الاجتماع ايضا وكذلك أعضاء من حزب النور السلفي.

وتبنى شيخ الازهر الشيخ احمد الطيب موقف الجيش ودعا الزعماء السياسيين الى الاستجابة لمطالب المحتجين المناهضين للحكومة. وفي تغريدة على موقع تويتر عبر البابا تواضروس الزعيم الروحي لنحو عشرة في المئة من سكان مصر البالغ عددهم 84 مليون نسمة عن مباركته للمظاهرات المناهضة لمرسي يوم الثلاثاء.

واختارت جبهة الانقاذ المعارضة وجماعات شبابية البرادعي ليتفاوض مع الجيش نيابة عنها.

وقال مصدر من المعارضة "سيحث البرادعي خلال الاجتماع القوات المسلحة على التدخل لحقن الدماء."

ونفى مصدر عسكري عقد الاجتماع.

وقتل أكثر من 20 شخصا وأصيب المئات في اشتباكات بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه منذ اندلاع احتجاجات حاشدة في 30 يونيو حزيران.

وقالت مصادر أمنية إن قوات ومركبات عسكرية تؤمن التلفزيون المصري يوم الأربعاء.

وأضافت أن الموظفين الذين لا يعملون في برامج تبث على الهواء مباشرة غادروا المبنى.

ودعت الجماعة الإسلامية في مصر أنصارها يوم الأربعاء إلى التزام السلمية وذلك قبل ساعات من انقضاء مهلة الجيش.

وأضافت في بيان "من الضروري أن يتحرك الساسة العقلاء لمنع تدهور الأوضاع المصرية أكثر من ذلك حفاظا على الأمن القومي لمصر."

وتابعت أنها "تبذل قصارى جهدها لتقريب وجهات النظر بين مؤسسة الرئاسة والمؤسسة العسكرية."

وقالت "انتقال السلطة يجب أن يتم من خلال آليات دستورية وتجاوز الأزمة الحالية يحتاج إلى مزيد من الوقت كي تستطيع الأحزاب والقوى السياسية الوصول لاتفاق كامل للخروج من الازمة بما في ذلك وضع خارطة طريق"

لغة الدماء
وتبارى وزير الدفاع المصري والرئيس الإسلامي في إبداء استعدادهما لافتداء مصر بدمائهما قبيل انتهاء مهلة الخروج من الأزمة.

وقال الجيش في بيان بعنوان الساعات الاخيرة "اشرف لنا ان نموت من أن يروع او يهدد الشعب المصري ونقسم بالله أن نفتدي مصر وشعبها بدمائنا ضد كل إرهابي او متطرف او جاهل" وذلك بعد أن رفض مرسي ترك منصبه الذي فاز به عن طريق الانتخابات.

وقال مصدر عسكري إن القيادة العامة للقوات المسلحة تعقد حاليا اجتماع أزمة قبل ساعات قليلة من انتهاء المهلة التي حددها الجيش لتسوية الأزمة وإلا فرض حلا من جانبه.

وقال مرسي في كلمة ألقاها في ساعة متأخرة مساء الثلاثاء إنه رئيس منتخب ديمقراطيا وسيبقى في منصبه حفاظا على الشرعية الدستورية وأضاف "تمن الحفاظ عليها (الشرعية) حياتي."

وقال معارضون ليبراليون إن الخطاب يظهر أنه "فقد صوابه".

وقال جهاد الحداد المتحدث الرسمي باسم جماعة الاخوان المسلمين إن أنصار الرئيس مستعدون للاستشهاد دفاعا عنه.

وقال الحداد لرويترز في اعتصام الإسلاميين بحي مدينة نصر بالقاهرة الذي يضم الكثير من المنشآت العسكرية ويقع بالقرب من قصر الرئاسة "لا نستطيع أن نفعل شيئا سوى أن نقف بين الدبابات والرئيس."

وأضاف "لن نسمح بأن تنتهك الآلة العسكرية إرادة الشعب المصري مرة اخرى."

وقالت صحيفة الاهرام المصرية إن من المتوقع أن يتنحى مرسي أو يطاح به وإن الجيش سينشيء مجلسا رئاسيا من ثلاثة اعضاء يقوده رئيس المحكمة الدستورية.

وقال مصدر عسكري إنه يتوقع أن يدعو الجيش اولا شخصيات سياسية واجتماعية واقتصادية ونشطاء شبان الى محادثات بشأن مسودة خارطة الطريق التي وضعها لمستقبل البلاد.

واحتفت حشود من المتظاهرين في ميدان التحرير بالجيش مساء الثلاثاء باعتباره منقذ الديمقراطية التي فازوا بها منذ عامين حين أطاحت انتفاضة بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.

لكن انصار مرسي نددوا بتدخل الجيش معتبرينه "انقلابا".

واتهمت جماعة الاخوان الشرطة بإطلاق النار. وقالت وزارة الداخلية إنها تحقق في الأمر.

وقالت وزارة الداخلية على صفحتها على فيسبوك "اننا في هذه الظروف الدقيقة من عمر الوطن نؤكد لكم بكل عزم وإصرار وقوف ابنائكم من رجال الشرطة الأوفياء الى جانبكم لحمايتكم... جنبا الى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة."

من جهة اخرى اصدرت الجماعة الإسلامية وحزبها السياسي البناء والتنمية بيانا دعت فيه أنصارها الى التزام السلمية وقالت إنها تبذل قصارى جهدها لتقريب وجهات النظر بين الرئيس والقوات المسلحة.

وأضافت "انتقال السلطة يجب أن يتم من خلال آليات دستورية وتجاوز الازمة الحالية يحتاج الى مزيد من الوقت كي تستطيع الاحزاب والقوى السياسية الوصول لاتفاق كامل للخروج من الأزمة بما في ذلك وضع خارطة طريق."

وساد الهدوء وسط القاهرة نهارا. وأغلقت عدة متاجر وكانت حركة المرور خفيفة على غير المعتاد. وانخفض مؤشر البورصة 1.7 في المئة بسبب مخاوف من أعمال العنف. وهبط الجنيه المصري امام الدولار وقالت البنوك إنها ستغلق فروعها مبكرا قبل انقضاء المهلة.

وكانت مصادر عسكرية قد ذكرت لرويترز في وقت سابق أن الجيش وضع مسودة خطة تتضمن تهميش مرسي وتعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشورى الذي يهيمن عليه الإسلاميون بعد انقضاء المهلة في الخامسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش).

ودعا حزب الدستور الذي يقوده محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الجيش الى التدخل لإنقاذ أرواح المصريين قائلا إن كلمة مرسي تظهر أنه "فقد صوابه" وحرض على هدر دماء المصريين.

ورشحت جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم أحزابا ليبرالية ويسارية وعلمانية وحركة "تمرد" التي تقود الاحتجاجات البرادعي للتفاوض مع قادة الجيش بشأن الانتقال بعد مرسي.

وقالت المصادر العسكرية إنه سيتم تشكيل مجلس انتقالي بالتنسيق مع الزعماء السياسيين لحين تعديل الدستور وإجراء انتخابات رئاسية جديدة.

ولم تذكر المصادر الخطوة التي يعتزم الرئيس اتخاذها ورفض مكتبه الإفصاح عن مكانه.

وفي الخطاب الذي استغرق 45 دقيقة سلم مرسي بأنه ارتكب أخطاء وقال إنه مازال مستعدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات البرلمانية وإجراء تعديلات دستورية يتفق عليها برلمان جديد.

لكنه لم يطرح أي مبادرة جديدة ورفض الدعوات المطالبة بتنحيه عن منصبه وقال إن من واجبه الحفاظ على "الشرعية" وهي الكلمة التي تكررت في خطابه عشرات المرات.

واتهم مرسي فلول النظام السابق في عهد مبارك وعددا من الاسر الثرية التي قال إنها كانت من أعمدة الفساد بالسعي لاستعادة الامتيازات التي فقدتها بقيام الثورة ودفع البلاد إلى نفق مظلم.

وسارع زعماء المعارضة الذين رفضوا الحوار مع مرسي للتنديد بموقفه الذي وصفوه بأنه اعلان لحرب أهلية.

وقال حزب الدستور في بيان "نطالب الجيش بحماية أرواح المصريين بعد ان فقد مرسي صوابه وحرض على هدر دماء المصريين."

ودعت حركة تمرد التي قادت مساعي عزل مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة الحرس الجمهوري إلى اعتقال مرسي على الفور وتقديمه للمحاكمة.

وطالب محمود بدر مؤسس الحركة بتدخل الجيش لمنع سفك دماءالمصريين ووصف مرسي بأنه دكتاتور.

وأصدر المثقفون والفنانون المعتصمون في وزارة الثقافة بيانا دعوا فيه الجيش والشرطة "للتحفظ الفوري على محمد مرسي وجماعته حماية لشعب مصر العظيم بعد دعوته للفتنة وخروجه السافر على إرادة الشعب صاحب السيادة والقرار الذي نزل إلى ميادين مصر كلها ليعلن للعالم أجمع مطلبه بإزاحة هذا النظام الفاشي."