أمهل المتظاهرون في محيط قصر الاتحادية الرئيس محمد مرسي حتى الخامسة من مساء الثلاثاء للتنحي والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، في حين سُجل سقوط ثلاثة قتلى بمواجهات بين مؤيدي الرئيس وخصومه بأسيوط، وسط نفي رسمي للأنباء حول نقل صلاحيات الرئيس إلى وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي أو تعيينه رئيسا للوزراء.
وقال محمود بدر المتحدث باسم حركة "تمرد" في كلمة له حملت اسم البيان رقم "1" للحركة من على منصة متظاهري قصر الاتحادية - "إن مؤسسات الدولة "الجيش والشرطة والقضاء" تنحاز بشكل واضح إلى الإرادة الشعبية المتمثلة في الجمعية العمومية للشعب المصري الأحد في التحرير والاتحادية وميادين مصر كافة".
وأعلن بدر أن حركة "تمرد" التي جمعت أكثر من 22 مليون توكيل لسحب الثقة من الرئيس تمهله حتى الخامسة من مساء الثلاثاء للتنحي وإعلان انتخابات رئاسية مبكرة، وإلا "سيتم الزحف إلى قصر القبة والاحتشاد في كافة الميادين وإعلان عصيان مدني شامل."
من جانبها، واصلت مؤسسة الرئاسة التفاعل مع الأحداث في الشارع، وقال السفير عمر عامر، المتحدث باسم الرئاسة، إن الرئاسة المصرية "لا تقلل من مطالب المعارضة" داعيا إلى قبول الدعوات المتكررة للحوار.
أما المتحدث الثاني باسم الرئاسة، السفير إيهاب فهمي، فقد نفى ما تردد بشأن نقل صلاحيات الحكومة إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسي, مؤكداً أن تلك المعلومات "عارية تماماً عن الصحة"، كما أنكر وجود أي وساطة غربية بين مؤسسة الرئاسة والقوى السياسية.
وتزامن هذا النفي مع تأكيد المتحدث العسكري عدم صحة ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن قيام السيسي، وهو أيضا القائد العام للقوات المسلحة، بإلقاء خطاب للشعب.
محاولات للتصحيح
وقال عمر عامر المتحدث باسم الرئاسة المصرية يوم الاحد ان الرئيس محمد مرسي يعرف انه ارتكب اخطاء وانه يعمل على تصحيحها.
وقال عامر ان مرسي جاد في دعواته المتكررة لاجراء حوار وطني.
واضاف عامر في مؤتمر صحفي عقد في ساعة متأخرة من الليل بعد نزول الملايين للشوارع للمطالبة بتنحي مرسي" إن الرئيس أقر بأن هناك أخطاء في العام الأول من الرئاسة وبالتالي هناك مراجعة للمواقف وهناك قرارات بدأ الفعل تنفيذها وظهور نتائجها يحتاج إلى بعض الوقت."
غياب الحسم
ويسجل المراقبون غياب الحسم في مصر رغم أن الملايين احتشدوا في الشوارع لمطالبة الرئيس محمد مرسي بالتنحي ورغم أن معارضين متشددين له أشعلوا النار في المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها.
واتحد ثوار شبان مع أحزاب المعارضة الليبرالية واليسارية في عرض دفاعي هائل في الذكرى ألأولى لتنصيب مرسي يوم الأحد مرددين هتافا يقول "الشعب يريد إسقاط النظام".
واحتشد نصف مليون محتج في ميدان التحرير ومثلهم في مدينة الإسكندرية الساحلية فيما كان أكبر حشود للمحتجين تشهدها مصر منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك عام 2011.
وبقي مرسي أول رئيس منتخب في اقتراع حر لأكبر الدول العربية سكانا بعيدا عن الأعين لكنه اعترف عبر متحدث باسمه بأنه ارتكب أخطاء وأضاف أنه يعكف على إصلاحها وإنه مستعد لحوار مفتوح مع المعارضين. لكن لم تظهر منه بادرة على استعداد للتنحي.
وأثبتت الاحتجاجات أن جماعة الإخوان المسلمين لم تغضب فحسب الليبراليين والعلمانيين عبر سعيها لتكوين نظام لايقبل - باسم الدين - تداول السلطة إنما اغضبت أيضا ملايين المصريين العاديين عن طريق سوء إدارة الاقتصاد.
وكانت عائدات السياحة والاستثمارات الأجنبية قد جفت كما أفلت زمام التضخم وشح البنزين والسولار وتتالى انقطاع الكهرباء في ذروة حرارة الصيف.
وهاجم عشرات المعارضين المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين في هضبة المقطم بالزجاجات الحارقة واستهدفوا مقارها في محافظات أخرى.
ولم تكن هناك بوادر على وجود الخدمة الشرطية لحماية المقار أو إخماد النيران التي يشعلها المعارضون في المقار التي أطلق أعضاء في الجماعة النار من داخلها سعيا لمنع اقتحامها ونهبها وإحراقها. وقتل شخصا وأصيب 11 بالرصاص الحي وطلقات الخرطوش أمام المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بحسب مصادر طبية