مصر تترقب رئيسا في الصندوق.. وآخر في القفص

تاريخ النشر: 24 مايو 2012 - 12:08 GMT
مصر تترقب رئيسا
مصر تترقب رئيسا

يختتم المصريون يوم الخميس التصويت في اول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخهم وتبدو نتائجها معلقة حتى فرز آخر صندوق اقتراع في حين تترقب البلاد حكم القضاء بشأن الرئيس السابق حسني مبارك خلال أقل من عشرة ايام.

وبدأ اكثر من 50 مليون ناخب منذ يوم الاربعاء الادلاء بأصواتهم لاختيار رئيس جديد لن يكون امامه متسع كبير من الوقت قبل الخوض في تحديات ومشاكل تعصف بالبلاد منذ الاطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي.

ويتولى الجيش ادارة امور البلاد بصورة مؤقتة منذ ذلك الحين.

وقدم مبارك (84 عاما) للمحاكمة عن اتهامات تتعلق بالفساد وبقتل متظاهرين اثناء الانتفاضة التي لقي نحو 850 محتجا حتفهم خلالها في حين اصيب اكثر من ستة آلاف. وحددت المحكمة يوم الثاني من يونيو حزيران موعدا لاصدار حكم في القضية.

ويتنافس في الانتخابات 13 مرشحا لكن يتصدر السباق عمرو موسى وزير الخارجية الاسبق والامين العام السابق لجامعة الدول العربية واحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك ومحمد مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين وعبد المنعم ابو الفتوح العضو السابق بالجامعة وحمدين صباحي الذي يستلهم الفكر الناصري.

ومر اليوم الاول للتصويت دون مخالفات جسيمة. وقال عاملون في مراكز اقتراع ان التصويت استمر يوم الاربعاء حتى العاشرة مساء (2000 بتوقيت جرينتش) بعد ساعة من الموعد الرسمي لاغلاق اللجان الانتخابية والذي كان مدد ساعة في الاصل.

وقال عامل بمركز اقتراع في حي الزمالك لرويترز صباح يوم الخميس ان نحو 40 في المئة من الناخبين ادلوا باصواتهم امس بينما قدرت النسبة بنحو 30 في المئة في لجان انتخاب بمحافظة كفر الشيخ بدلتا النيل.

وعبر الناخبون عن اعتزازهم بقدرتهم على التأثير في نتيجة الانتخابات فعليا بعد عقود من حكم الفرد كانت نتيجة عمليات التصويت خلالها تبدو معروفة سلفا.

وانقسمت أصوات الناخبين بين متصدري السباق مما يرجح عدم حسم النتيجة في الجولة الاولى.

وقالت ناهد عبد الجليل محمود (57 عاما) وهي مديرة مدرسة لدى ادلائها بصوتها في المحلة الكبرى التي تشتهر بصناعة الغزل والنسيج بدلتا النيل "هذه أول مرة اصوت في انتخابات الرئاسة. قبل ذلك لم تكن انتخابات واعطيت صوتي لحمدين صباحي."

وقال مروان محمد غالب (48 عاما) ويعمل مهندسا "افضل عمرو موسى بين كل هؤلاء المرشحين... موسى يمكنه ان يعبر بنا هذه الفترة الصعبة لكن بعد ذلك لا نريد رئيسا يتجاوز 55 عاما."

وقالت جماعة الاخوان المسلمين إن مرشحها محمد مرسي متقدم بعد تصويت يوم الاربعاء. كما أن حملة موسى أعلنت تصدر مرسي السباق ومجيء الأمين العام السابق للجامعة العربية في المرتبة الثانية.

وإذا لم يفز أحد المرشحين بأكثر من خمسين بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى فستجري جولة إعادة في 16 و17 يونيو حزيران. وستعلن نتائج الجولة الأولى يوم الثلاثاء ولكن المؤشرات الأولية للنتيجة قد تظهر بحلول يوم السبت اي قبل اسبوع من الحكم في قضية مبارك الذي حكم البلاد لثلاثة عقود.

ومثل امام القضاء ايضا نجلا الرئيس السابق جمال وعلاء بتهم تتعلق بالفساد وشملت المحاكمات ايضا عددا من كبار رموز نظامه بتهم تتعلق بقتل المتظاهرين والفساد.

ومبارك محتجز في مستشفى على مشارف القاهرة وحضر جلسات المحاكمة ممددا على سرير طبي في قفص الاتهام مما اثار انتقادات من نشطاء واقارب للقتلى لما اعتبروه محاباة من الجيش لقائده الاعلى السابق.

وتمثل الانتخابات خطوة مهمة في مرحلة انتقالية يقودها الجيش اتسمت بالاحتجاجات والعنف والنزاعات السياسية. وتعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة إلى رئيس جديد بحلول الأول من يوليو تموز.

وتواجه عملية كتابة دستور جديد تعثرا وليس من الواضح بعد سلطات الرئيس القادم.

واحتدم نقاش بين القوى السياسية حول حجم نفوذ الجيش في الدولة في المرحلة الجديدة بعدما كان رئيس البلاد يأتي من بين صفوفه منذ اطاحت ثورة يوليو تموز 1952 بالملكية.

وسيواجه الرئيس الجديد مهام مضنية اخرى منها إصلاح الاقتصاد وإعادة الأمن وكلاهما مسألة تمثل مبعث قلق كبير لدى المواطنين.

وقال ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن "ان المصريين سيمرون بفترة صعبة سيحاولون فيها تحديد نوع النظام السياسي الذي يريدونه ونوع المجتمع الذي يرغبون ف 

 

ولم تخل العملية الانتخابية بمحصلة يومها الأول من بعض الخروقات المحدودة والاتهامات المتبادلة، وقد قالت حملة حمدين صباحي بمركز نجع حمادي أنه تم إطلاق عدة رصاصات على السيارة التي يستقلها أعضاء الحملة أثناء عودتهم من متابعة اللجان الانتخابية دون وقوع إصابات بينهم.

وقالت الحملة إن الهدف من وراء ذلك "ليس التصفية الجسدية ولكن إرهاب أعضاء الحملة وتخوفيهم حتى لا يمكنها المضي قدما في طريق النصر،" وفقاً لما أورده موقع التلفزيون المصري، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية.

من جانبها، نفت حملة مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب "الحرية والعدالة،" محمد مرسي، أن يكون الأخير قد رصد 12 مليون جنيه للهدايا التي توزع على الناخبين، تحت تصرف زميله في الجماعة ومرشحها المستبعد من الترشح، خيرت الشاطر.

وقال عبدالمنعم عبدالمقصود، المستشار القانوني للحملة، إن اللجنة القانونية "تقدمت ببلاغ للجنة العليا للانتخابات ضد أحدى الصحف التي نشرت معلومات مغلوطة بان الإخوان طالبوا أعضاءها بتوجيه أموال الزكاة والصدقات لدعم العملية الانتخابية، وذلك دون إيفاد دليل واحد يثبت صحة الإدعاءات."

أما بالنسبة لحملة رئيس الوزراء السابق، الفريق أحمد شفيق، الذي تعرض لهجوم بعد الإدلاء بصوته تخلله رشق بالأحذية، فقد قالت إن هذه التصرفات "حمقاء" قامت بها "مجموعة منظمة وتدبرت أمرها وتربصت به وانتظرته طوال اليوم أمام اللجنة."

ولم تشر الحملة مباشرة إلى هوية المحتجين ضد شفيق، ولكنها قالت إنها "مجموعة من بعض العناصر ذات الانتماء المعروف،" واصفة مهاجمة المرشح الذي كان آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق، حسني مبارك، بأنه "تصرف شاذ وفوضوي."

ورغم هذه المناوشات، إلا أن أحمد الأنصاري، نائب رئيس هيئة الإسعاف، أكد بشكل عام عدم وجود أي حالات وفاة خلال اليوم الأول من انتخابات الرئاسة، لكنه أشار إلى ارتفاع عدد الإصابات لتصل إلى 28 حالة، تم نقل 19 حالة منهم إلى المستشفيات، فيما تم إسعاف 9 حالات في المقار الانتخابية. 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن