مصر تعدل مبادرتها بعد رفضها من حماس واسرائيل توسع عدوانها

تاريخ النشر: 17 يوليو 2014 - 06:35 GMT
البوابة
البوابة

عادت مصر للتفاوض مع حماس حول مبادرتها لوقف النزاع المتصاعد بين الحركة واسرائيل، فيما وسعت الاخيرة عمليتها العسكرية على قطاع غزة الخميس بعد انتهاء تهدئة انسانية من خمس ساعات اقرت بطلب من الامم المتحدة.

وقرابة 48 ساعة عقب اعلان مبادرتها التي يبدو انه تم التنسيق بشأنها مع اسرائيل في حين تم تجاوز حماس، تراجع الوسطاء المصريون عن مطلبهم بان تقبلها الحركة بلا شروط وبداوا مفاوضات مكثفة للتوصل الى صيغة جديدة لها.
وبعد اطاحة الاخوان المسلمين من السلطة العام الماضي، عملت حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على عزل حماس وهي حليف وثيق للاخوان في قطاع غزة المحاصر.
وسبق ان قام الجيش المصري بتدمير معظم انفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة التي كانت توفر لحركة حماس موارد مالية واسلحة واتهم الفلسطينيين بانهم يساعدون المجموعات المسلحة في شمال سيناء.
وعندما اندلعت الحرب بين حماس واسرائيل الاسبوع الماضي، اعدت مصر -وهي وسيط تقليدي في مثل هذه النزاعات- مبادرة لوقف اطلاق النار ايدتها اسرائيل على وجه السرعة وكذلك الدول العربية والولايات المتحدة ولكن حماس رفضتها.
وشروط وقف اطلاق النار، التي طلبت مصر من الطرفين قبولها كما هي، كان من شأنها ان تمنع حماس من ان تعلن تحقيق "انتصار" وهو ما تحتاجه بشدة بعد مقتل اكثر من 235 فلسطينيا من جراء القصف الاسرائيلي.
ودعت المبادرة المصرية الى وقف فوري للاعمال العدائية على ان يتلوه "فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض".
ولكن حماس رفضت اي وقف لاطلاق النار ما لم توافق مصر واسرائيل على مناقشة شروطه اولا. وتطلب الحركة رفع الحصار الاسرائيلي على غزة وفتح معبر رفح بين مصر والقطاع واطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين الذين اعادت اسرائيل توقيفهم بعد الافراج عنهم في اطار صفقة مبادلة الجندي الاسرائيلي المختطف جلعاد شاليط في العام 2011.
ويقول ناثان ترال وهو باحث مقيم في القدس ان مصر واسرائيل "ادركتا انه من اجل انهاء هذا (الحرب) لابد من التوصل الى اتفاق يتضمن تنازلات لغزة".
تجاوز حماس
ووفقا لحماس ووسائل الاعلام الاسرائيلية فانه لم يتم التشاور مع الحركة حول المبادرة المصرية رغم ان السيسي حصل على موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عليها.
وقال اسندر العمراني مدير ادارة الشرق الاوسط في مجموعة الازمات الدولية "يبدو انها مبادرة مصرية-اسرائيلية" لوضع حماس في موقف "دفاعي".
واعتبر ان مصر كانت تريد "ارسال رسالة مفادها انها ليست معنية بمنح نصر سياسي لحماس".
ويمكن ان يؤدي فشل وقف اطلاق النار الى عملية برية اسرائيلية في قطاع غزة وهو تصعيد يمكن ان يسفر عن مزيد من الضحايا الفلسطينيين.
ويعتقد مايكل حنا وهو خبير في الشؤون المصرية في سنتوري فاونديشن وهو مركز بحثي في نيويورك انه على الرغم من عدم التعاطف في مصر مع حماس فان سقوط المزيد من الضحايا الفلسطينيين قد يؤدي الى تصاعد الانتقادات الداخلية للسيسي.
ونتيجة لذلك كان على مصر ان تتعامل مع حماس ومطالبها لوقف اطلاق النار خلال المفاوضات الجارية في القاهرة التي يشارك فيها القيادي في حماس موسى ابو مرزوق والرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو خصم لحماس يدعمه السيسي.
وكانت حركتا فتح وحماس اتفقتا على تشكيل حكومة وحدة وطنية في حزيران/يونيو الماضي ولكن الاتفاق تعثر بسبب رفض عباس دفع مرتبات موظفي الحكومة في قطاع غزة.
دعم غربي
واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء تاييده للجهود التي تبذلها مصر للتوصل الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس.
واعرب اوباما عن "حزنه الشديد" لمقتل المدنيين في القطاع لكنه اعتبر ان "من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها في مواجهة الهجمات بالصواريخ التي ترهب" سكانها.
بينما وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الخميس القصف الاسرائيلي على قطاع غزة بانه "محاولة ابادة منظمة" ضد الفلسطينيين.
كما واعلن الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الخميس ان مباريات الاندية الاسرائيلية في مسابقتي دوري ابطال اوروبا والدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" لن تقام في اسرائيل.
واوضح الاتحاد الاوروبي في بيان ان "لجنة الطوارئ التابعة للاتحاد الاوروبي اجتمعت في 16 تموز/يوليو وقررت انه بسبب الوضع الحالي في إسرائيل من حيث الامن، لن تقام اي مباراة في المسابقات التي ينظمها الاتحاد الاوروبي لا يمكن اجراؤها في هذا البلد حتى إشعار آخر".
استئناف الغارات
واستأنفت اسرائيل عمليتها العسكرية على قطاع غزة الخميس بعد انتهاء تهدئة انسانية من خمس ساعات اقرت بطلب من الامم المتحدة، بينما تتواصل الجهود للتوصل الى وقف لاطلاق النار.
وقتل ثلاثة أطفال من عائلة شحيبر تتراوح اعمارهم بين 8 و10 سنوات، في غارة استهدفت حي الصبرة وسط مدينة غزة بعد الظهر. وتوفي طفل في الرابعة من عمره من مدينة غزة متاثرا بجروحه الخميس.
وقتل ستة فلسطينيين في غارات قبل بدء العمل بالتهدئة في العاشرة صباحا، في جنوب وشمال القطاع.
وبذلك ارتفعت حصيلة القتلى الى 235 واصيب 1700 بجراح منذ بدء العملية الاسرائيلية على قطاع غزة في الثامن من تموز/يوليو والتي اطلق عليها الجيش الاسرائيلي اسم "الجرف الصامد".
وتؤكد اسرائيل ان الهدف من العملية هو وقف اطلاق الصواريخ من القطاع.
وسقط صاروخ اطلق من قطاع غزة على مدينة عسقلان جنوب اسرائيل الخميس في الساعة 15،00 (12،00 تغ).
وللمرة الاولى، اعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) الخميس انها عثرت على صواريخ في احدى المدارس التابعة لها في قطاع غزة.
وقالت الاونروا في بيان "البارحة (الاربعاء) في سياق تفتيش اعتيادي لمبانيها، وجدت الاونروا نحو 20 صاروخا مخبأة في مدرسة فارغة في قطاع غزة".
ودانت الاونروا ما وصفته ب"الانتهاك الصارخ" للقانون الدولي مشيرة الى انه تم ازالة الصواريخ وابلاغ "الاطراف المعنيين".
وبحسب البيان فان "الاونروا تدين بشدة الفصيل او الفصائل المسؤولة عن وضع الاسلحة في احدى مؤسساتها".
وتتهم اسرائيل حماس والفصائل الاخرى في قطاع غزة باستخدام المنشات المدنية لتخزين واطلاق الصواريخ بما في ذلك في النزاع الجاري حاليا والذي بدأ في 8 من تموز/يوليو الماضي.
محاولة تسلل
وصباحا، اعلن الجيش الاسرائيلي انه افشل الخميس محاولة تسلل الى الاراضي الاسرائيلية من قبل مجموعة مسلحة فلسطينية استخدمت نفقا من غزة وقتل احد اعضائها.
وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر للصحافيين في مؤتمر هاتفي ان "القوات الاسرائيلية رصدت حوالى 13 ارهابيا يحاولون التسلل الى اسرائيل من خلال استخدام نفق بنته حماس"، مشددا على "افشال محاولة تسلل وهجوم ارهابي كبير".
وكان النفق يفضي في الجانب الاسرائيلي الى نقطة قريبة من كيبوتز صوفا جنوب اسرائيل. وفور رصد المجموعة تمت مهاجمتهما من قبل سلاحي البر والجو مما ارغمها على العودة الى قطاع غزة، بحسب المتحدث.
واعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان ان "قامت مجموعة خاصة من كتائب القسام بعملية تسلل خلف خطوط العدو بمنطقة صوفا في تمام الساعة الرابعة صباحا وخلال انسحابها بعد استكمال مهمتها تعرضت لنيران طيران العدو وقد عاد كافة مجاهدينا بسلام".