تظاهر أردنيون يوم الجمعة لمطالبة الحكومة بإغلاق السفارة الإسرائيلية والغاء اتفاقية السلام مع اسرائيل بعد مقتل قاض أردني برصاص جندي إسرائيلي عند معبر حدودي.
والاردن إحدى دولتين عربيتين وقعتا اتفاق سلام شامل مع اسرائيل لكن لم يحظ هذا الاتفاق بتأييد شعبي كبير نظرا لاستمرار الاحتلال الاسرائيلي لأراض فلسطينية والخوف من امتداد العنف اذا لم تبرم اسرائيل اتفاق سلام مع الفلسطينين قريبا.
وفجر الحادث اكبر رد شعبي غاضب على اسرائيل في السنوات القليلة الماضية بالاردن التي يوجد بها عدد كبير من السكان ذوي الأصل الفلسطيني ولهم اقارب في الضفة الغربية على الجانب الآخر من نهر الأردن.
وقتل جندي اسرائيلي القاضي رائد زعيتر يوم الاثنين بدم بارد وادعت سلطات الاحتلال ان كاميرات المراقبة معطلة ولا يمكن تقديم معلومات حقيقية عن الاغتيال ، لكن شهود عيان اكدوا ان الجنود اعتدو على الشاب المسافر واطلقوا عليه رصاصات لم تصبه في البداية قبل ان يعدلوا بنادقهم لضربه عن قرب
والقاضي رائد زعيتر (37 سنة) كان قد توجه الى فلسطين لاستدانة الاموال وتسديد تكاليف علاج ابنه الوحيد الذي يرقد في المشفى وفي حالة موت سريري
وهتف مئات المتظاهرون يوم الجمعة قائلين "لا سفارة صهيونية على أرض أردنية" وتجمعوا قرب مسجد في منطقة الرابية قرب السفارة الاسرائيلية بالعاصمة الأردنية.
وانتشرت قوات الأمن بأعداد كبيرة حول المنطقة لمنع المحتجين من الوصول إلى السفارة. ونشبت بعض المشاجرات لكن لم يندلع عنف كبير.
وطالب البرلمان الأردني الحكومة أيضا بطرد السفير الإسرائيلي وشارك مئات من القضاة والمحامين الاردنيين في احتجاج نادر داخل قصر العدل أعلى محكمة في البلاد. وداسو بالاقدام على عشرات الأعلام الاسرائيلية.
وقال الشيخ همام سعيد المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في الأردن ورئيس أكبر حزب في البلاد أثناء المظاهرة إن مقتل القاضي زعيتر يعادل قتل جميع مواطني الاردن ولن يقبل المحتجون سوى بالغاء معاهدة السلام وطرد السفير.
وجاء توقيت الحادث في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة للحصول على دعم أردني لمحادثات السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وعبرت الحكومة الاسرائيلية يوم الثلاثاء عن اسفها لمقتل القاضي الاردني ووعدت الاردن باجراء تحقيق مشترك في الحادث لكنها لم تصل الى حد الاعتذارا عنه.
وقبل ذلك بساعات كان الجيش الاسرائيلي اصدر بيانا وصف فيه زعيتر بأنه "ارهابي" وقال انه قتل بعدما هاجم افراد الامن بقضيب معدني وحاول الاستيلاء على بندقية وخنق جندي