مقاتلو المعارضة يخترقون حصار حمص

تاريخ النشر: 10 مارس 2013 - 06:57 GMT
شارع اضير جراء القصف في دير الزور بسوريا
شارع اضير جراء القصف في دير الزور بسوريا

قالت مصادر من المعارضة السورية يوم الأحد إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما مضادا لتخفيف حدة الحصار الذي يفرضه الجيش على معاقلهم في مدينة حمص وسط البلاد واخترقوا تشكيلات القوات الحكومية في الشمال والغرب.

وتقع حمص على بعد 140 كيلومترا الى الشمال من دمشق عند طريق حيوي يربط بين قواعد الجيش على الساحل حيث تعيش نسبة كبيرة من أبناء الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد وبين القوات الحكومية في العاصمة دمشق.

وتقول مصادر من مقاتلي المعارضة إن الجانبين تكبدا خسائر فادحة منذ أن شن الجيش هجوما قبل عشرة أيام لاستعادة أحياء الخالدية والقصور وحمص القديمة التي تمركزت فيها كتائب المعارضة المسلحة لأشهر.

وتقدم المقاتلون المتمركزون في محافظتي حماة وإدلب تجاه حمص مطلع الأسبوع الجاري قادمين من الشمال بينما هاجمت كتائب من ريف حمص مواقع حكومية في حي بابا عمرو الغربي. واجتاحت قوات الجيش هذا الحي بعد حصار طويل قبل عام وقام الأسد بزيارته في وقت لاحق.

وقال أبو عماد وهو نشط معارض من حمص إن دوي القصف الجوي لحي بابا عمرو هز المدينة.

وأضاف أن الوضع مضطرب في جميع أنحاء حمص لكن المؤكد أن النظام يبذل جهودا مضنية للتصدي لكتائب مقاتلي المعارضة التي اخترقت حي بابا عمرو من المناطق الريفية المحيطة به.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية (سانا) "اشتبكت وحدة من جيشنا الباسل مع مجموعة إرهابية مسلحة حاولت التسلل من منطقة السلطانية إلى حي المجدرة في بابا عمرو وأوقعت عددا من أفرادها قتلى ومصابين."

وتمنع السلطات السورية معظم وسائل الإعلام المستقلة من دخول البلاد.

وصارت مدينة حمص التي تضم إحدى مصفاتي النفط في سوريا ساحة رئيسية للمعارك في الانتفاضة المستمرة منذ عامين ضد الأسد. وتضم المدينة خليطا من السنة والعلويين الذين يهيمنون على السلطة في سوريا منذ عقود.

وقالت المصادر إن مقاتلي المعارضة صدوا عدة محاولات من الجيش للسيطرة على الخالدية باستخدام قوات المشاة طوال العشرة أيام الماضية مما اسفر عن سقوط عشرات القتلى من الجانبين.

على صعيد اخر، عثر الاحد على جثث 34 شخصا على الاقل لم تتضح ظروف مقتلهم، وذلك قرب دمشق وفي مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني "عثر على ما لا يقل عن 20 جثة لرجال عند اطراف نهر قويق في حي بستان القصر" الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في وسط مدينة حلب التي تشهد منذ تموز/يوليو الماضي معارك شبه يومية.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس انه "لا معلومات كافية لدينا حتى الآن عن ظروف الاستشهاد".

وعرض "مركز حلب الاعلامي" المؤلف من ناشطين معارضين، صورة لما قال انها جثث هؤلاء الاشخاص، وقد لفت باكفان بيض لا يظهر منها سوى الوجه.

وصفت الجثث على الارض في مكان لم يحدد، في حين وقف بجوارها اشخاص لم تظهر وجوههم، يرتدي بعضهم ملابس عسكرية.

وفي نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، عثر في النهر نفسه على قرابة 80 جثة لشبان اعدموا برصاصات في الرأس. وفي حينه، اتهم مقاتلون معارضون النظام بقتل الشبان، في حين حمل مصدر امني سوري "مجموعات ارهابية" مسؤولية ذلك.

وفي ريف دمشق، افاد المرصد الاحد عن العثور على "جثامين 14 مواطنا من عائلة واحدة مقتولين قرب بلدة المليحة" شرق العاصمة السورية.

واوضح المرصد ان الجثث تعود لسبع اناث بينهم مسنة، وثلاثة اطفال دون السادسة عشر من العمر، اضافة الى اربعة رجال بينهم مسن.

ونقل المرصد عن ناشطين في المنطقة اتهامهم القوات النظامية بقتل هؤلاء الاشخاص.

وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة واسعة في محيط دمشق للسيطرة على مناطق يتخذها المقاتلون المعارضون قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة.

وادى النزاع السوري المستمر منذ قرابة عامين الى مقتل نحو 70 الف شخص، بحسب ارقام الامم المتحدة.

الى ذلك، ارجأ الائتلاف الوطني المعارض اجتماعا لتشكيل حكومة مؤقتة.

ويعتبر ارجاء اجتماع الائتلاف أحدث انتكاسة لجهود المعارضة لتشكيل إدارة تتولى السلطة في حال الاطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقالت مصادر في الائتلاف الوطني السوري المعارض جرى تعديل موعد الاجتماع لانتخاب رئيس وزراء مؤقت إلى 20 مارس آذار ولكن من غير المؤكد ما إذا كان سيعقد آنذاك أيضا. وكان من المقرر أن يعقد الاجتماع في 12 مارس بعد أن تأجل مرة من قبل بالفعل.