مقتل 209 أشخاص الخميس والطيران يدك الطريق الدائري حول دمشق والبنتاغون يؤيد تسليح المعارضة

تاريخ النشر: 08 فبراير 2013 - 09:21 GMT
طفلة سورية شردها القتال في مخيم قاه شمال سوريا/أ.ف.ب
طفلة سورية شردها القتال في مخيم قاه شمال سوريا/أ.ف.ب

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 209 أشخاص قتلوا الخميس في أنحاء متفرقة من سورية.

وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان وصل وكالة الأنباء الألمانية الجمعة: "ارتفع إلى 172 عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا إلى قافلة شهداء الثورة السورية".

وأضاف: "قتل مالا يقل عن 37 من القوات النظامية إثر استهداف آليات بتفجير عبوات ناسفة واشتباكات في عدة محافظات سورية".

وتمنع السلطات السورية وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد مما يجعل من الصعب التحقق من صحة التقارير الواردة بشأن أعمال العنف من مصدر مستقل.

وقال قادة بالمعارضة السورية المسلحة ونشطاء معارضون ان مقاتلات حكومية قصفت الطريق الدائري حول دمشق يوم الخميس في محاولة لوقف تقدم المعارضة المسلحة الذي يهدد سيطرة الرئيس السوري بشار الاسد على العاصمة.

وقالوا ان الطائرات الحربية اطلقت صواريخ على الأجزاء الجنوبية للطريق حيث قضت المعارضة المسلحة الساعات الست والثلاثين الماضية في اقتحام مواقع الجيش السوري وحواجز الطرق التي تطوق قلب المدينة وهو الموقع الرئيسي لمنشآت الأمن والاستخبارات الرئيسية التابعة للدولة.

وفقد الاسد الذي يحارب لقمع انتفاضة مستمرة منذ 22 شهرا قتل فيها 60 الف شخص السيطرة على اجزاء كبيرة من البلاد لكن قواته التي تدعمها القوات الجوية أبقت المعارضة حتى الآن بعيدا عن وسط العاصمة.

وتخشى قوى عالمية ان يتسع الصراع في سوريا - وهو الأطول والأكثر فتكا بين الانتفاضات التي شهدها العالم العربي خلال العامين الماضيين - إلى الدول المجاورة وهو ما يهدد بمزيد من الاضطراب في المنطقة الساخنة بالفعل.

وقال ابي غازي القيادي بالمعارضة المسلحة في ضاحية عربين الشرقية لرويترز "النظام يريد فعلا استعادة مواقعه على الطريق الدائري. انه خط دفاع رئيسي عن العاصمة."

وقال أبي غازي ان المعارضة المسلحة وصلت إلى اطراف ساحة العباسيين الرئيسية في دمشق حيث حول الجيش السوري ملعبا لكرة القدم إلى ثكنة عسكرية.

وتحظر السلطات السورية عمل معظم الصحافة المستقلة في البلاد مما يجعل التحقق مما يدور على الارض امرا صعبا.

وقالت مصادر بالمعارضة المسلحة ونشطاء معارضون ان وحدات من الحرس الجمهوري المتمركزة على جبل قسيون المشرف على العاصمة اطلقوا قذائف مدفعية وصواريخ على حي جوبر -وهو حي شرقي على الحدود مع ساحة العباسيين- وعلى الطريق الدائري.

وقال سكان دمشق الذين اصبحوا معتادين على اصوات الحرب ان وابل نيران المدفعية التي اطلقت يوم الخميس كان من بين أشد نوبات القصف ضراوة التي سمعوها.

وقال احد سكان وسط دمشق بالهاتف "اصبحوا مجانين. جميعهم. انهم مجانين."

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان حكومة الأسد ردت على هجوم المعارضة "بالقصف العشوائي على المدنيين العزل."

وقالت "هذا ينتهك كل مبادئ القانون الدولي وندعو إلى محاسبة الجناة."

ولم يحرز اي من الجانبين تقدما عسكريا واضحا في الحرب الأهلية التي تدور رحاها بين المعارضين المسلمين السنة في الغالب وقوات الأمن التي تسيطر عليها طائفة الأقلية العلوية التي ينتمي اليها الأسد.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية ان الجيش رد المعارضين على أعقابهم من جوبر واحياء شرقية اخرى.

واضافت ان ستة اشخاص من بينهم امرأة وثلاثة اطفال قتلوا بقذائف المورتر التي اطلقتها المعارضة المسلحة على محطة للحافلات في حي القابون الشمالي الشرقي اليوم الخميس مع اصابة عدد من الاشخاص باصابات بالغة.

ولكن فداء محمد وهو نشط في الحي قال ان الذين قتلوا أعضاء في "اللجان الشعبية" وهي ميليشيا أنشأها جهاز استخبارات حزب البعث الحاكم لمساعدة الأسد في الحفاظ على قبضته على العاصمة.

وقال نشطاء ان 46 شخصا قتلوا يوم الخميس معظمهم من جراء القصف المدفعي المكثف من الجيش النظامي لمنطقتي جوبر وزملكة القريبتين من مجمعات إيواء القوات العلوية.

وقال ضابط جيش متقاعد في دمشق ان قصف مناطق المعارضة يصيب المدنيين والمقاتلين دون تمييز وان الجيش "يقف على بعد مئات الامتار ويطلق القذائف. وتسقط القذائف على اي شخص. نساء وعائلات واي شخص. اين الشجاعة في ذلك؟"

وقال إسلام علوش الضباط في وحدة مقاتلي المعارضة (لواء الإسلام) ان القصد من هجوم مقاتلي المعارضة ليس السيطرة على وسط دمشق. وأوضح ان قوات المعارضة لن تحاول القيام بذلك مادامت قوات الأسد تسيطر على قواعد رئيسية خلف قوات المعارضة في حي المليحة وبلدة عدرا.

وصرح بأن الهدف هو السيطرة على مواقع القناصة والتحصينات التي تعد جزءا من خط دفاع النظام عن دمشق لا التقدم بسرعة دون الحصول على الدعم المناسب.

وقال نشط معارض في دمشق ان الهجوم يجري تحت قيادة ضباط سنة انشقوا على الجيش النظامي ويهدف الى قطع خطوط القيادة والتحكم لقوات الأسد من قلب المدينة الى ضواحيها.

وتقول مصادر المعارضة ان المقاتلين يستخدمون مدافع مضادة للطائرات وقذائف المورتر ومركبات مدرعة تم الاستيلاء عليها من قوات الأسد خلال الأشهر القليلة الماضية.

واخذ العديد من الاباء ابنائهم من المدارس في وقت مبكر يوم الاربعاء وتملأ رائحة المتفجرات اللاذعة الجو واجبرت بعض الناس على الابقاء على نوافذهم مغلقة.

البنتاغون أيد توصية تطالب بتسليح المعارضة السورية

أبلغ وزير الدفاع الأميركي ورئيس الأركان الكونغرس يوم الخميس أنهما أيدا توصية قدمتها وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية تدعو إلى تسليح المعارضة السورية غير أن البيت الأبيض قرر في نهاية الأمر رفضها.

وقصرت حكومة الرئيس باراك أوباما دعمها على تقديم مساعدات غير فتاكة للمعارضة السورية التي تفتقر للتسليح الجيد مقارنة بالجيش والميليشيات المؤيدة للرئيس بشار الأسد على الرغم من حصول هذه المعارضة على أسلحة من دول مثل قطر والسعودية.

وسقط ما يقدر بنحو 60 ألف قتيل في الصراع المستمر في سوريا منذ 22 شهرا.

ويدافع السناتور جون مكين الجمهوري عن أريزونا عن زيادة الدور الأمريكي ووجه اللوم لحكومة أوباما في جلسة بمجلس الشيوخ بسؤاله قادة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) "كم قتيل يجب أن يسقط كي توصوا بتحرك؟"

ثم توجه بالسؤال إلى وزير الدفاع ليون باتيتا والجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة عما إذا كانا يؤيدان التوصية التي قدمتها وزيرة الخارجية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية العام الماضي.

وقال بانيتا ودمبسي إنهما أيدا التوصية وأسهب وزير الدفاع في وقت لاحق في الجلسة في توضيح موقفه.

وقال بانيتا "من الواضح أن هناك عددا من العوامل المتضمنة هنا التي دفعت الرئيس في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار بتقديم (مساعدات) غير فتاكة." وأضاف انه يساند قرار أوباما.

وهذه التعليقات هي أول اعتراف علني من قبل البنتاجون بتأييد تسليح المعارضة منذ أن أشارت صحيفة نيويورك تايمز في الثاني من شباط /فبراير إلى الخطة التي وضعتها الصيف الماضي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومدير الاستخبارات ديفيد بتريوس اللذين تركا منصبيهما منذ ذلك الحين.

وتشير شهادة بانيتا وديمبسي إلى أن الخطة واجهت معارضة من البيت الأبيض وان هذه المعارضة ربما تكون قد طغت على موقف معظم مؤسسات الأمن والسياسة الخارجية الأميركية الرئيسية وهي وزارتا الدفاع والخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية.

وقالت نيويورك تايمز إن البيت الأبيض خشى أن تستدرج خطة تسليح وتدريب المعارضة الولايات المتحدة إلى الصراع في سوريا ومن احتمال سقوط الأسلحة في أيدي المتطرفين.

وجاءت الأسئلة عن السياسية الأميركية تجاه سوريا أثناء جلسة تركز على ليبيا ودافع زعيما البنتاجون عن طريقة استجابتهما للهجوم القاتل في العام الماضي على القنصلية الأميركية في بنغازي.

وطرح مشرعون جمهوريون أسئلة عما إذا كان رد الفعل على الحادث بطيئا وهل تم إشراك أوباما بشكل كاف أثناء الهجوم واختار الإطلاع على التطورات عن الأزمة من فريقه بدلا من القادة العسكريين.

وقال بانيتا ودمبسي إن القوات الأميركية ما كان يمكنها أن تصل إلى ليبيا في وقت يكفي للحيلولة دون مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين يوم 11 من أيلول/ سبتمبر 2012 وأكدا أن أوباما كانت لديه معلومات كافية.

وشدد بانيتا كذلك على أنه ليس من مسؤولية الجيش الأميركي أن يكون قادرا على الرد فورا على أزمة في أي مكان في العالم. وأشار هو وديمبسي إلى أنه لم تكن هناك معلومات للاستخبارات عن خطة محددة لمهاجمة القنصلية.

واغتنم بانيتا الذي سيتقاعد قريبا الجلسة ليكيل الانتقادات للكونغرس لعجزه عن التوصل للاتفاق المطلوب بشأن الميزانية لتجنب أي خفض تلقائي للإنفاق سيؤثر على الجيش.

وحذر من أن تلك التخفيضات المقرر أن تبدأ الشهر القادم قد توجد "أزمة في جاهزية" الجيش وحث المشرعين على التوصل إلى اتفاق.