اكراد سوريا يطردون الجهاديين من قرية اخرى و"ادلة جديدة" على ضلوع المعارضة بالكيماوي

تاريخ النشر: 18 سبتمبر 2013 - 09:54 GMT
وزير الخارجية السوري وليد المعلم (يمين) مستقبلا نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في دمشق
وزير الخارجية السوري وليد المعلم (يمين) مستقبلا نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في دمشق

تمكن مقاتلون اكراد من طرد عناصر المجموعات الجهادية من قرية اخرى في شمال شرق البلاد بعد اشتباكات عنيفة اسفرت عن 20 قتيلا، بينما تسلمت موسكو من النظام السوري مواد جديدة تشير الى ضلوع مسلحي المعارضة في الهجوم الكيميائي في ريف دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني الاربعاء "سيطر مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي على قرية علوك الواقعة شرق مدينة راس العين" الحدودية مع تركيا، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، مشيرا الى ان الاشتباكات بدأت قبل اربعة أيام.

واوضح المرصد ان الاسلاميين هم الذين "هاجموا القرية عن طريق التسلل عبر الشريط الحدودي مع تركيا"، وان الاشتباكات التي دارت خلال اليومين الماضيين اسفرت عن مصرع اربعة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي وما لا يقل عن 17 مقاتلا من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وكتائب اخرى.

وبدأت المعارك في محافظتي الحسكة والرقة في شمال سوريا بين الاكراد والمجموعات المتطرفة في منتصف تموز/يوليو، وحقق خلالها الاكراد تقدما واسعا في عدد من المناطق.

وعانى الاكراد قبل بدء الانتفاضة ضد النظام السوري في منتصف آذار/مارس 2011 من عقود من التهميش والظلم.

وانسحبت قوات نظام الرئيس بشار الاسد من المناطق الكردية في شمال البلاد في منتصف العام 2012. وادرجت خطة الانسحاب هذه في اطار رغبة النظام في استخدام قواته في معاركه ضد مجموعات المعارضة المسلحة في مناطق اخرى من البلاد، وتشجيعا للأكراد على عدم الوقوف الى جانب المعارضين.

وحاول الاكراد خلال فترة النزاع ابقاء مناطقهم في منأى من العمليات العسكرية والاحتفاظ فيها بنوع من "الحكم الذاتي".

ويشكل الاكراد 15 في المئة من سكان سوريا.

على صعيد آخر، افاد المرصد عن اربع غارات جوية خلال ربع ساعة على مناطق في حي برزة في شمال دمشق.

وسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة من هذا الحي منذ اشهر، وتحاول القوات النظامية استعادته.

ادلة جديدة
الى ذلك، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الاربعاء بعد اجراء محادثات في دمشق ان النظام السوري سلم روسيا مواد جديدة تشير الى ضلوع مسلحي المعارضة في الهجوم الكيميائي في ريف دمشق في 21 اب/اغسطس.

ونقلت وكالات الانباء الروسية عن ريابكوف قوله بعد محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق ان "المواد سلمت الى الجانب الروسي. ولقد ابلغنا بانها ادلة على ضلوع مسلحي المعارضة في الهجوم الكيميائي".

واضاف ان روسيا "ستدرس المواد السورية التي تشير الى ضلوع المعارضة باقصى جدية ممكنة".

وكانت روسيا عبرت عدة مرات عن شكوكها في ان الهجوم الكيميائي كان "استفزازا" قام به مسلحو المعارضة بهدف التسبب بتدخل عسكري غربي في النزاع.

واضاف ريابكوف ان "روسيا بدأت تحليل هذه المعلومات الاضافية. لا يمكننا في الوقت الراهن القيام باستنتاجات".

وتابع ان "الخبراء الروس يتولون تحليل (هذه العناصر) ونعتبر ان ذلك سيتيح تعزيز الشهادات والادلة على ضلوع مسلحي المعارضة في استخدام السلاح الكيميائي".

وقال ريابكوف ايضا ان روسيا شعرت بخيبة امل من تقرير الامم المتحدة حول الهجوم الكيميائي.

واضاف "لقد خاب املنا وهذا اقل ما يمكن قوله، من موقف الامانة العامة للامم المتحدة ومفتشي المنظمة الدولية الذين كانوا في سوريا والذين اعدوا تقريرهم بشكل انتقائي وغير كامل بدون الاخذ بالاعتبار العناصر التي اشرنا اليها عدة مرات".

وقال "بدون ان يكون لدينا صورة كاملة عما حصل هنا، لا يمكننا اعتبار النتائج التي خلص اليها مفتشو الامم المتحدة الا انها نتائج مسيسة ومنحازة واحادية الجانب".

وريابكوف وصل الى دمشق مساء الثلاثاء لعرض نتائج اتفاق جنيف بين الروس والاميركيين حول ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية ، على نظام دمشق.

وقال انه شدد امام المعلم على اهمية ان يسلم الجانب السوري "بدقة وبسرعة" تفاصيل ترسانته للاسلحة الكيميائية الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، وهي الخطوة الاولى في الاتفاق الذي تم التوصل اليه في نهاية الاسبوع في جنيف.

ويهدف الاتفاق الروسي-الاميركي الى ابعاد الضربة العسكرية التي كانت تهدد الولايات المتحدة بتوجيهها لنظام دمشق ردا على الهجوم الكيميائي الذي ينسب الغرب مسؤوليته للنظام السوري.

وقال السفير السوري في موسكو رياض حداد لوكالة انترفاكس ان ريابكوف سيعقد لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء.

وقال ريابكوف انه اكد للجانب السوري ان ليس هناك "اساسا" لقرار في مجلس الامن الدولي حول الاسلحة الكيميائية استنادا الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة.

واعتبر ان هذا الامر يمكن ان ينظر به فقط اذا تمكن مجلس الامن من تاكيد حصول انتهاكات للمعاهدة المتعلقة بالاسلحة الكيميائية مضيفا "هذا الوضع فرضي".