أعلن مصدر بوزارة الخارجية الروسية ان تركيا لم تستجب حتى اللحظة لطلب الجانب الروسي باطلاعه على المزيد من المعلومات حول طبيعة الشحنة التي تمت مصادرتها من الطائرة السورية القادمة من موسكو.
وقال المصدر في تصريح لوكالة "انتر فاكس" الروسية للأنباء الجمعة 12 أكتوبر/تشرين الثاني إن "الجانب الروسي لم يتلق بعد أي معلومات حول الشحنة التي تمت مصادرتها، وحول أسباب وتفاصيل وملابسات عملية المصادرة".
وأكد المصدر الذي لم تكشف الوكالة عن هويته أن السفارة الروسية في أنقرة طلبت من السلطات التركية عدة مرات اطلاع الجانب الروسي على هذه المعلومات. وتابع: "لا نزال نصر على ضرورة حصولنا عليها ونأمل حدوث ذلك في أقرب وقت".
ونقلت "انترفاكس" عن مصدر بالسفارة التركية في موسكو ان أنقرة ستقدم توضيحات الى الجانب الروسي بهذا الشأن بعد اتمام فحص الشحنة. وقال: "فيما يتعلق بطبيعة الشحنة، فأعمال فحصها تتواصل، وبعد إكمال هذا العمل ستقدم الى الجانب الروسي توضيحات بهذا الشأن".
وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت ليلة 10 على 11 أكتوبر/تشرين الأول أن روسيا طلبت من تركيا إيضاحات بشأن اعتراض الطائرة السورية التي كانت في طريقها من موسكو الى دمشق، واجبارها على الهبوط في أراضيها. وأكدت روسيا وجود 17 من رعاياها على متن الطائرة السورية التي اعترضتها تركيا. واتهمت موسكو أنقرة بتعريض حياة المواطنين الروس للخطر.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الخميس ان الطائرة كانت تحمل على متنها معدات عسكرية وذخيرة، مشددا على ان الطائرة خالفت الانظمة الدولية بدخولها الأجواء التركية.
وبالتزامن مع هذا الإعلان، أكدت دمشق أن اتهامات تركيا بوجود أسلحة على متن الطائرة السورية "كاذبة وعارية عن الصحة"، داعية أردوغان الى تقديم إثبات لذلك.
وقالت دمشق إن الطائرة تحمل شحنة مشروعة ووصفت الإجراءات التركية بأنها عمل من أعمال "القرصنة الجوية" بينما اتهمت موسكو أنقرة بتعريض حياة مسافرين روس للخطر عندما اعترضت الطائرة في وقت متأخر مساء الأربعاء.
ويعتبر إجبار الطائرة على الهبوط واحتجازها مؤشرا آخر على إصرار أنقرة المتنامي على موقفها بشأن الأزمة في سوريا بعد أن حذر رئيس الأركان التركي يوم الأربعاء من أن الجيش سيستخدم قوة أكبر إذا استمر سقوط القذائف السورية على الأراضي التركية.
وقال اردوغان في مؤتمر صحفي بالعاصمة التركية "كانت هذه ذخائر من مؤسسة روسية تماثل هيئة الصناعات الميكانيكية والكيميائية عندنا مرسلة إلى وزارة الدفاع السورية" في إشارة إلى الشركة الحكومية التي تمد الجيش التركي بالعتاد.
وذكرت متحدثة باسم مطار فنوكوفو في موسكو لوكالة أنباء إيتار-تاس الحكومية إن كل ما كان على الطائرة اجتاز اجراءات الفحص الجمركي والأمني ولم يتم العثور على أي شيء محظور على متنها.
ولدى سؤال وزارة الخارجية الروسية حول بيان اردوغان أشارت الوزارة إلى تصريحات المتحدثة ورفضت الإدلاء بمزيد من التعليق.
وقالت هيئة تصدير الأسلحة الروسية إنه لم يكن هناك أي شحنات على متن الطائرة بينما نقلت وكالة أنباء انترفاكس عن يلينا كارا-سال وهي مسؤولة قنصلية روسية بارزة القول إن الشحنة التي صادرتها تركيا لم تكن روسية المنشأ.
وقالت مديرة مؤسسة الطيران العربية السورية غيداء عبد اللطيف للصحفيين في دمشق إن الطائرة تحمل "طرودا مدنية وتجهيزات إلكترونية مسموح نقلها."
وصارت تركيا واحدة من أشد منتقدي الرئيس السوري بشار الأسد أثناء الانتفاضة التي اندلعت قبل نحو 19 شهرا وأودت بحياة حوالي 30 ألف شخص ووفرت ملاذا آمنا لبعض المعارضين وتدفع باتجاه إقامة منطقة آمنة تخضع لحماية أجنبية داخل سوريا