أعلنت إخلاص بدوي عضو مجلس الشعب (البرلمان) السوري يوم الجمعة انشقاقها بعد وصولها إلى تركيا لتكون بذلك أول نائبة في البرلمان تنشق عن النظام منذ بدء الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد.
وقالت إخلاص بدوي "أنا الآن عبرت الحدود التركية بهدف انشقاقي عن هذا النظام الغاشم."
وأوضحت أنها انشقت "بسبب أساليب القمع والتعذيب الوحشي بحق الشعب الذي يطالب بأدنى حقوقه."
وتقول مصادر المعارضة إن قوات ومدرعات سورية تحتشد حول مدينة حلب الشمالية لسحق المقاومة المسلحة لنظام الأسد التي اكتسبت زخما عقب حملة عسكرية على المظاهرات المناهضة لحكمه في الشوارع.
وكانت السلطات اختارت إخلاص بدوي -وهي أم لستة أطفال ومسلمة سنية- لتترشح نائبة في البرلمان عن فئة العمال والفلاحين. وهي عضو في حزب البعث الحاكم في سوريا.
وكان اشتداد عمليات القصف البري والجوي للمدن السورية من جانب قوات الأسد في الأسابيع الأخيرة قد جعل بعضا من قياديي البعث والموالين للأسد ينشقون عليه. وكان معظمهم من المسلمين السنة.
وفر نواف الفارس سفير سوريا لدى العراق والقيادي السابق في حزب البعث في محافظة دير الزور الشرقية الى قطر عبر الأردن قبل أسبوعين.
وتقول مصادر المعارضة ان الفارس صديق لمناف طلاس العميد بالحرس الجمهوري واحد المقربين من الأسد الذي فر من سوريا في وقت سابق من هذا الشهر.
اميركا تخشى أن تكون سوريا "تحضر لمذبحة" في حلب
قالت الولايات المتحدة يوم الخميس إن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد "تحضر لمذبحة" فيما يبدو في مدينة حلب لكنها استبعدت مرة اخرى التدخل العسكري في الصراع.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان تقارير جديرة بالثقة عن طوابير دبابات تتجه صوب حلب وهجمات جوية بطائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة تمثل "تصعيدا خطيرا" في جهود الحكومة لسحق المعارضة المسلحة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "هذا هو مبعث القلق: ان نشهد مذبحة في حلب وهذا ما يحضر له النظام فيما يبدو."
واضافت "قلوبنا مع أهل حلب وهذه مجددا محاولة أخرى يائسة من جانب النظام الذي يتهاوى من اجل الحفاظ على السيطرة ونشعر بقلق كبير بشأن ما يمكنهم عمله في حلب."
وحلب التي يزيد عدد سكانها على مليوني نسمة هي ثاني كبرى المدن السورية وهي عاصمتها التجارية.
ويمثل القتال الشديد في انحاء حلب والعاصمة دمشق مرحلة جديدة من العنف الذي يخيم على سوريا منذ تفجر الاحتجاجات قبل 16 شهرا وبعد هجوم قنبلة قتل فيه أربعة من أكبر مساعدي الاسد في دمشق الاسبوع الماضي.
وجاء رد فعل الولايات المتحدة وحلفائها غاضبا بعد ان استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) للمرة الثالثة على التوالي لعرقلة قرارات في مجلس الامن كانت تنطوي على فرض عقوبات اقتصادية لتقاعس الاسد عن انهاء العنف.
وقالت الولايات المتحدة منذ ذلك الحين انها ستزيد المساعدات للمعارضة لكنها ذكرت ان المساعدات الاميركية قاصرة على المساعدات غير الفتاكة مثل معدات الاتصالات والمعدات الطبية.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض غاي كارني يوم الخميس "نواصل العمل مع دول اخرى واصدقاء سوريا وشركاء دوليين آخرين لتقديم مساعدات انسانية للشعب السوري" مضيفا انه مع المساعدات غير الفتاكة الاخرى فانه يمكن للولايات المتحدة ان تقدم "مساعدة ادارية" للمعارضة السورية.
وقالت نولاند انه رغم القلق الاميركي بشأن العنف فان ادارة الرئيس باراك اوباما لا تفكر في تقديم مساعدات عسكرية مباشرة.
واضافت "لا نعتقد ان سكب مزيد من البنزين على النار سينقذ ارواحا." وتابعت "لن يكون طريق الخروج من هذا الوضع ممارسة مزيد من العنف ... طريق الخروج يتمثل في انهاء العنف وبدء عملية انتقال سياسي حقيقي."