أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الثلاثاء ان الحزب "لن يتردد" في مساعدة اللبانيين الموجودين في ريف بلدة القصير السورية وأن عناصر من الحزب تدافع عن مقام السيدة زينب في دمشق "منعا للفتنة"، معترفا أن هناك "شهداء" من الحزب يسقطون في سوريا "نعتز بهم" وكاشفا من جهة أخرى عن عدم وجود دليل من إسرائيل حتى بتحليق طائرة من لبنان إلى أجوائها.
وقال نصرالله في كلمة متلفزة بثتها قناة "المنار" مساء الثلاثاء ردا على "الحملة الإعلامية" في الأيام الأخيرة على حزب الله " لم نخف شهداءنا ونشيعهم بالتقسيط أبدا بل أي شهيد يسقط في أي مكان عائلته تعلم ويشيع في اليوم الثاني".
وإذ لفت إلى أن "هذا الأمر جزء من الحرب النفسية وكل الذين تحدثوا كانوا بلا علم وهناك كذب متعمد في السياق والقاعدة هي "إكذب إكذب يصدقك بعض الناس" تابع "من يستشهد منا يشيع علنا ونعتز بهم خصوصا من سقطوا في الأيام الأخيرة وكما تفعل عائلاتهم نحن نعتز بهم".
وفي الموقف العام من الوضع السوري قال "الهدف مما يجري في سوريا لم يعد فقط إخراج سوريا من محور المقاومة بل يمكن القول بشكل قاطع أن هدف كل الذين يقفون خلف الحرب في سوريا هو تدمير سوريا كدولة وشعب ومجتمع وجيش حتى لا تقوم في سوريا دولة مركزية وتصبح فاشلة عاجزة حتى عن أن تأخذ قرارات بنفطها وغازها وثرواتها".
وشرح أن "المطلوب ألا يكون هناك دولة للسوريين بمعزل من يتسلمها والمطلوب أن تشطب سوريا من المعادلة العربية الإقليمية ومن التاثير الإقليمي".
أضاف " ما يجري في سوريا يحمل الكثير من الأذى لسوريا نفسها وللقضية الفلسطينية فالآن ما يعد في مرحلة التعب لدى الفلسطينيين وعودة الأميركيين بقوة إلى المنطقة هو خطر تصفية رسمي حقيقي انعكاسه على كل المنطقة ولا يجادل في هذا إلا مكابر فيما تتربع اسرائيل على عرشها وتتنتظر أن تأخذ الثمار".
وقسم نصرالله طرفي الحرب في سوريا بين من " يقتلون العلماء ويخطفون رجال الدين ويقتلون الجميه يؤدي إلى تدمير سوريا" وبين من يدعو إلى الحوار والحل السياسي "ونحن منهم".
أما في الموقف من الوضع الميداني كان واضحا بالقول للمعارضة "لن تستطيعوا أن تسقطوا دمشق ولا النظام فالمعركة طويلة مع أننا لم نكن ندعو في يوم من الأيام إلى القتال".
ثم كررها "أنتم بالقدرة العسكرية غير قادرين على إسقاط النظام عسكريا فمن خلال الوقائع الميدانية لا قدرة على ذلك مع العلم أنكم تقاتلون الجيش السوري والقوات الشعبية الموالية للنظام وحتى هذه اللحظة لا قوات إيرانية في سوريا".
وعن هذه النقطة أوضح "قد يوجد بعض الخبراء الإيرانيين في سوريا منذ عشرات السنين وما يقال غير ذلك غير صحيح أو مبالغ به كثيرا" سائلا "إذا كان هو الحال حتى الآن فكيف هو إذا تدخلت في المستقبل قوى مقاومة ودول أخرى؟".
وعاد نصرالله ليجدد القول للمرة الثالثة "إن لسوريا في المنطقة والعالم أصدقاء حقيقيين لن يسمحوا لسوريا أن تسقط في يد أميركا أو يد إسرائيل أو يد الجماعات التكفيرية".
عليه وجه "نداء إلى الشعوب العربية والإسلامية والسوريين جميعا أن من يريد إنقاذ سوريا ومن يدعي أن قلبه يحترق ومن يحزن ومن لديه عقل وأخلاق وقيم يجب أن يعمل لإيجاد حوار سياسي وتسوية سياسية".
أما عن المعارك الدائرة في ريف القصير فشر أنه "زاد في الأمر خطورة أنه نتيجة الوقائع الميدانية اضطر الجيش السوري لإخلاء المنطقة وأصبح الناس في مواجهة المجموعات المسلحة ونحن كنا ندفعهم لهدنة ومصالحة مع الجوار إلا أن المجموعات المسلحة أسقطت هذه الهدنات".
وأردف "تصاعدت وتيرة الإعتداءات على هذه القرى بل هناك معلومات قطعية عن تحضير أعداد كبيرة للسيطرة على هذه البلدات التي يقطنها لبنانيون وكان من الطبيعي ان يتقدم الجيش السوري واللجان الشعبية "وما يقدم لهم من معونة فحصل ما حصل".
وإذ كشف أن "هناك لبنانيين شاركوا في الإعتداءات على اللبنانيين في ريف القصير" تابع "نحن لن نترك اللبنانين في ريف القصير عرضة للهجمات من المجموعات المسلحة ومن يحتاج إلى مساعدة لوجودهم لن نتردد في ذلك".
أما عن وجود عناصره قرب مقام السيدة زينب في العاصمة السورية فأوضح أن "هناك جماعات مسلحة تبتعد مئات الأمتار فقط عن مقام السيدة زينب وهناك جهات تكفيرية هددت بوضوح على الإنترنت أنها إذا دخلت إلى المقام ستدمره" مستدركا "نعم نصدقها رأينا في مالي والصومال ومصر وتونس كيف يدمرون أضرحة ومقامات" دينية.
بناء على ذلك أعلن الأمين العام لـ"المقاومة الإسلامية في لبنان" أن "قيام أي جماعات تكفيرية بهدم هذا المقام سيكون له تداعيات خطيرة جدا وستخرج الأمور عن مسارها".
وتابع أنه "لا يكفي إدانات المعارضة لأن الجماعات المسلحة لا تصغي لكل ائتلافات الخارج فالدول التي تفق وراء هذه الجماعات هي التي يجب ان تمنع هؤلاء من الإقدام على هذه الخطوة".
ولم يخف نصرالله أن "هناك من يدافع عن هذه البقعة ومن يستشهد وهؤلاء هم من يمنعون الفتنة المذهبية وليسوا من يفتح الباب لها" قائلا أن "مشكلتنا هي الجماعات التكفيرية للسنة والشيعة والحل أن نقف بوجههم جميعا ومنع التكفيريين من تدمير المقام".
أما عن المخطوفين اللبنانيين في أعزاز منذ أكثر من عام قال أن "استمرار القضية مؤلم جدا ومشهد الأهالي يتنقلون من مكان إلى مكان مؤلم جدا والدولة لم تصل إلى نتيجة والأمر الذي يستدعي التوقف هو أن شخصا خاطفا أبقاهم على قيد الحياة يعني أن لديه هدفا" .
وإذ سأل "ماذا يريد الخاطفون؟ نحن نتيجة موقفنا لا يستطيع أحد أن يغير موقفنا الإستراتيجي؟ هل تريديون مالا؟ هل تريدون سجناء؟" كشف أنه قال "لمسؤولين لبنانيين أنه إذا كان الموضوع صحيحا (عن السجناء) أنا حاضر لأذهب إلى دمشق وأتكلم مع النظام وأحل الأمر".
إلا ان نصرالله أعرب عن اعتقاجه أن "هناك من لا يريد للخاطفين أن يقدموا مطلبا وهناك من لا يريد للخاطفين أن يطلقوهم بانتظار توقيت سياسي وهذا عيب" متوجها للخاطفين بالقول "أفرجوا عنهم وهؤلاء الزورا لا ذنب لهم ولا جريمة".
وكان لنصرالله كلمة "للبنانيين ولكل من يسمع" فيها "نحن لا نريد مشكلة في لبنان ولا انتقال للصراع في لبنان وأقول أكثر من ذلك أن هناك مجموعات لبنانية اعتدت على اللبنانيين في ريف القصير وسكتنا حبا لا طمعا حرصا لا خوف".
هذا وكان نصرالله قد استهل كلامه بالتحدث عن الطائرة التي قال الجيش الإسرائيلي أنه أسقطها فوق حيفا الأسبوع الفائت ونفى الحزل من حينها أي علاقة له بها فقال "ليس هناك ما يؤكد الحادثة أساسا أنا لا أنفي حصولها أقول ليس هناك ما يؤكد أن هناك طائرة دخلت إلى كيان العدو".
عليه أعطى نصرالله عدة فرضيات للأمر أبرزها "فرضية أن تكون جهة غير صديقة وغير اسرائيل وبدون علم لبنان وحزب الله قامت بإطلاق طائرة من هذا النوع إما من لبنان أو غيره بخلفية أن الإسرائيلي سيقوم برد دفاعي مباشر لدفع لبنان إلى مواجهة مع إسرائيل في الوضع المتوتر في المنطقة موجودة دون مؤشر يدل عليها".
كذلك لم يحذف نصرالله فرضية أن تكون "إسرائيل هي من أدخلت الطائرة إلى لبنان وعادت وأدخلتها إلى أجوائها".
وفي التحليل قال أن موضوع الطائرة مرتبط "بسوريا ومؤشرات مقلقة باتجاه غزة وما يزيد هذا القلق هي المساعي الخليجية الأميركية الجديدة لفرض شروط جديدة على الفلسطينيين".
وبناء على ذلك توجه للإسرائيليين بالقول "إذا كان هناك أحد في الإقليم يتوهم أو يظن أن المقاومة في لبنان الآن نتيجة ما يجري في سوريا والعراق وفلسطين قد تكون في لحظة ضعف أو وهن أو ضبابية فهو مشتبه جدا".
كذلك حذر "العدو ومن يقف خلفه من أن يرتكب أي حماقة بحق لبنان لأن المقاومة يقظة ويدها على الزناد وتملك الإرادة للدفاع عن لبنان وشعبه".
وختم الأمين العام لـ"حزب الله" كلامه في هذا الإطار قائلا "نحن سنواجه أي عدوان بأعلى درجة مما يتصوره أحد وسننتصر في المواجهة المقبلة ولا يحسبن أحد حسابات خاطئة على هذا الصعيد".