نصرالله يتعهد بمواصلة القتال مع الاسد وخطيب المسجد الحرام يدعو لنصرة المعارضة

تاريخ النشر: 14 يونيو 2013 - 06:38 GMT
زعيم حزب الله الشيعي حسن نصرالله
زعيم حزب الله الشيعي حسن نصرالله

تعهد زعيم حزب الله الشيعي حسن نصرالله بمواصلة القتال الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد، فيما دعا خطيب الجمعة بالمسجد الحرام في مكة المصلين الى دعم مقاتلي المعارضة، وذلك في موقفين يعكسان تنامي التوتر الطائفي عبر الشرق الأوسط.

وقال نصرالله في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة خلال احتفال للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت"ما بعد القصير مثل ما قبل القصير. بالنسبة لنا، لا يتغير شيء"، في اشارة الى المدينة الاستراتجية وسط سوريا التي استعادتها القوات النظامية وحزب الله من ايدي المقاتلين المعارضين في الخامس من حزيران/يونيو الجاري.

اضاف "هل تغير المشروع (...) هل تغيرت المعطيات؟ بالعكس هناك اتجاه للاصرار اكثر على المواجهة عند المشروع الآخر (الداعم للمعارضة) وتطوير هذه المواجهة".

وتابع "حيث يجب ان نكون سنكون، وما بدأنا بتحمل مسؤولياته سنواصل تحمل مسؤولياته، ولا حاجة للتفصيل"، وذلك في الخطاب الذي بثته مباشرة قناة "المنار" التابعة للحزب.

وشدد على ان "التفصيل متروك لحاجات الميدان"، معتبرا ان النزاع المستمر لاكثر من عامين في سوريا هو "حرب كونية"، وان الدعم الذي قدمه الحزب الى القوات النظامية السورية "مساهمة مجدية ولو كانت متواضعة".

واعتبر ان ثمة "جبهة مستهدفة من مشروع اميركي اسرائيلي تكفيري يريدون اسقاطها"، في اشارة الى المعارضة السورية التي يتهمها النظام وحلفاؤه بتلقي الدعم من الولايات المتحدة واسرائيل، اضافة الى مشاركة العديد من المقاتلين الاسلاميين في صفوفها.

ورأى ان البديل من نظام الرئيس الاسد "هو حكم هذه الجماعات (التكفيرية) التي تنحر وتذبح وتقتل"، مشيرا الى انه لو تدخل الحزب في المعارك الى جانب المعارضة السورية "لكان تدخلنا مباركا وذكيا وعظيما" من وجهة نظر الاطراف المناهضة للاسد.

وادت مشاركة الحزب الشيعي في المعارك الى جانب النظام السوري الى تصعيد الخطاب السياسي والمذهبي في لبنان المنقسم بين موالين لنظام الرئيس الاسد ومعارضين له، والذي شهد سلسلة من اعمال العنف على خلفية الازمة المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011.

كما قررت دول مجلس التعاون الخليجي، الداعمة للمعارضة السورية والتي يعمل فيها الآلاف من اللبنانيين، الاثنين اتخاذ اجراءات ضد "المنتسبين لحزب الله في اقاماتهم او معاملاتهم المالية والتجارية"، وذلك بعد اسبوع من اعتبارها ان الحزب "منظمة ارهابية".

واكد نصرالله ان الحزب كان "متحسبا" لخطوات مماثلة و"لم نفاجأ بها أبدا".

وشدد على "الا منتسبين لحزب الله في دول الخليج (...) ولا مشاريع لدينا في الخليج او غيره".

اضاف "انا اقول لكم اسقاط هذا المشروع الخطير جدا جدا على اوطاننا وعلى مقدساتنا وعلى شعوبنا، هو اضخم بكثير من اي تضحيات يجب ان تقدم، ويجب ان نتحمل هذه التضحيات وهذه التبعات".

وحذر نصرالله من انه "اذا ظن احد ان وضعنا على لوائح الارهاب وتهديدنا باللبنانيين (العاملين في الخليج) واي شكل من اشكال الاعتداء في الداخل والخارج، فهو مشتبه. اقول لكم (ان ذلك) يزيدنا قناعة بأن موقنا صح (صحيح) ومسارنا صح وموقعنا صح".

وفي المقابل، حث خطيب الجمعة بالمسجد الحرام في مكة المصلين على دعم مقاتلي المعارضة السورية "بشتى السبل" في احدث سلسلة من الحملات الخطابية على الرئيس السوري بشار الأسد مما يعكس تنامي التوتر الطائفي عبر الشرق الأوسط.

تأتي دعوة الشيخ سعود الشريم في وقت يشهد زخما في ساحات القتال لصالح الأسد بعد اشهر قليلة من توقعات محللين بقرب نهايته وهو ما يجعل احتمال إلاطاحة به سريعا وانتهاء الحرب امرا بعيد المنال في المستقبل القريب.

واتخذت الانتفاضة التي يقودها السنة ضد الاسد المدعوم من ايران بعدا طائفيا منذ اعلان حزب الله اللبناني الشيعي خوضه الحرب رسميا الى جانب الاسد.

وفي خطبته بالمسجد الحرام ندد الشيخ الشريم بالاسد ووصفه بالطاغية الذي تورط جنوده في اغتصاب نساء وقتل اطفال وتدمير منازل على مدار العامين المنصرمين.

وقال في خطبته "ان ذلك كله عباد الله يضع على كل عاتق نصيبه من المسؤولية امام الله من قادة وحكام وعلماء ومصلحين ومفكرين وشعوب ليقف المسلمون أمام موقف واع موحد تجاه طوفان التكالب والتمالؤ على أخواننا في سوريا."

ومضى يقول "فالله الله ..إن اخواننا بحاجة إلى مزيد جهود وبذل المساعي والإصرار على إزاحة هذا الظلم والعدوان الذي لا رأفة فيه ولا رحمة بشتى السبل بلا استثناء."

وتقدم السعودية مهد الاسلام والحليف الاقليمي الرئيسي للولايات المتحدة في مواجهة إيران دعما ماليا للمعارضة السورية.

وبعد مساعدة حزب الله لقوات الاسد في استعادة بلدة القصير الاستراتيجية في وقت سابق من يونيو حزيران أعلن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين توقفه عن دعم المصالحة السنية الشيعية ودعا بدلا من ذلك "للجهاد" في سوريا.

وجرى التصديق على دعوته في مؤتمر لعلماء المسلمين استضافته القاهرة الخميس لبحث الموقف في سوريا.