الأسد يطلق 500 معتقل وقواته تقصف الحولة والجيش الحر يدعو عنان لاعلان فشل خطته

تاريخ النشر: 31 مايو 2012 - 09:37 GMT
عنان خلال لقائه مع الاسد
عنان خلال لقائه مع الاسد
 
افرج نظام الرئيس السوري بشار الاسد عن 500 من معتقلي الانتفاضة، بينما استانفت قواته قصف منطقة الحولة التي شهدت الاسبوع الماضي مجزرة قتل فيها 108 اشخاص، في حين دعا الجيش السوري الحر المبعوث الدولي كوفي عنان لاعلان فشل خطته للسلام.
وقالت وسائل إعلام رسمية في سوريا يوم الخميس إن الحكومة السورية أطلقت سراح 500 معتقل ألقي القبض عليهم للاشتباه في مشاركتهم في الانتفاضة التي بدأت قبل 14 شهرا.
جاء ذلك في نبأ عاجل بثه التلفزيون السوري بعد يومين من زيارة عنان لسوريا وحثه الأسد على الإفراج عن المعتقلين.
وفي الاثناء، استانفت القوات النظامية السورية القصف على منطقة الحولة في محافظة حمص في وسط البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان "تسمع اصوات اطلاق نار كثيف في بلدة تلدو في منطقة الحولة تترافق مع اصوات انفجارات ناتجة عن قذائف مصدرها القوات النظامية السورية".
واشار الى "تجمع سيارات تضم عناصر من القوات النظامية في محيط المنطقة".
وقد قتل فتى صباح الخميس في تلدو اثر اصابته برصاص قناص.
وكانت قوات النظام قصفت المنطقة ليلا بالمدفعية الثقيلة.
ودعا المجلس الوطني السوري "فريق المراقبين الدولي الى سرعة التحرك نحو الحولة وممارسة الضغط على النظام لوقف عمليات القصف وحماية من تبقى من المدنيين فيها".
واكد ان "الاهالي وجهوا نداء استغاثة نتيجة الهجوم الوحشي الذي يشنه النظام".
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ليلا ان هناك "حالة نزوح" من المناطق التي تشهد قصفا في اتجاه "البلدات الاخرى في منطقة الحولة تخوفا من مجزرة جديدة".
وقتل الاربعاء 73 شخصا على الاقل في اعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا بينهم حوالى عشرين عنصرا من قوات النظام وعدد من المنشقين.
في غضون ذلك، ذكرت قناة الجزيرة الفضائية أن قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد حث الوسيط الدولي كوفي عنان الخميس على أن يعلن رسميا عن فشل خطته لوقف إطلاق النار مما يتيح لمقاتلي المعارضة استئناف الهجمات على قوات الأسد.
ورفض الأسعد أيضا مهلة لثماني وأربعين ساعة أعلنها مسؤول كبير بالجيش السوري الحر المعارض يوم الاربعاء كي يلتزم الأسد بالخطة التي كانت قد دخلت حيز التنفيذ قبل سبعة أسابيع.
وقال الأسعد للجزيرة "لا توجد مهلة لكن نحن نتمنى على السيد كوفي عنان أن يصدر بيانا من طرفه ويعلن فشل هذه الخطة حتى نكون نحن بريئين من أي عمل عسكري يمكن أن يوجه للنظام."
وأكد الأسعد التزام المعارضة بخطة عنان وبالقرارات الدولية.
وكان الجيش الحر قال في بيان صدر مساء الاربعاء عن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، ان القيادة تعلن اعطاء النظام السوري مهلة تنتهي ظهر الجمعة "لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والشرعة الدولية فورا".
واوضح البيان ان ذلك يكون "بالوقف الفوري لاطلاق النار وكافة أشكال العنف، وسحب كافة قواته ودباباته وآلياته من المدن والقرى والمناطق السكنية، ودخول المساعدات الانسانية الى جميع المناطق والمدن المنكوبة، واطلاق المعتقلين، ودخول وسائل الاعلام وضمان حرية التظاهر السلمي، والالتزام بعدم الاعتداء على بعثة المراقبين الدوليين (...)، والدخول في مفاوضات جدية وحقيقية عبر الأمم المتحدة لتسليم السلطة الى الشعب".
واضاف البيان "ان لم يستجب النظام السوري (...) كفرصة أخيرة تنتهي الساعة 12 ظهرا بتوقيت دمشق (9,00 ت غ) بتاريخ الجمعة الاول من حزيران/يونيو 2012، فان القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل في حل من اي تعهد يتعلق بخطة انان".
وتابعت القيادة التي تضم المجالس العسكرية في المحافظات السورية والكتائب والسرايا العسكرية التابعة لها، ان "واجبنا الوطني والاخلاقي والانساني وعقيدتنا العسكرية تحتم علينا الدفاع عن المدنيين وحمايتهم والدفاع عن قراهم وبلداتهم ومدنهم وصون دمائهم وأعراضهم و كرامتهم".
كما اكدت انها ستعلن "خلال ايام قليلة سلسلة مواقف وقرارات مصيرية شجاعة وحاسمة تحدد ملامح وأفق الأيام والمرحلة المقبلة ومرحلة ما بعد التغيير تكون على مستوى تضحيات وتطلعات شعبنا وثورته المجيدة وتضع حدا لكل المهازل وأشكال التردد والتخاذل والانتهازية (...) على كل الصعد الداخلية والخارجية".
وقال الجيش الحر في البيان "لم يعد هناك اي مبرر للاستمرار في التزامنا باحترام الهدنة من طرف واحد"، معتبرا ان خطة انان "وصلت سوريا وقام الاسد بدفنها على مرأى ومسامع العالم بارتكاب مجازر يندى لها الجبين الانساني".
واشار الجيش الحر الى ان قراره هذا يأتي بعد "مضي أكثر من نصف المدة من مهلة التسعين يوما" المحددة لبعثة المراقبين الدوليين، وبعد "قتل وذبح الأطفال والنساء في مجزرة وحشية بربرية مريعة في الحولة... واستمرار العصابة الحاكمة بارتكاب المزيد من المجازر (...) وقتل واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين في الشوارع".
واعلن وقف اطلاق النار في سوريا 12 نيسان/ابريل، ووصلت الى البلاد بعد ذلك طلائع بعثة مراقبين توسعت ليصل عديدها الى اكثر من 260 مهمتها التثبت من وقف اعمال العنف. وحدد مجلس الامن مدة مهمة المراقبين الدوليين بتسعين يوما تنتهي في منتصف تموز/يوليو.
الا ان وقف النار لم يحترم عمليا ولا يوما واحدا.
وزار كوفي عنان، واضع خطة وقف العنف، دمشق الثلاثاء ودعا الرئيس السوري بشار الاسد الى "التحرك الان" واتخاذ "خطوات جريئة" لوقف العنف في البلاد.
 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن