ارتفعت حصيلة الاشتباكات التي وقعت الأربعاء في القاهرة بالقرب من مقر وزارة الدفاع بين متظاهرين مناهضين للمجلس العسكري وآخرين إلى 20 قتيلا، بحسب أطباء في المستشفى الميداني، إلا أن وزارة الصحة لم تؤكد سوى سقوط تسعة حتى الآن.
وسادت حالة من الهدوء الحذر في ميدان العباسية بعد توقف الاشتباكات جزئيا، فيما لا تزال قوات من الأمن المركزي والجيش تواصل انتشارها في أماكن متفرقة بالميدان والشوارع المحيطة به. ويطالب المعتصمون وأغلبهم مؤيدون للقيادي السلفي الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل الذي استبعد من الترشح لانتخابات الرئاسة بانهاء ادارة المجلس الاعلى للقوات المسلحة لشؤون البلاد وحل لجنة الانتخابات الرئاسية.
وعلقت حملة مرشح جماعة الاخوان المسلمين للرئاسة محمد مرسي وحملة المرشح المستقل عبد المنعم أبو الفتوح وهو قيادي سابق في الجماعة أنشطتهما وسط تصاعد الانتقادات للحكومة لعدم تصديها لهجمات يتعرض لها المعتصمون منذ أيام.
وبعد ساعات من توقف الاشتباكات قال المجلس الاعلى للقوات المسلحة انه نشر أعدادا اضافية من القوات في المنطقة للسيطرة على الاشتباكات.
وجاء في بيان للمجلس العكسري أن ثماني ناقلات جند مدرعة من المنطقة العسكرية المركزية دخلت منطقة العباسية لوقف القتال بين المعتصمين والمسلحين لكنها لن تتدخل لفض الاعتصام.
وقال شاهد عيان ان قوات من الجيش والشرطة طوقت منطقة الاشتباكات باستثناء مخرج يستخدمه طلاب جامعة عين شمس التي دارت الاشتباكات بالقرب منها. وأضاف أن القوات تمركزت فوق جسرين استخدمهما المسلحون في مهاجمة المعتصمين بالرصاص وطلقات الخرطوش بحسب ما ذكره محتجون.
وقال موقع جماعة الاخوان على الانترنت ان حملة مرسي علقت أنشطتها لمدة يومين حدادا على أراوح القتلى وان حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة قاطع اجتماعا دعا لعقده اليوم المجلس الاعلى للقوات المسلحة.
ومن جهة أخرى قال علي البهنساوي المتحدث باسم أبو الفتوح ان الحملة علقت حتى اشعار اخر احتجاجا على الاسلوب الذي تتعامل به السلطات مع الاعتصام المناهض للمجلس العسكري.
وبدأ أنصار أبو اسماعيل ونشطاء اخرون الاعتصام قرب وزارة الدفاع في الساعات الاولى من صباح يوم السبت بعد مسيرة انطلقت من ميدان التحرير بوسط القاهرة مساء الجمعة
ودعا المجلس العسكري إلى عقد اجتماع طارئ اليوم الأربعاء مع الأحزاب وعدد من أعضاء البرلمان لمناقشة الأحداث أمام وزارة الدفاع بالعباسية بالإضافة إلى العلاقة بين الحكومة والبرلمان على خلفية الأزمة السياسية بين البرلمان الذي يطالب بإقالة الحكومة والمجلس العسكري الذي لم يتخذ قراراً بهذا الشأن.
من جانبه، استنكر حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين الأربعاء تصاعد الأحداث في ميدان العباسية مؤكدا مقاطعته لاجتماع المجلس العسكري مع الأحزاب نظرا لما وصفه بمحاولات إعاقة تسليم السلطة طبقا للجدول الزمني المقرر.
وقرر أربعة من مرشحي الانتخابات الرئاسية هما الإسلاميان عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد مرسي واليساريان حمدين صباحي وخالد علي تعليق حملاتهم الانتخابية الأربعاء اثر هذه الأحداث.
وحذر الأمين العام السابق للجامعة العربية المرشح للرئاسة عمرو موسى من "انشغالنا بخناقات ومصادمات تعطلنا عن تحريك مصر إلى الأمام".
وقال موسى في مؤتمر جماهيري عقده الأربعاء في محافظة المنيا إن "مصر في هذه الفترة تحتاج إلى حكم مدني وطني كفوء يستطيع أن يرفع البلاد من كبوتها".
وانتقد محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ما وصفه ب"المجزرة" أمام وزارة الدفاع.
وقال على صفحته الخاصة بالموقع الاجتماعي تويتر "مجزرة بالعباسية.. مجلس عسكري وحكومة عاجزان عن توفير الأمن أو متواطئان.. فشلتم.. ارحلوا.. مصر تنهار على أيديكم".
وأعلنت حركة شباب 6 أبريل عن تنظيم مسيرة بعد عصر الأربعاء لمساندة المعتصمين ، ومؤكدة دعمها للدعوة إلى تنظيم مظاهرة مليونية الجمعة قائلة إن المشاركة فيها مفتوحة.