واشنطن تنتقد تركيا وتؤكد التزامها الصلب بامن اسرائيل

تاريخ النشر: 21 نوفمبر 2012 - 06:31 GMT
جنود اسرائيليون على دباباتهم على مشارف غزة/أ.ف.ب
جنود اسرائيليون على دباباتهم على مشارف غزة/أ.ف.ب

انتقدت واشنطن، حليفة إسرائيل وتركيا على السواء، انقرة بشدة الثلاثاء على التصريحات القاسية جدا تجاه الدولة العبرية التي وصفها رئيس الوزراء التركي بانها (دولة ارهابية) وتشن عملية "تطهير عرقي" ضد الفلسطينيين في غزة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "نعتبر ان الهجوم الإعلامي القاسي جدا من قبل تركيا لن يقدم ابدا اية مساعدة وقلنا هذا بوضوح للاتراك".

وقد هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بحدة اسرائيل واصفا اياها ب"الدولة الارهابية" وبانها تقوم "بتطهير عرقي" بحق الفلسطينيين فيما تستمر عملية (عمود السحاب) الاسرائيلية في قطاع غزة.

ودوى صوت أردوغان الثلاثاء في البرلمان اثناء القائه خطابه الاسبوعي التقليدي امام نواب حزبه، حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي والذي يمسك بمقاليد الحكم في تركيا منذ عشر سنوات.

وقال اردوغان وسط تصفيق طويل للحضور المؤيد كليا للقضية الفلسطينية، ان "اسرائيل تتجاهل في هذه المنطقة السلام وتنتهك القانون الدولي وتقوم بتطهير عرقي ضد شعب. هذه الدولة تحتل شيئا فشيئا الاراضي الفلسطينية".

ووصف اردوغان اسرائيل بـ(الدولة الارهابية) بسبب هجومها على قطاع غزة المتواصل منذ سبعة ايام ردا كما تقول على اطلاق الصواريخ من القطاع.

واوضحت نولاند "بدون الدخول في التفاصيل فان هذه الوزارة (وزارة الخارجية الاميركية) اعربت بوضوح للحكومة التركية عن قلقها حيال هذا النوع من التصريحات".

ويشار إلى أن العلاقات بين تركيا واسرائيل تدهورت إلى حد كبير اعتبارا من العام 2010 بعد الهجوم الدامي الذي شنه الجيش الاسرائيلي على سفينة تركية كانت تنقل مساعدة انسانية الى غزة، ما ادى الى مقتل تسعة اتراك وسط ادانات دولية.

وتطالب انقرة منذ ذلك الحين اسرائيل بتقديم اعتذارات وتعويضات، الامر الذي يرفضه الاسرائيليون.

كلينتون: التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل صلب كالصخر

أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء قبيل اجتماعها في القدس المحتلة برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل "صلب كالصخر".

ووصلت كلينتون مساء الثلاثاء إلى تل ابيب آتية من كمبوديا.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو تلاه اجتماع مغلق بينهما إن "الالتزام الاميركي بامن اسرائيل صلب كالصخر ولا يتزحزح. لهذا السبب اعتقد انه لامر اساسي (التوصل) الى وقف تصعيد الوضع في غزة".

واضافت "في الايام المقبلة ستعمل الولايات المتحدة مع شركائها هنا في اسرائيل وفي بقية المنطقة من اجل ضمان امن اسرائيل وتحسين ظروف عيش السكان في غزة والمضي قدما نحو سلام شامل لكل شعوب المنطقة".

واضافت ان "الصواريخ التي تطلقها منظمات ارهابية من غزة على المدن يجب ان تتوقف ويجب ان يسود الهدوء مجددا".

واكدت الوزيرة الاميركية ان "الهدف يجب ان يكون تحقيق الاستقرار في المنطقة وكذلك ايضا توفير الامن وتحقيق التطلعات المشروعة للاسرائيليين والفلسطينيين".

ومن جهته قال نتنياهو أمام الصحافيين مخاطبا الوزيرة الاميركية "اذا امكن التوصل الى حل طويل الامد بالوسائل الدبلوماسية فانا افضل ذلك. ولكن اذا لم يحصل ذلك فانا على ثقة بانكم ستتفهمون أن إسرائيل ستتخذ كل الاجراءات اللازمة للدفاع عن شعبها".

وبعد ذلك بحثت كلينتون ونتانياهو لاكثر من ساعتين الوسائل الكفيلة بالتوصل الى "تخفيف توتر" العنف في غزة، حسب بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند.

واضافت نولاند ان كلينتون ونتنياهو الذي اصطحب معه إلى الاجتماع وزيري الخارجية والدفاع افيغدور ليبرمان وايهود باراك بحثوا ايضا الوسائل الكفيلة ب"التوصل الى نتيجة دائمة تحمي أمن اسرائيل وتحسن حياة المدنيين في غزة".

وستلتقي الوزيرة الاميركية في رام الله بالضفة الغربية صباح الاربعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل ان تنتقل الى القاهرة للقاء الرئيس المصري محمد مرسي، كما افادت وزارتها.

وفي حين اكدت مصادر فلسطينية ومصرية في القاهرة قرب الاعلان عن التوصل الى تهدئة، تسارعت وتيرة الغارات الاسرائيلية على القطاع موقعة 26 قتيلا فلسطينيا، في حين اعلنت إسرائيل مقتل اثنين من مواطنيها احدهما جندي بصواريخ اطلقت من القطاع.

وقال بن رودس مساعد مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي باراك اوباما ان كلينتون التي رافقت اوباما في جولته الاسيوية، "ستشدد على الاهتمام الامريكي بحل سلمي يحمي ويزيد أمن اسرائيل والامن الاقليمي"، لكنه لم يصل الى حد الحديث عن مهمة وساطة.

واضاف ان "الطريقة الفضلى لحل هذه المسالة هي عبر الدبلوماسية والوصول الى تسوية سلمية تنهي اطلاق الصواريخ وتتيح تهدئة اوسع نطاقا في المنطقة".

ووصلت كلينتون إلى اسرائيل في الوقت الذي ينتظر فيه قطاع غزة اعلانا من القاهرة عن التوصل إلى تهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية رغم ان التطورات الميدانية لا تبشر بقرب التوصل الى وقف لعملية (عمود السحاب) التي تشنها اسرائيل على القطاع منذ نحو اسبوع.