تقدم 44 نائبا عراقيا باستقالاتهم بعد فض اعتصام مناهض لرئيس الوزراء في محافظة الانبار الاثنين، مطالبين بسحب الجيش من المدن واطلاق سراح نائب سني اعتقل السبت الماضي.
واعلن النائب ظافر العاني في بيان تلاه في مؤتمر صحافي والى جانبه رئيس البرلمان اسامة النجيفي "قدم اعضاء مجلس النواب من قائمة المتحدون للاصلاح استقالاتهم"، معلنا اسماء 44 نائبا قرروا الاستقالة.
واعتبر البيان ان الاحداث الجارية في الانبار تشكل "حربا بعيدة عن الارهاب، هي بالتاكيد ليست حرب الجيش ضد الشعب، وليست حرب الشيعة ضد السنة، انها حرب السلطة، حرب الامتيازات السياسية".
وتابع البيان "انها حرب رئيس الوزراء (نوري المالكي) وهي خارج الدستور والضوابط الوطنية"، مشيرا الى ان "الشراكة الوطنية مع رئيس الوزراء اصبحت موضع شك".
وطالب النواب رئيس الحكومة نوري المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة بسحب الجيش من المدن، في اشارة الى مدينتي الرمادي (100 كلم غرب بغداد) والفلوجة (60 كلم غرب بغداد) اللتين تشهدان مواجهات بين مسلحين وقوات عسكرية.
كما طالب النواب باطلاق سراح النائب السني احمد العلواني الذي اعتقل السبت الماضي في الرمادي على ايدي قوات امنية.
وقالت الشرطة العراقية ومصادر طبية إن اشتباكات اندلعت عندما تحركت الشرطة لفض اعتصام للسنة في محافظة الانبار بغرب العراق مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا.
وبدأ الاعتصام قبل نحو عام بمظاهرات احتجاج على ما يعتبره المتعصمون تهميشا لطائفتهم من جانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة.
وتعهد المالكي الذي يسعى للفوز بفترة ثالثة على رأس الحكومة في الانتخابات التي تجرى في ابريل نيسان بإزالة مخيم الاعتصام متهما المحتجين بإثارة الفتنة وإيواء مسلحين مرتبطين بالقاعدة.
وزادت حدة العنف هذا العام مع استهداف المسلحين المرتبطين بالقاعدة للحكومة وكل من يعتبرونه مؤيدا لها وهو ما أثار القلق من تجدد الصراع الطائفي الذي أودى بحياة عشرات الالاف في 2006 و2007.
وقالت الشرطة ان اشتباكات يوم الاثنين اندلعت عندما اطلق مسلحون النار على القوات الخاصة التابعة للشرطة التي كانت تحاول دخول مدينة الرمادي مقر الاعتصام.
وسمع دوي اطلاق اعيرة نارية وانفجارات في بعض انحاء المدينة. وقال مصدر ان المسلحين دمروا أربع مركبات للشرطة وقتلوا ثلاثة على الاقل من افراد الشرطة في شمال الرمادي.
وابلغت مصادر في مستشفى الرمادي ومشرحة المدينة رويترز ان جثث عشرة اشخاص اخرين قتلوا في الاشتباكات نقلت الى المشرحة.
وفي الفلوجة هاجم مسلحون دوريات للجيش انتشرت على الطريق السريع الرئيسي المؤدي للرمادي.
وندد الشيخ عبد الملك السعدي وهو رجل دين سني بارز كان قد دعا المحتجين الى الحفاظ على السلمية بالعملية الامنية ودعا قوات الامن للانسحاب على الفور لمنع المزيد من إراقة الدماء.
ووصف حكومة المالكي بانها حكومة طائفية تريد القضاء على السنة في البلاد وحث اعضاء الحكومة والبرلمان والمجالس المحلية من السنة على الاستقالة ومقاطعة العملية السياسية.
ودعت الامم المتحدة الى ضبط النفس وقال مبعوثها في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان "أشعر بالقلق بخصوص التطورات الحالية في الأنبار وأدعو الجميع الى توخي الهدوء والالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل اليها في اليومين الاخيرين."
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري للتلفزيون الرسمي إن قرار فض الاعتصام اتخذ بعد أن "تم التوصل الى اتفاق في وقت متأخر يوم الاحد وبعد محادثات طويلة جدا لازالة خيام الاعتصام من قبل الشرطة المحلية بدون تدخل الجيش."
وكان التوتر يعتمل على مدى الاسابيع الأخيرة في الأنبار وهي محافظة تضم ثلث مساحة العراق واغلب سكانها سنة يعيشون على ضفاف الفرات.
وقام الجيش بعملية كبيرة في الأنبار لإخراج مسلحي القاعدة منها بعد هجوم قتل فيه ما لا يقل عن 18 جنديا من بينهم قائد فرقة في 21 ديسمبر كانون الأول.
ودفع ذلك رجل الدين السني السعدي إلى حث المحتجين السنة على الاستعداد للدفاع عن انفسهم.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يزيد على 8000 شخص قتلوا في العراق هذا العام.