46 قتيلا في سوريا ومسؤولون كبار ينفون انباء اغتيالهم

تاريخ النشر: 20 مايو 2012 - 03:12 GMT
مراقبو الأمم المتحدة أثناء زيارتهم لحماة يوم الثامن من مايو ايار 2012.
مراقبو الأمم المتحدة أثناء زيارتهم لحماة يوم الثامن من مايو ايار 2012.

قتل نحو 46 شخصا في سوريا الاحد، بينهم 34 سقطوا في قصف لبلدة في حماة، فيما نفى عدد من كبار المسؤولين السوريين عبر التلفزيون الرسمي معلومات افادت عن اغتيالهم، بعدها بثت قناتا الجزيرة والعربية شريط فيديو لجماعة تتبنى اغتيال ستة مسؤولين كبار.
وقالت لجان التنسيق السورية ان الجيش النظامي قتل 46 شخصا بينهم اطفال بالرصاص وفي عمليات قصف طالت خصوصا بلدة صوران في محافظة حماة.
وذكرت اللجان ان عدد القتلى في قصف بلدة صوران بلغ نحو 34.
وفي وقت سابق قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان القصف أسفر عن مقتل 16 شخصا بينهم أطفال.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد لرويترز نقلا عن سكان ان الجيش قصف البلدة ثم اجتاحها.
وتعد حماة أحد معاقل الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد.
من جهة اخرى، قال شاهد من رويترز إن قنبلة على الطريق انفجرت يوم الأحد ببلدة دوما السورية على بعد 150 مترا من قافلة تابعة للأمم المتحدة تقل رئيس بعثة مراقبي وقف إطلاق النار في سوريا ومسؤولا كبيرا في الأمم المتحدة.
وقال مراسل رويترز إنه تم إيقاف السيارة التي تقل الجنرال روبرت مود عند نقطة تفتيش تابعة للجيش عندما جرى تفجير القنبلة في شارع قريب وغادرت القافلة المكان مضيفا أنه لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.
كما كانت القافلة تضم ايرفيه لادسو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام الذي يقوم بزيارة لسوريا.
وقال مصدر أمني في دوما لرويترز إن اشتباكات وقعت في وقت سابق من اليوم وان مسلحين أصابوا 29 من أفراد قوات الأمن.
ودوما التي تقع على مشارف دمشق مركز لانتفاضة مسلحة ضد حكم الرئيس بشار الأسد التي بدأت باحتجاجات سلمية منادية بالديمقراطية في مارس آذار 2011.
وأضاف المصدر أن الحياة الطبيعية في دوما أصيبت بالشلل بسبب الاشتباكات اليومية.
الى ذلك، دارت معارك عنيفة ليلا بين منشقين والجيش السوري في عدة مناطق من دمشق رغم تجديد الاسرة الدولية دعوتها الى وقف "فوري" للعنف المستمر في سوريا منذ اكثر من 14 شهرا.
وفي انتهاك جديد لوقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ نظريا في 12 نيسان/ابريل عملا بخطة الموفد الدولي كوفي انان لوقف اعمال العنف في سوريا، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة وحاجز للقوات النظامية قرب جسر اللوان في حي كفرسوسة جنوب غرب دمشق. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان تعزيزات كبيرة للجيش ارسلت الى المنطقة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة دارت في منطقة المتحلق الجنوبي ترافقت مع سماع اصوات انفجارات في المنطقة وسمعت اصوات اطلاق رصاص في ساحة العباسين وشارعي بغداد والثورة.
كما قصفت القوات النظامية فجر الاحد مزارع الريحاون المجاورة لمدينة دوما.
ووقعت هذه الاشتباكات غداة سقوط 23 قتيلا في اعمال عنف، كما قتل السبت تسعة اشخاص في انفجار سيارة مفخخة استهدف لاول مرة مدينة دير الزور شرق البلاد.
وهزت سوريا عدة تفجيرات من هذا النوع منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في اذار/مارس 2011، وتبنت معظمها مجموعات صغيرة غير معروفة. ويتبادل النظام والمعارضة الاتهامات بالوقوف خلف هذه الهجمات التي اوقعت عشرات القتلى.
من جهة اخرى نفى عدد من كبار المسؤولين السوريين الاحد متحدثين للتلفزيون الرسمي معلومات افادت عن اغتيالهم، بعدها بثت قناتا الجزيرة القطرية والعربية ذات التمويل السعودي الاحد شريط فيديو يتبنى فيه رجل باسم "كتائب الصحابة في دمشق وريفها" اغتيال ستة مسؤولين كبار.
والمسؤولون بحسب الشريط هم آصف شوكت مدير المخابرات العامة وصهر الاسد، ووزيرا الداخلية محمد الشعار والدفاع داود راجحة، وحسن توركماني مساعد نائب الرئيس فاروق الشرع، ومحمد سعيد بختيان الامين القطري المساعد في حزب البعث الحاكم.
وتعقيبا على ذلك قال الشعار "ان ما بثته قناتا الجزيرة والعربية عار عن الصحة تماما وقد اعتدنا على مثل هذه الأخبار المضحكة من المحطات المفلسة التي تقود حملات الكذب والافتراء منذ بداية الأزمة في سوريا".
من جهته اكد توركماني الذي ظهر على شاشة التلفزيون "ان ما تناقلته قناتا الجزيرة والعربية عار عن الصحة تماما وهو منتهى الافلاس والتضليل الاعلامي".
اما من جهة المعارضة، فقد اعرب جبر الشوفي عضو الامانة العامة في المجلس الوطني السوري، اكبر تحالف لفصائل المعارضة، عن شكوك معتبرا ان الهدف من الفيديو هو "بث الفوضى".
وتتواصل اعمال العنف في سوريا رغم انتشار مراقبين للامم المتحدة مكلفين مراقبة الهدنة التي يتم خرقها بشكل متواصل.
ودعت الدول الصناعية الكبرى من مجموعة الثماني السبت في كامب ديفيد "الحكومة السورية وجميع الاطراف" الى وقف العنف فورا وتطبيق بنود خطة انان.
وقال قادة الدول الثماني في بيانهم الختامي اثر قمة عقدوها في كامب ديفيد بالولايات المتحدة "نحن مستاؤون للخسائر في الارواح والازمة الانسانية والانتهاكات الخطيرة والمتزايدة لحقوق الانسان في سوريا" مؤكدين "تصميمهم على النظر في اجراءات اخرى في الامم المتحدة وفق الحاجات".
ولا تزال روسيا التي شارك رئيس وزرائها ديمتري مدفيديف في القمة، تعارض اي تدخل في شؤون حليفها السوري. وقال مستشار الكرملين ميخائيل مارغيلوف "لا يمكن تغيير النظام بالقوة. يجب ان يتمكن السوريون من تسوية مسائلهم بانفسهم".
وفي نيويورك بحث وزير الخارجية الفرنسي الجديد لوران فابيوس مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "الوضع البالغ الخطورة في سوريا والعواقب المقلقة" بالنسبة للدول المجاورة.
ويشهد لبنان اشتباكات عنيفة تتجدد بتقطع على خلفية الاحداث السورية بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية المناهضة للنظام السوري وجبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام في مدينة طرابلس الشمالية، ما حمل دولة الامارات والبحرين وقطر على دعوة رعاياها الى "عدم السفر" الى لبنان نظرا للتوتر الامني السائد في هذا البلد حاليا.