اكد مصدر امني في دمشق بعد ظهر الخميس ان الجيش السوري سيطر بالكامل على حي بابا عمرو في حمص فيما وافقت السلطات السورية على دخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر واللجنة الدولية للصليب الاحمر الى الحي الجمعة.
وقال المصدر الامني في اتصال مع وكالة فرانس برس "سيطر الجيش على كامل مناطق بابا عمرو بعدما سقطت آخر جيوب المقاومة فيه".
واضاف المصدر ان عناصر الجيش النظامي "يقومون بتوزيع الطعام على السكان ويجلون الجرحى" ويقومون بالبحث عن الصحافية الفرنسية اديت بوفييه التي اصيبت قبل اسبوع.
وتابع المصدر "المسلحون ما زالوا في احياء الحميدية والخالدية والعمليات متواصلة لاخراجهم" منها.
من جهته اكد قائد الجيش السوري الحر في اتصال مع وكالة فرانس برس في بيروت ان قواته نفذت انسحابا "تكتيكيا" من حي بابا عمرو "حفاظا على ما تبقى من الاهالي والمدنيين".
ومن جهته افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 17 مدنيا قتلوا الخميس في "بساتين حي بابا عمرو التي اقتحمتها القوات النظامية السورية وبدات حملة مداهمات واعتقالات فيها".
الى ذلك، قال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان السلطات السورية وافقت يوم الخميس على دخول الهلال الاحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الاحمر الى حي بابا عمرو الجمعة.
وقال المتحدث هشام حسن لرويترز في جنيف "تلقت منظمة الهلال الاحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الاحمر الضوء الاخضر من السلطات لدخول بابا عمرو يوم الجمعة من أجل جلب المساعدات المطلوبة بشدة ومنها الغذاء والدواء واجراء عمليات إجلاء."
وأضاف أن السلطات السورية أعطت اللجنة الدولية كذلك "مؤشرات ايجابية" يوم الخميس فيما يتعلق بطلب المنظمة يوم 21 فبراير شباط الماضي بشأن وقف يومي لاطلاق النار مدته ساعتان لتقديم امدادات اغاثة لانقاذ حياة المدنيين.
ومناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة بالصواريخ والقذائف.
لكن الرميض وهو عضو في المجلس العسكري الاعلى الذي يشرف على الجيش السوري الحر قال ان المقاتلين الذين ليس لديهم ما يكفي من السلاح ويستخدمون البنادق والمورتر والمدافع الالية صامدون.
وأضاف أن معارك المشاة ما زالت مستمرة.
ولم يتسن على الفور التحقق من التقارير الواردة من حمص بسبب القيود الصارمة التي تفرضها الحكومة على الاعلام في سوريا حيث يواجه الاسد أكبر تحد لحكمه المستمر منذ 11 عاما.
وقال نشطاء من حمص ان المدينة في حالة مزرية دون كهرباء أو خدمة هاتفية. كما أن امدادت المياه والوقود والطعام شحيحة.
وقال نشط في بيان "حمص منقطعة عن العالم الخارجي... الشهداء يدفنون في الحدائق والمتنزهات بسبب وجود قناصة للجيش مما يمنع نقلهم الى المقابر."
وأضاف أن المستشفيات لا تعالج سوى أفراد الميليشيات الموالية للاسد بينما نفدت الادوية من المستشفيات الميدانية.
ومضى البيان يقول "الاطباء والممرضات الذين كانوا يعملون في المستشفيات الميدانية توقفوا عن العمل بسبب الهجوم على منشاتهم وتهديدهم بقتل أسرهم."
وأبدت دول غربية وعربية التي دعت الاسد الى التنحي وانهاء العنف قلقا متزايدا على مصير المدنيين المحاصرين في حمص.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج "أشعر بقلق بالغ من تقارير عن أن نظام الاسد يتأهب لهجوم بري كامل على سكان حمص."
وقال دبلوماسي بريطاني ان لندن سحبت كل العاملين الدبلوماسيين من سوريا وعلقت الخدمات في سفارتها بدمشق نتيجة تدهور الوضع الامني في البلاد.
وأصبحت روسيا طرفا محوريا في الدبلوماسية التي تهدف الى وقف العنف والتخفيف من محنة المدنيين المحاصرين داخل مناطق الصراع.
ودعت روسيا عنان لاجراء محادثات حول سوريا وقال مسؤولون كويتيون انها ستوفد وزير الخارجية سيرجي لافروف لمقابلة نظرائه بدول الخليج في الرياض الاسبوع المقبل.
وقادت المملكة العربية السعودية وقطر مطالب لتسليح قوات المعارضة السورية بعد حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته كل من روسيا والصين ضد مسودة قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشأن سوريا.
وقال المقدسي لقناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني "نرى اخوتنا العرب مثلا رئيس وزراء قطر.. والاخوة في السعودية يتناغمون مع تصريحات لايمن الظواهري لدعم تسليح الحراك في سوريا." وكان الظواهري زعيم القاعدة قد حث العرب والمسلمين على دعم المعارضة المسلحة ضد نظام الاسد.
وقال البرلمان الكويتي الذي يهيمن عليه اسلاميون انه وافق على دعم الجيش السوري الحر وحث الحكومة الكويتية على قطع علاقاتها مع سوريا.
وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الى اصدار قرار جديد في مجلس الامن حول سوريا قال مبعوثون غربيون انه سيركز على المشكلات الانسانية في محاولة للحصول على تأييد روسيا والصين لكنه سيلمح الى أن الاسد هو المسؤول عن الازمة وهو ما تعارضه موسكو.
وتقول الامم المتحدة ان قوات الامن الموالية للاسد قتلت اكثر من 7500 مدني منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار. وقالت الحكومة السورية في ديسمبر كانون الاول ان "ارهابيين مسلحين" قتلوا أكثر من ألفين من الجيش والشرطة خلال الاضطرابات.