قتل 26 شخصا الاربعاء بينهم صحافيان غربيان في القصف المستمر على حي بابا عمرو في حمص لليوم التاسع عشر على التوالي، في وقت استنفر المجتمع الدولي في محاولة لتأمين مساعدات انسانية ملحة الى سوريا.
واعلن المجلس الوطني السوري المعارض من جانبه انه لم يعد يستبعد تدخلا عسكريا لوقف حملة القمع في البلاد.
وسجل خلال اليوم استنفار على المستوى الدولي بهدف التوصل الى هدنة لايصال مساعدات انسانية الى المناطق السورية التي تعاني نقصا في المواد الغذائية والطبية، وخصوصا الى حمص، لا سيما بعد دعوة اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي الى هدنة يومية من ساعتين، ودعوة الامم المتحدة الى السماح بوصول المساعدات من دون عوائق.
وكررت روسيا من جانبها رفضها للمقترح الفرنسي باقامة ممرات انسانية.
واعلن صباحا عن مقتل الصحافية الاميركية ماريي كولفن (56 عاما) مراسلة صنداي تايمز، والمصور الفرنسي الذي اسس وكالة "اي بي 3" المستقلة ريمي اوشليك (28 عاما) في حي بابا عمرو، حيث اصيب ثلاثة صحافيين اجانب آخرين على الاقل بجروح في قصف طال منزلا حوله ناشطون مناهضون للنظام السوري الى مركز اعلامي في الحي الاكثر تضررا بالقصف الذي اودى بحياة المئات في حمص منذ 4 شباط/فبراير، وفق الناشطين.
وكولفن عرفت بتغطيتها للاحداث في مناطق نزاع عدة في العالم، ونالت جائزة افضل مراسلة في الخارج للعام 2010 في بريطانيا. وغطى ريمي الكثير من الاحداث في باريس والنزاعات في العالم، وخصوصا ثورات الربيع العربي.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان فرنسا "تعتبر السلطات السورية مسؤولة عن مقتل الصحافيين". واستدعت باريس ولندن سفيري دمشق لهذا الغرض.
وطالب الوزير الفرنسي مجددا بامكانية "الوصول الآمن" ل"اسعاف الضحايا بدعم اللجنة الدولية للصليب الاحمر". وقال جوبيه "ان الجرحى جميعهم في حالات صعبة جدا وفي ظروف مقلقة جدا".
وقال عمر شاكر، الناشط في حي بابا عمرو، ان القصف اوقع ثلاثة او اربعة جرحى بين الصحافيين الاجانب الاخرين. ومن بينهم الصحافية اديت بوفييه من لوفيغارو. واظهر شريط عرض على موقع يوتيوب الصحافية ممدة وقد لفت ساقها بضمادات.
ودانت واشنطن "وحشية" النظام السوري ثم قدمت تعازيها بمقتل الصحافيين، في حين دانت موسكو ما اعتبرته "حادثا ماسويا".
ولكن السلطات السورية قالت انه لم يكن لديها "اي علم بدخول الصحافي ريمي اوشليك والصحافية ماري كولفن او وجودهما على الاراضي السورية" او غيرهم في سوريا. ويدخل الصحافيون خلسة الى سوريا بسبب القيود التي تفرضها السلطات على حرية حركة الصحافيين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته لفرانس برس "ان هناك طائرات استطلاع تحلق طيلة الوقت فوق حمص، واعتقد انها على الارجح التقطت اشارات تدل على ارسال عبر الاقمار الصناعية".
واضاف "لا اعتقد ان الصحافيين قتلا في قصف عشوائي".
وبلغ عدد الصحافيين الغربيين الذين قتلوا في سوريا منذ بدء الاضطرابات في منتصف آذار/مارس الماضي ثلاثة. وقتل في 11 كانون الثاني/يناير الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في قذيفة خلال زيارته برفقة مجموعة من الصحافيين الاجانب حمص في رحلة منظمة من السلطات. ولم يعرف مصدر القذيفة.
وعدا عن الصحافيين الاجنبيين، قتل 24 مدنيا على الاقل في بابا عمرو، كما قتل ثمانية اخرون في محافظة ادلبي (شمال غرب) وفق المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يقدر عدد القتلى منذ اذار/مارس 2011، بنحو 7600 شخص معظمهم من المدنيين.
والوضع ماسوي خصوصا في حمص حيث تنقص المواد الاساسية.
واعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، ان "اللجنة تجري محادثات مع السلطات ومع اعضاء في المعارضة، وان رئيس اللجنة الدولية التقى اليوم ممثلين عن المجلس الوطني السوري في جنيف".
واضاف "اننا نبحث في ما يمكن القيام به من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار".
واعتبر المجلس الوطني السوري المعارض الاربعاء في جنيف في ختام محادثاته مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان التقيد بهدنة يومية خلال ساعتين على الاقل كما طالبت اللجنة هو "خيار مهم" لكنه غير كاف.
وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر "في حمص وغيرها، هناك عائلات باكملها محتجزة في منازلها منذ ايام عدة، من دون ان تتمكن من الخروج لشراء الخبز وغيره من المواد الاساسية والمياه، او الحصول على الرعاية الطبية".
وايدت روسيا الدعوة الى هدنة يومية في سوريا لنقل المساعدات الانسانية، مع معارضتها لفكرة اقامة ممرات انسانية باعتبارها معقدة وستؤدي الى مواجهات عسكرية خطيرة.
واكدت دمشق الاربعاء ان العقوبات الاقتصادية الغربية والمتمردين الذين يقاتلون قوات الامن هي المسؤولة عن تدهور الوضع الصحي في البلاد.
واعلنت الامم المتحدة الاربعاء ان امينها العام بان كي مون طلب من مسؤولة العمليات الانسانية في المنظمة الدولية الذهاب الى سوريا عندما تحصل على اذن من دمشق، لتقييم احتياجات المدنيين.
وقال ناشطون ان الجيش السوري الحر المنشق عن النظام يعمل على ايصال الاطعمة والمأوى لمن بقي من سكان بابا عمرو اي نحو 90 الفا.
وقالت مسؤولة وفد المجلس الوطني المعارض في جنيف بسمة قضماني ان القيام بتحرك سياسي امر ضروري لتأمين احتياجات الشعب الملحة.
وتابعت ان التقيد بهدنة يومية لساعتين على الاقل كما طلبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الثلاثاء "خيار مهم" لكن المجلس الوطني السوري يرغب قبل كل شيء في اقامة ثلاث "مناطق آمنة".
وقد طالب ممثلون عن المجلس الوطني السوري ايضا الاربعاء في باريس بانشاء "مناطق آمنة" في سوريا مشيرين الى ان التدخل العسكري ربما يكون "الخيار الوحيد" لانهاء حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد مناهضيه.
وناقش الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد هاتفيا الوضع في سوريا واعلن كلاهما معارضته اي تدخل في الشؤون السورية، كما اعلن الكرملين.
واضافت الرئاسة الروسية في بيان "اعلن الطرفان انهما يشجعان السوريين على تجاوز الازمة بأنفسهم في اسرع وقت ممكن بوسائل سلمية حصرا من دون تدخل خارجي".
واوضح البيان "تمحور الحديث خصوصا حول الوضع المأسوي الذي تطور حول سوريا". وقال ان "ديمتري مدفيديف ومحمود احمدي نجاد شددا على ضرورة السعي الى وقف العنف واجراء حوار بناء بين السلطة والمعارضة من دون شروط مسبقة".
كما اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس ميدفيديف ان "الحل السياسي" في سوريا يحقق "اهداف شعبها"، وان التدخل الخارجي "يعقد" الامور فيها.
وقبل يومين من اجتماع ممثلي اكثر من خمسين دولة، في غياب روسيا، في تونس الجمعة "لتوجيه رسالة واضحة" الى النظام السوري لوقف اعمال العنف، دعا المجلس الوطني السوري الى عدم اعتراض رغبة بعض الدول في "مساعدة المعارضة عبر ارسال مستشارين عسكريين لتدريب (المتمردين على النظام) وتزويدهم بالسلاح من اجل الدفاع عن انفسهم".
ودعا السناتور الاميركي جون ماكين الذي يزور طرابلس ان على العالم ان يتدخل لوقف "المجازر" بحق السوريين كما فعل في كوسوفو والبوسنة.
وقال المرشح الجمهوري السابق للانتخابات الرئاسية "السوريون يتعرضون لمذبحة وعلى العالم ان يتدخل لمساعدة هؤلاء الناس".
ويتوقع ان يعلن الاتحاد الاوروبي الاثنين عن مجموعة جددية من العقوبات على سوريا تشمل حظرا على النقل والشحن الجوي، كما افاد دبلوماسيون.
واعلن دبلوماسي غربي في لندن ان احتياطي العملات الاجنبية سيستنفد في سوريا خلال ثلاثة الى خمسة اشهر" نتيجة للعقوبات الدولية.
واعلنت الامم المتحدة الاربعاء ان امينها العام بان كي مون طلب من مسؤولة العمليات الانسانية في المنظمة الدولية الذهاب الى سوريا عندما تحصل على اذن من دمشق، لتقييم حاجات المدنيين. وقال مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو دل بوي ان مهمة فاليري اموس ستكون "تقييم الوضع الانساني وتكرار مطالبة (الامم المتحدة) بوصول بعثة انسانية بشكل عاجل".واوضح "انها مهمة انسانية نأمل ان ترد الحكومة السورية ايجابا" على هذا الطلب، مؤكدا انه لم "يتحدد اي موعد" بعد لهذه الزيارة.