أصدر مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، كتاباً جديداً بعنوان «تاريخ الهجرات الدولية»، من تأليف باولا كورتي، وترجمة عدنان علي.
يستعرض الكتاب المترجم عن اللغة الإيطالية شؤون الهجرة في العالم، ويتطرق إلى مختلف مسارات الهجرة (الطوعية والقسرية) عبر التاريخ. وتوزعت فصول الكتاب بترتيب زمني، من الهجرة في عصر ما قبل التصنيع، حين كانت المدن في أوروبا تجذب الناس. ثم الحروب ومعاهدات الصلح، فالاستعمار والهجرات القسرية، فالتصنيع والهجرات الكبرى من أوروبا، فاللاجئون والنازحون والمرحّلون قسراً من جميع أصناف المشردين والمنفيين بين الحربين. فضلاً عن النفي السياسي، إلى نهاية الاستعمار واستقلال الدول. وتذكر الكاتبة بقوانين العبودية السارية في الأميركتين لحين إلغائها مع نهاية القرن الـ،19 بما أثارته من صراعات اجتماعية وكراهية للأجانب في بلدان الاستقبال وما لها من تداعيات عائلية في بلدان الإرسال. كما سلّطت المؤلفة الضوء على إيطاليا «بلد القدّيسين والبحّارة»، وكيف تحولت من بلد إرسال للمهاجرين إلى بلد استقبال لهم. ولم تهمّش باولا كورتي العلاقة الأصيلة بين الهجرة والعمل وأثر الهجرة ودورها في إنعاش الدخل الوطني في بلدان الإرسال، بفضل العملة الصعبة التي كان المهاجرون يرسلونها إلى ذويهم، وما نتج عن ذلك من تحسين لظروف المعيشة والأحوال الاقتصادية. وجاء في الكتاب أن إيطاليا كانت الدولة الأكثر تأثراً بالهجرة «كانت لغاية منتصف خمسينات القرن الماضي، البلد الأوروبي ذا العدد الأكبر من المهاجرين إلى الخارج.. وهكذا، تفرق ما يزيد على 25 مليون إيطالي في شتى أرجاء العالم في الفترة 1876-1976».
يذكر أن مؤلفة الكتاب باولا كورتي تعمل أستاذة التاريخ المعاصر في كلية العلوم التأهيلية بجامعة تورينو. ولها العديد من الدراسات والمؤلفات حول المجتمعات الريفية الإيطالية بين القرنين، الـ19 والـ،20 وحول حركات الهجرة في الوقت المعاصر.