يسدل اليوم الستارة على فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب في دورته الرابعة عشرة، الذي أقيم برعاية ملكية سامية وبمشاركة مجموعة من دور النشر العربية والمحلية على مساحة زهاء خمسة آلاف متر مربع.
واشتكى عدد من دور النشر المشاركة في المعرض الذي اقيم في ملعب كرة القدم بكلية التربية الرياضية في الجامعة الأردنية بعنوان "دورة ربيع الثقافة العربية"، ونظمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى، من ارتفاع تكاليف الأجنحة؛ حيث وصلت إلى 120 دولارا للمتر الواحد، ويعد كما قالوا "أغلى من معرض القاهرة الدولي"، مقابل ضعف القوة الشرائية.
مسؤول دار الساقي للنشر والتوزيع/ لبنان جبران، قال "هذه الدورة تختلف عما سبقها من دورات، فهذه الدورة هي الاسوأ"، منوها إلى انه قد يكون "توقيت المعرض والوضع المالي والوضع العام للبلد أثرت على عملية البيع والشراء في المعرض".
وأشار إلى أن هناك حضورا لافتا في المعرض، لكن لا توجد قوة شرائية في مقابل الحضور، لافتا الى ان بعض دور النشر المشاركة تتحمل جزءا من وزر ارتفاع الاسعار، فهي لا تعطى خصومات للجمهور فهي تريد أن تغطي تكاليف المشاركة في المعرض.
وأضاف جبران: "وصلت قيمة المتر الواحد في هذه الدورة 120 دولارا، إلى جانب تكاليف الشحن، وهو أغلى من أي معرض عربي آخر، لذلك يحاول الناشر أن يغطي هذه التكاليف من خلال رفع الأسعار التي هي مرتفعة جدا في الأصل".
صاحب كشك ابو علي في وسط البلد حسن ابو علي، قال: "اشتريت من دار نشر عربية مشاركة في المعرض رواية الروائي الايطالي أمبرتو إيكو (اسم الوردة)، بـ15 دينارا أردنيا، بينما أبيعُها بـ8 دنانير"، مؤكدا أن بعض الدور تبيع في المعرض روايات بـ7"دنانير بينما هي لديه بـ"5" دنانير.
وفي سياق اخر، قال مسؤول دار العالم العربي للنشر الامارات محمود هديب، ان الاقبال على الجناح جيد، وذلك بسبب نوعية المنشورات لديه، فهو جلب كتب الأطفال مترجمة من اللغة الفرنسية الى اللغة العربية، وهي كتب مدعومة من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ما جعل الإقبال كبيرا عليها رغم أنها تباع بسعر 8 دنانير.
ومن جهة اخرى، قال عماد العظمة وهو صاحب دار توفيق/ سورية، "تنظيم المعرض سيئ؛ حيث ان الناشر الأردني أخذ واجهة المعرض بينما المشاركون العرب في آخره وهذا جعل عملية الإقبال ضعيفة على المشاركين العرب"، مؤكدا ان المبيعات لم تغطّ تكاليف المشاركة رغم حمله الكثير من الكتب المتنوعة.
من جانبه، رأى مدير التوزيع في دار اسامة للنشر/ الاردن، اسامة أبو حلتم، أن المبيعات لهذا العام كانت جيدة، وذلك بسبب نوعية الكتب والعناوين المعروضة؛ فالدار لديها عناوين كثيرة متميزة فمن الطبيعي ان تكون المبيعات مقبولة او جيدة.
واشار ابوحلتم الى سلبيات المعرض التي تكمن في أجرة الأجنحة المرتفعة، بالمقارنة مع المعارض الدولية في سورية ولبنان، مشيرا إلى أنه كان ينتظر زيارات طلاب المدارس للمعرض لكن الإقبال من طرفهم ضعيف. وقال إن سبب ضعف القوة الشرائية يعود إلى التوقيت غير المناسب، مبينا أنه لو أقيم المعرض بالتزامن مع بدء الدوام الجامعي لكانت حركة البيع أكثر. علاء الشناوي مسؤول دار البراء للنشر والتوزيع المشرف على الناشرين المصريين، أكد أن القوة الشرائية للمعرض "ضعيفة جدا قياسا بالتكاليف المشاركة فلم نستطع تغطية تكاليف المشاركة".
وأضاف انه تحدث مع اتحاد الناشرين لتخفيض رسم الأجنحة، إلا أنه لم يستجب أحد لطلبهم، مؤكدا أن معرض عمان الدولي لهذا العام أغلى من معارض القاهرة والشارقة ومسقط.
بيما ارجع صاحب دار دجلة/ الاردن ارتفاع اسعار الكتب إلى عدم وجود "دعم مالي للكتاب من قبل الدولة"، حتى يستطيع الناشر ان يقدم خصما للمواطن.
اما صاحب دار عالم الثقافة هشام خطاب فرأى أن الإقبال كان جيدا بسبب الخصومات التي قدمها للجمهور ووصلت كما قال "50-80 %"، مشيرا إلى ان وزارة التربية والتعليم والمدارس لم تقم بدورها في زيارة المعرض سواء للشراء أو اللاطلاع على مقتنياته. رئيس اتحاد الناشرين الاردنيين في الدورة السابقة وصاحب دار الفكر للنشر والتوزيع محمود جبر رأى أن سبب ارتفاع تكاليف معرض عمان يعود إلى تأخر الاتحاد في البحث عن المكان المناسب هي 3 أشهر، حيث أدركهم الوقت ما دفعهم لاستئجار المكان الذي وصلت تكلفته الى ما يزيد على 60 ألف دينار، يضاف إلى ذلك عملية التركيب وبناء الخيمة.
وبين جبر أنه في الدورة الماضية استمر الاتحاد 7 شهور في البحث عن قاعة مناسبة للمعرض وكانت تكلفته 41 ألف دينار إيجار المعرض بالكامل، مؤكدا أن الاتحاد كان موفقا في الموقع فهو قريب من وسط البلد والقاعة نظيفة والاشراف كان جيدا.
وأشار جبر إلى أن قلة الدعاية والإعلان عن مكان المعرض جعل الكثير من الجمهور يغيب عنه، كما أن توقيت المعرض كان فيه بعض الخطأ إذ كان يفترض ان ينظم في "27-9 الى 7 - 10 حيث يكون موقع افتتاح الجامعات. الغد
