خلطة مورينيو... أعادت الريال لأمجاده القديمة

تاريخ النشر: 08 أبريل 2012 - 01:26 GMT
البوابة
البوابة

ما زالت النتائج التي يحققها ريال مدريد علي الصعيدين المحلي والأوروبي تحقق أصداء واسعة بين جماهير المنافسين وجمهور النادي الملكي نفسه إذ أن ما فعله البرتغالي جوزيه مورينيو مع الفريق هذا الموسم فاق كل التخيلات.

فبعد سيطرة كاملة من برشلونة علي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا خلال المواسم الأخيرة، ظهر الريال هذا الموسم بشكلٍ مختلف وأصبح يؤدي بطريقة أفضل منذ بداية الدوري واستغل عثرات برشلونة ليقبض علي صدارة الليغا قبل النهاية بثمانية أسابيع بفارق 3 نقاط (مؤقتاً)، كما واصل نتائجه الجيدة علي الصعيد الأوروبي واستطاع الوصول لنصف نهائي دوري الأبطال.

ويعود الفضل للتوليفة التي وضعها مورينيو والذي استطاع من خلالها حل خمسة ألغاز سيطرت علي الملكي طوال الموسم الماضي وقبل الماضي، ونجح في وضع خلطة جديدة استعاد بها بريق الفريق، وهو بلا شك في طرق عودته لسابق عهده القديم.

ولعل أبرز ما نجح فيه المدرب البرتغالي للريال كان الآتي:

- السيطرة

لا يستطيع أحد أن ينكر أن شخصية مورينيو تجبر اللاعبين علي احترامه، فهو ليس من النوع الذي يسمح بتدخل اللاعبين في عمله، كما أن لديه قناعة بأن المدرب هو النجم الأول في أي فريق يحقق البطولات ولا أدل على ذلك سوى ما فعله مع إنتر ميلان الإيطالي الذي حقق معه الدوري ودوري أبطال أوروبا بعد غياب دام لأكثر من 60 عاماً.

وقد فرض تواجده في الريال علي اللاعبين احترامه لا سيما وأن سيرة البرتغالي تسبقه، واستطاع مع وجود هذا الكم من النجوم داخل صفوفه السيطرة عليهم وفرض أسلوبه، وبات الريال يلعب بشخصية مورينيو عكس المواسم السابقة التي سيطر فيها النجوم علي أداء الفريق.

- رونالدو

بالرغم من تحقيقه لبطولة الكأس فقط منذ قدومه، إلا أنه استطاع فرض اسمه كواحد من هدافي النادي التاريخيين وبات ضمن أفضل 10 هدافين في تاريخ النادي الملكي علي الرغم من قصر الفترة التي قضاها مع الريال (موسمان ونصف فقط) لكنه استطاع خلالها تحطيم كل الأرقام القياسية وبات أكثر اللاعبين تسجيلاً في الليغا خلال موسم واحد وربما يشهد الموسم الحالي الذي وصل فيه إلي 37 هدف كهداف للدوري حتي الآن زيادة رصيده من الأهداف عن الموسم الماضي.

وبات CR7 يسجل في كل مباراة هدفاً واثنين وثلاثة، وبات معدل تسجيله منذ قدومه للريال هدف في كل مباراة متفوقا علي الأرجنتيني ميسي لاعب برشلونة الاسباني منافسه الأوحد، لكن رونالدو استطاع تحت قيادة مورينيو العمل من أجل الفريق وباتت مصلحة الريال أهم من الألقاب الشخصية.

- بنزيمة

قبل قدوم مورينيو كان اسم الفرنسي كريم بنزيمه مطروحاً وبقوة للرحيل عن صفوف الملكي وكان الأقرب لضمه مانشستر يونايتد، إلا أن "ذا سبيشل ون" وثق في مهاجمه وأعطاه الفرصة فأصبح اليوم ثالث هدافي الريال في الليغا، كما تطور أداء اللاعب بشكلٍ ملموس خلال الموسم الحالي فصار الهداف المفضل للبرتغالي الذي أعاد اكتشاف مهاجم ليون الفرنسي السابق الذي بات يعيش حالياً أفضل فترات حياته منذ انتقاله من الفريق الفرنسي.

- كاكا
لغز كاكا لن يجيب عليه سوى مورينيو نفسه، فاللاعب الذي كان ميلان يرحب بعودته مع بداية الموسم بات الأكثر تأثيراً في الريال إلي جانب مسعود أوزيل ورونالدو، وهو ما لمحه مورينيو نفسه ودعاه إلى الإبقاء علي النجم البرازيلي بالرغم من إصابته التي أبعدته طويلاً، إلا أنه عاد أفضل مما كان والمستوى الذي قدمه اللاعب خلال اللقاءات الأخيرة سواء في الدوري ودوري أبطال أوروبا أعاد للأذهاب كاكا 2007 حين كان لاعباً في ميلان وحصل معه علي دوري أبطال أوروبا وأفضل لاعب في العالم.

وأعاد كاكا اكتشاف نفسه والفضل يعود لمورينيو الذي منحه الفرصة لإثبات نفسه وهي الصفة التي يشتهر بها المدرب البرتغالي، فهو يظل يدعم لاعبيه حتي مع الهزيمة ليعودوا لأفضل مستويات لهم.

- الأداء الجميل

أداء الريال طوال السنوات الخمس الأخيرة لم يكن مقنعاً بأي حال من الأحوال حتي مع قدوم كاكا ورونالدو وبنزيمه وأوزيل ودي ماريا النجوم الخمس الذين تعاقد معهم الريال قبل موسمين، لكن الموسم الحالي استطاع الريال تحت قيادة مورينيو من خطف الأنظار حتى من برشلونة من خلال الأداء الجميل والنتائج المبهرة والكبيرة التي حققها الفريق في الدوري الإسباني، حتي أنه أصبح أقوى خط هجوم في الليغا متفوقاً علي غريمه الذي تسيد الموقف خلال الأعوام الأخيرة بالانتصارات الكبيرة التي كان يحققها.

وقد ساعد تعثر برشلونة الريال على الظهور تحت قيادة مورينيو بشكلٍ مختلف، وبات الملكي على بعد 8 مراحل من اقتناص لقب الليغا الذي سيطر عليه غريمه التقليدي مؤخراً.