الترحيب الرسمي والشعبي الواسع الذي لقيته زيارة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد للقاهرة من كافة الأطياف المصرية، يعكس الدفء الذي يسود العلاقات بين البلدين الشقيقين منذ قيام ثورة 25 يناير، حيث وقفت قطر إلى جانب الشعب المصري مؤيدة مطالبه العادلة وحقه في التغيير.
لقد قرنت قطر دعمها السياسي والمعنوي لثورة الشعب المصري بفعل ملموس على الأرض من خلال اتخاذ سلسلة من الإجراءات والقرارات تهدف إلى دعم الاقتصاد المصري في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد بما يعزز مناخ الأمن والاستقرار في مصر.
زيارة سمو ولي العهد كانت حافلة في جدول أعمالها خاصة في الجانب الاقتصادي، حيث احتل موضوع زيادة الاستثمارات القطرية في مصر والارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الأولوية في الموضوعات التي تناولتها محادثات سموه مع كبار المسؤولين في مصر خاصة بعد أن أعلنت قطر مؤخرا أنها ستضخ نحو 10 مليارات دولار كاستثمارات قطرية في مصر خلال المرحلة المقبلة.
الإنجاز الأهم خلال زيارة سمو ولي العهد تمثل بالإعلان عن الاتفاق على دعم الموازنة المصرية إضافة إلى اعتماد وديعة في البنك المركزي المصري وشراء أسهم حكومية وهو ما من شأنه أن يعزز الثقة سريعا في الاقتصاد المصري وقدرته على النمو وتجاوزه حالة الركود ما سيشجع بالضرورة المستثمرين العرب والأجانب على الاستثمار في السوق المصري.
الاستثمارات القطرية في مصر تبلغ حوالي 430 مليون دولار في قطاعات الصناعة والاتصالات والزراعة والسياحة والإسكان وتحتل الاستثمارات القطرية في مصر الآن المرتبة العشرين من إجمالي استثمارات 127 دولة وهو رقم دون طموح البلدين اللذين يسعيان إلى نسج علاقات متميزة بينهما ومن المؤكد أن التطور الكبير الذي تشهده العلاقات بين البلدين سينعكس إيجابا على اقتصاد البلدين من خلال زيادة وتيرة الاستثمارات القطرية في مصر الأمر الذي سيعود بالفائدة على شعبي البلدين الشقيقين.
زيارة سمو ولي العهد إلى القاهرة ولقاؤه خلال الزيارة مع وفد من شباب ثورة 25 يناير بناء على طلبهم لتقديم الشكر لدولة قطر على مساندتها ووقوفها إلى جانب ثورة الشعب المصري يؤكد أن قطر ومصر قد أسستا لأسس علاقات جديدة ومتينة هدفها خدمة الإنسان في البلدين الشقيقين والوقوف صفا واحدا إلى جانب قضايا الأمة العربية العادلة في المحافل الدولية والإقليمية فقطر تدرك أهمية دور مصر المؤثر في المنطقة وهي من خلال دعمها غير المحدود لخيارات الشعب المصري ووقوفها إلى جانبه بالقول والفعل تريد لمصر أن تستعيد عافيتها بسرعة لتعود لاعبًا مهمًا ومؤثرًا في الساحة الإقليمية والدولية.