الصحف الإسبانية: إيطاليا ترضخ لإسبانيا بطابع كتالوني

تاريخ النشر: 02 يوليو 2012 - 11:13 GMT
البوابة
البوابة

كتب المنتخب الإسباني الفصل الأخير في صفحة كأس يورو 2012، حافراً اسمه في سجلات التاريخ بالذهب بعد أن اكتسح لا روخا المنتخب الإيطالي برباعية نظيفة في الملعب الأولمبي بالعاصمة الأوكرانية كييف، ليُتوج بثالث لقب لبطولة كبرى على التوالي بعد لقبي يورو 2008 و كأس العالم 2010.

هذا الإنجاز التاريخي و الذي لم يسبق لأي منتخب في عالم كرة القدم تحقيقه لاقى أصداء مدوية وتفاوتت أساليب التغني والمديح من طرف الإعلام الإسباني، أما الإعلام الإيطالي فبعضه رفع الشارات السوداء حداداً على الحلم الذي بات سراباً والبعض الآخر فضل إما انتقاد الهزيمة الثقيلة أو دعم الأتزوري بعد مشوار صعب في شرق أوروبا، ونستعرض معكم عناوين الصحافة في إيطاليا وإسبانيا بعد المباراة.

التشكيل الأفضل في التاريخ .. صُنِع في برشلونة!

نبدأ التجول مع الصحافة الإسبانية التي احتفت بـ "أبطال الثلاثية التاريخية"، ذلك الوصف الذي استخدمته صحيفة "آس" كأكبر عناوين صفحتها الأولى متغنية بالإنجاز غير المسبوق لمنتخب لا روخا و المتمثل في انتصار منتخب بثلاث بطولات كبرى متتالية، كما وصفت نجوم هذا الإنجاز من لاعبين بالأساطير والمثل العليا للأجيال القادمة في عالم كرة القدم.

وقد تغنت الصحيفة الصادرة من العاصمة الإسبانية مدريد بالرباعية النظيفة التي أحرزها منتخب المدرب فيسينتي دل بوسكي في مرمى المنتخب الإيطالي، مشيدة بصلابة ووحدة اللاعبين ونضوج العديد من عناصرهم، إضافة للدور القيادي لإيكر كاسياس وتشافي هيرنانديز دون إهمال دور المدرب دل بوسكي.

ننتقل إلى صحيفة أخرى في مدريد وهي "ماركا" التي عنونت صفحتها الأولى بـ "شكرًا، شكرًا، شكرًا!" في إشارة واضحة لإنجاز الثلاثية التاريخية الذي تحقق أمس عبر ما وصفته بتفوق تام على المنتخب الإيطالي، سحق لنجوم الأدزوري ووضع للأمور في نصابها مبكراً.

أما في المعسكر الكتالوني، فلم يشهد عنوان صحيفة "إل موندو ديبورتيفو" سوى تطابقاً لعنوان صحيفة آس، إلا أنها أضافت أن هذا الإنجاز التاريخي للمنتخب الإسباني كان بصناعة كتالونية بحتة مستشهدة بأسلوب لعب لا روخا، ما قاد لوصف آخر للصحيفة تمثل في "صُنِع في برشلونة".

شقيقتها "سبورت" اختارت السير في اتجاه آخر، فكتبت "ملوك الكرة، ملوك أوروبا"، "المنتخب الإسباني ضرب موعداً مع التاريخ ولم يتخلف عنه، ولم تكن هناك تلك الآلام الهائلة المتوقعة، ففاز دل بوسكي بالبطولة الكبرى الثانية له على التوالي (بعد كأس العالم 2010)".

وأردفت قائلة: "كان ذلك في تمام الساعة العاشرة وسبع وثلاثين دقيقة من مساء 1 يوليو 2012، حين أطلق الحكم البرتغالي بيدرو بروينسا صافرة النهاية معلناً 'استشهاد' المنتخب الإيطالي أمام منتخب وجه تحذيراً شديد اللهجة لكل من تسول له نفسه محاولة نيل لقب كأس العالم في البرازيل بعد عامين".

فيما كان لـ "كادينا سير" عنوان خاص للغاية عكس مدى تباهي الإعلام الإسباني بإنجاز منتخب بلادها لكرة القدم.

الإذاعة الإسبانية الشهيرة كتبت "التشكيل الأفضل في التاريخ!" موضحة أن إنجاز الثلاثية التاريخية واكتساح المنتخب الإيطالي في النهائي أثبت أن "هذه المجموعة من اللاعبين والمدربين أظهروا مجدداً عدم وجود أي سقف لطموحاتهم، أي حدود لرغباتهم أو أي ترياق لأسلوب لعبهم".

دموع الندم، نهاية حلم .. إيطاليا تنحني، لكن لا تقلقي!

"دموع الندم" .. ذلك كان أبرز عنوان لفت الأنظار في جولتنا مع الصحافة الإيطالية، ذلك العنوان الذي تصدر الصفحة الرئيسية لصحيفة "لا غازيتَّا ديلُّو سبورت" في أعقاب رباعية "جيش كرة القدم غير المهزوم" في مرمى جيانلويجي بوفون، معتبرة أن الحلم خفت وانتهى في وقت لم يكن يُتوقع حدوثه بهذه الطريقة وأن الأسطورة الخرافية لإنجاز الأتزوري باتت كابوساً أزرق.

ورغم اعتراف الصحيفة الوردية الأشهر في إيطاليا على المستوى الرياضي والصادرة من مدينة ميلانو بأن الفريق الأفضل هو من انتصر، إلا أنها أصرت على أن إيطاليا هي من أهدرت المباراة بتصميم المدرب تشيزاري برانديلِّي على عدم العودة لخطة 3-5-2 التي أبهر بها الأدزوري العالم في دور المجموعات أمام إسبانيا في مباراة انتهت بالتعادل الإيجابي.

كما ألمحت إلى تعليق أسباب الهزيمة على شماعة الأزمة البدنية للَّاعبين في ظل خروج جيورجيو كييلِّيني مبكراً بداعي الإصابة ومعاناة تياغو موتا من الإصابة رغم دخوله بديلاً بعد تعافيه من إصابة سابقة.

و رغم ذلك، لم تبخس لا غازيتا حق برانديلي فيما صنعه من إنجاز في فترة قصيرة للغاية بعد كارثة كأس العالم 2010 المدوية ورغم فضيحة المراهنات التي عصفت بمعسكر الأتزوري نهاية شهر مايو.

وكتبت صحيفة "إل كورييري ديلو سبورت" من جانبها: "إيطاليا، نهاية حلم" كعنوان لها، مشيدة في البداية بإنجاز الثلاثية الأسطورة لأبناء شبه الجزيرة الأيبيرية لكن داعمة للمنتخب الإيطالي الذي اعتبرت أنه حقق نجاحاً ساحقاً وكتب اسمه في التاريخ بالوصول للمباراة النهائية، وذلك رغم ما وصفته بـ "هزيمة نكراء مُحِي فيها الوجود الإيطالي دقيقة تلو الأخرى وانتهت فيها المعجزة بطريقة وحشية، بلا رحمة أو تسامح".

كما انضمت صحيفة "توتو سبورت" الصادرة من تورينو لزميلتها الصادرة من العاصمة الإيطالية روما بعنوانها "إيطاليا ماتاتا"، والمشتق من مقولة "هاكونا ماتاتا" الشهيرة والتي تعني لا داعي للقلق.

حيث قدمت توتو سبورت التهنئة للاعبي الأتزوري الذين "قدموا عرضاً مهيباً في أوكرانيا وبولندا وسلكوا طريقاً شاقاً للغاية بمواجهة الإسبان مرتين، كرواتيا، إنجلترا وألمانيا ليثبت برانديلي وجنوده الذين خارت قواهم في نهاية المشوار أن المستقبل سيكون لهم رغم السقوط في المباراة النهائية".

لكن، وفي المقابل، فضلت صحيفة "إل كورييري ديلا سيرا" أن تنهال بالنقد اللاذع للمنتخب الإيطالي والمدرب في أعقاب العرض الهزيل معنونة صفحتها الرئيسية بـ "أمام تاريخ إسبانيا، إيطاليا تنحني!"، قبل أن تستفيض قائلة "إيطاليا تستسلم سريعاً وتخسر برباعية. أمام أسطورة لا روخا، الأتزوري لاقى الإذلال ولم يدخل أبداً أجواء المباراة. ما حدث يُنقذ فقط بالوتيلي من النقد، ويورط برانديلي في دائرة اللوم بسبب التغييرات".

كما أضافت: "لكن لا يوجد أسهل من القول أننا كنَّا شاهدين على حدث أسطوري. الأمر يبقى مؤلماً لكن من المريح القول أن إيطاليا استسلمت أمام إسبانيا التي أعادت كتابة تاريخ كرة القدم. لقد كنَّا نشعر بالعار من رحلة جنوب إفريقيا، لكن في رحلة بولندا و أوكرانيا ارتقينا للنهائي وعانينا من الإرهاق وقلة الراحة مقارنة بالإسبان".

أما صحيفة "إل سيكولو" الصادرة من مدينة جنوى، فلم تُطِل في حديثها ولكنها عرفت كيف تبرز كامل استيائها من أحداث المباراة النهائية، حيث كتبت "إسبانيا، ملكة أوروبا .. لا روخا في التاريخ بالثلاثية التي تحققت برباعية أنهت الحلم الإيطالي. الإحباط و الدموع في كل مكان و برانديلي يقول: هم حصلوا على راحة أكبر. المدرب لن يترك المنتخب رغم أن إيطاليا لعبت 30 دقيقة بعشرة لاعبين، ليس بسبب الطرد، بل بسبب إصابة (البديل) تياجو موتَّا العضلية في الشوط الثاني".