كانت البرتغال آخر المنتخبات المتأهلة لبطولة أوروبا 2012، ورغم وقوعها في ما يطلق عليها مجموعة الموت إلى جانب ألمانيا وهولندا والدنمارك فإنه لا يمكن الاستهانة بقدراتها، إذ أنها ستسعى للوصول لدور الثمانية على الأقل.
ولا تصدق البرتغال العاشقة لكرة القدم كيف أخفقت في الفوز بأول لقب كبير عندما خسرت على أرضها أمام اليونان في نهائي بطولة أوروبا 2004.
ومرت ثمانية أعوام لكن يبقى الألم حاضراً.
ورغم ذلك تشعر البرتغال التي تأهلت لبطولة كبيرة للمرة السابعة على التوالي بالثقة وتحاول استغلال امتلاكها تشكيلة قوية في وسط الملعب وموهبة أغلى لاعب في العالم.
ويمر كريستيانو رونالدو (27 عاماً) بأحد أفضل فترات حياته ولم يخف طموحه الكبير.
وقال رونالدو عبر صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي بجوار صورة لقميص منتخب البرتغال: "هذا هو المنتخب الذي سندافع عن فرصه في بطولة أوروبا تحت هدف واحد هو التتويج".
وربما يكون رونالدو متأثراً بعروضه الرائعة مع ريال مدريد بطل إسبانيا، لكن باولو بينتو مدرب البرتغال بدا أكثر واقعية حين قال للصحفيين: "نريد التقدم لأبعد مدى ممكن، وهدفنا الأساسي هو الوصول لربع النهائي، وهذا ما نحاول تحقيقه في الوقت الحالي".
وامتازت البرتغال تحت قيادة بينتو بالقوة الهجومية والصلابة الدفاعية وهو ما كان الفريق يفتقده بشكل كبير قبل ذلك، وبدا أن المنتخب سيفشل في التأهل لبطولة أوروبا بعد التعادل مع قبرص 4-4 والخسارة أمام النرويج 0-1 في أول جولتين ليتراجع المنتخب إلى المركز قبل الأخير في المجموعة الثامنة، لكن المدرب كارلوس كيروش استبعد من منصبه وتم تعيين مدرب مؤقت.
وبعد تولي بينتو المسؤولية في سبتمبر 2010 حقق الفريق خمسة انتصارات متتالية، وحتى عندما خسر أمام الدنمارك واضطر لخوض الملحق الأوروبي حافظ الفريق على هدوئه وفاز على البوسنة 6-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
واحتلت البرتغال المركز الثاني في بطولة أوروبا 2004 وبلغت قبل النهائي في بطولة أوروبا 2000 ودور الثمانية في البطولة الماضية عام 2008، وبعد عامين انتهى مشوار البرتغال في كأس العالم عند دور الستة عشر على يد إسبانيا التي توجت باللقب بعد ذلك.
وستضمن البرتغال تشكيل خطورة عبر الجناحين لوجود رونالدو وناني نجم مانشستر يونايتد، بينما يضم خط الوسط أكثر من لاعب مميز مثل جواو موتينيو لاعب بورتو وراؤول ميريليش لاعب تشلسي وحتى بيبي مدافع ريال مدريد يستطيع اللعب في الوسط.
وفي خط الدفاع يشكل برونو ألفيس مدافع زينيت سانت بيترسبيرغ الروسي وبيبي ثنائياً قوياً يجمع بين القوة والخبرة رغم أن الموقف لم يتضح في ظل خلاف المدرب مع الثنائي الدفاعي صاحب الخبرة ريكاردو كارفاليو وجوزيه بوسينغوا.
وأعلن كارفاليو مدافع ريال اعتزاله اللعب الدولي العام الماضي قائلاً أنه لم يتلق الاحترام الكافي من بينتو، بينما يرى بوسينغوا أنه لن ينضم لمنتخب بلاده تحت قيادة بينتو.
وشعر الجميع بتأثير غياب هذا الثنائي لكن ربما تكون قوة الهجوم غطت على الثغرات الدفاعية.
ويتطلع ثنائي الهجوم هوغو آلميدا وهيلدر بوستيغا إلى الرد على منتقدين يقولون أن المنتخب يعاني في الخط الأمامي منذ سنوات طويلة بعد اعتزال المخضرم يوزيبيو في ستينيات القرن الماضي وأن غياب الأهداف سيضعف آمال الفريق.