أعلنت الشرطة الهولندية أمس عن تفكيك "شبكة إجرامية" يشتبه بتلاعبها بنتائج 380 مباراة في كرة القدم، بينها مباريات في دوري أبطال أوروبا، وتصفيات المونديال، بحسب ما أعلنت وكالة "يوروبول" أمس الاثنين.
وقال رئيس الوكالة روب فاينرايت: "من الواضح أنه اكبر تحقيق في التلاعب بنتائج المباريات، وأن 425 حكما ولاعباً ورسمياً متهمون بالتورط في التلاعب".
ويوروبول هي وكالة تطبيق القانون الأوروبية وظيفتها حفظ الأمن في أوروبا عن طريق تقديم الدعم للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مجالات مكافحة الجرائم الدولية الكبيرة والإرهاب.
وتمتلك الوكالة أكثر من 700 موظف في مقرها الرئيسي في مدينة لاهاي الهولندية، وهي تعمل بشكلٍ وثيق مع أجهزة أمن دول الاتحاد الأوروبي وأخرى من خارج الاتحاد.
والهدف من التلاعب بنتائج المباريات بدءاً من العام 2008 هو كسب مبالغ مالية كبيرة من الرهانات الرياضية، وتأتي مجموعة إجرامية تتخذ من سنغافورة مقراً لها على رأس هذه العمليات.
واضاف فاينرايت في مؤتمر صحافي عقده أمس: "انه عمل مجموعة اجرامية معقدة ومنظمة تقيم في آسيا وتعمل بالتناوب في أوروبا. سأنقل إلى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني نتائج التحقيق الذي يتوجب على اللعبة أن تأخذ فكرة واضحة عنه".
وحققت الشبكة الإجرامية أرباحاً فاقت 8 ملايين يورو من التلاعب بنتائج المباريات في مراهنات بقيمة 16 مليون يورو.
وكانت الشرطة الدولية لمكافحة الجريمة "إنتربول" قد حذرت في ديسمبر الفائت عالم كرة القدم من أن الفساد بداخله يساعد على تمويل نشاطات إجرامية أخرى مثل الدعارة وتهريب المخدرات.
وتم في مرحلة أولى تحديد 380 مباراة مغشوشة النتائج خصوصاً في أوروبا تورط فيها 425 شخصاً بين حكام ومسؤولي أندية ولاعبين خصوصاً، حسب ما صرح رئيس جهاز التحقيق في شرطة بوخوم الألمانية فيردهيلم الثانز.
وأوضحت يوروبول خلال المؤتمر الصحفي أن معظم المباريات التي تم التلاعب بنتائجها كانت في البطولات التركية المختلفة، وبعضها كان في دول أخرى من العالم.
وأبرزت الوكالة صوراً من مباراة بين منتخبي الأرجنتين وبوليفيا للشباب (تحت 20 عاماً)، أجريت عام 2010 حين منح حكم مجري ركلة جزاء للأرجنتين مثيرة للجدل.
وأوضح فاينرايت ان هناك مباراتين في دوري أبطال أوروبا أجريت احداهما في إنجلترا هما موضع شك، دون أن يحدد هاتين المباراتين، إلا أن بعض الصحف الأوروبية تناقلت أنباء عن أن المباراة التي أقيمت في إنجلترا جمعت بين ليفربول وديبريتشني (1-0) عام 2009.
وفتح التحقيق من قبل السلطات الألمانية والفنلندية والمجرية والنمساوية والسلوفينية بالتعاون مع يوروبول ودعمته 8 دول أوروبية أخرى، وأدين 14 شخصاً من أصل 39 وينتظر أن يمثل أمام المحاكم نحو 100 آخرين.
300 مباراة أخرى
وكشف التحقيق الأول الذي أغلق أن نحو 300 مباراة أخرى قد يكون تم التلاعب بنتائجها في العالم، ويتم التحقيق فيها الآن.
وحذر الثانز من نتائج مثل هذه الظاهرة: خسائر لشركات المراهنات الرياضية والنيل من صدقية الاندية واللاعبين، مؤكداً أن مبالغ تصل إلى 100 ألف يورو للمباراة الواحدة تم دفعها نقدا».
من جانبه، حذر المدير السابق للأنتربول الذي أصبح مسؤول الأمن في الفيفا رالف موتشكه في 16 يناير الماضي من أن أي منطقة في العالم ليست بمنأى عن المباريات المغشوشة.
واتضحت الطبيعة الدولية للمشكلة من خلال القضية التي تورط فيها رجل الأعمال السنغافوري ويلسون راج بيرومال، وذكر اسمه في العديد من قضايا فساد من الدرجة الأولى خاصة في جنوب إفريقيا وزيمبابوي عندما أدين في فنلندا عام 2011 بتهمة شراء اللاعبين في الدوري.
وفي إيطاليا عام 2011 أيضا، أدت فضيحة التلاعب بالنتائج "كالتشيوسكوميسي" لتوقيف العديد من اللاعبين المحترفين، وارتفعت العقوبات لتطال 4 أندية من الدرجة الأولى وأدت لإيقاف مدرب يوفنتوس بطل الدوري ومتصدر الترتيب الحالي أنتونيو كونتي لمدة 10 أشهر تم مؤخراً تخفيضها إلى 4 أشهر.