يقف ريال مدريد أمام مهمة شبه مستحيلة... ولكن من وجهة النظر الكروية وبالنظر لسجلات التاريخ، يواجه الملكي الإسباني مهمة صعبة عندما يستضيف بوروسيا دورتموند الألماني مساء اليوم الثلاثاء في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وكان دورتموند قد وضع قدماً في النهائي ودفع بالريال نحو بوابة الخروج من البطولة الأوروبية عندما تغلب عليه بنتيجة 4-1 ذهاباً في دورتموند الأربعاء الماضي لتصبح مهمة الملكي في انتزاع بطاقة التأهل شبه مستحيلة من وجهة نظر الكثيرين.
لكن الريال ومديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو لم يبديا أي روح إنهزامية، وإنما أكد الفريق ومدربه المخضرم التمسك بالأمل، ورغم إعلان "ذا سبيشل ون" عن تحمله المسؤولية بحال الخروج، أبدى البرتغالي ثقة كبيرة في إمكانية التعويض وانتزاع بطاقة التأهل للمباراة النهائية المقررة على ملعب ويمبلي في 25 مايو المقبل.
وكانت الهزيمة في مباراة الذهاب بمثابة ضربة موجعة لريال مدريد ومدربه وجماهيره، لكنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الفريق الملكي لمثل هذه الهزيمة، إذ سبق له الخسارة بالنتيجة نفسها في البطولة ونجح حينذاك في قلب الموازين وتحويل الهزيمة إلى فوزٍ والتأهل.
ففي موسم 1975-1976 خسر الريال أمام ديربي كاونتي في إنجلترا 1-4 في ذهاب دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا، لكنه حقق الفوز إياباً على ملعبه 5-1 ليصعد إلى ربع النهائي وبنتيجة إجمالية 6-5.
وفي بطولة الموسم الحالي، يحلم ريال مدريد بتكرار المعجزة ويعول بشكلٍ أساسي في ذلك على الدعم الجماهيري في ملعب سانتياغو بيرنابيو الذي وصفه بيرند شوستر النجم السابق لريال مدريد وبرشلونة بأنه "ملعب ذو سحر خاص".
كذلك اكتسب الريال المزيد من مشاعر الثقة والأمل بعودة نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف دوري الأبطال برصيد 12 هدفاً بعد تعافيه من الإصابة العضلية التي تعرض لها خلال مباراة الذهاب أمام دورتموند.
وغاب CR7 عن صفوف الفريق في المباراة التي فاز فيها على جاره أتلتيكو مدريد 2-1 أمس الأول السبت ضمن الدوري المحلي كما غاب عن مران الفريق أول أمس الأحد ليسيطر القلق على جماهير النادي الملكي.
لكن مورينيو طمأنهم أمس بالإعلان عن جاهزية النجم البرتغالي لقيادة هجوم الفريق في مباراة الليلة.
ويتوقع أن ينصب تركيز الريال، الفائز باللقب الأوروبي تسع مرات والذي أخفق في تجاوز الدور نصف النهائي في الموسمين الماضيين بشكل كامل على تفادي اهتزاز شباكه والتقدم بأسرع شكل ممكن إذ أنه يحتاج للفوز بثلاثة أهداف نظيفة حتى ينتزع بطاقة التأهل، لكن مهمته ستصبح أكثر صعوبة بشكلٍ كبير في حال اهتزاز شباكه.
ويحلم مورينيو بتحقيق الهدف الصعب لإيقاظ غريمه يورغن كلوب المدير الفني لدورتموند من أحلامه، حيث بات الفريق الألماني على بعد خطوة واحدة من التأهل للنهائي للمرة الأولى منذ تتويجه باللقب عام 1997.
ولكن الدعامة الأساسية التي ربما يبني دورتموند ثقته عليها، هي تفوقه على الريال خلال مرحلة المجموعات بالبطولة وكذلك حقيقة أنه الفريق الوحيد الذي لا يزال سجله خالياً من الهزائم في دوري الأبطال هذا الموسم.
كذلك يمتلك دورتموند حافزاً قوياً للحفاظ على تقدمه، حيث يأمل في الوصول للنهائي مع غريمه التقليدي بايرن ميونخ الذي فاز على برشلونة 4-0 ذهاباً، لتكون المرة الأولى في تاريخ البطولة الأوروبية التي يشهد فيها النهائي مواجهة ألمانية خالصة.
ولم يفت مورينيو طمأنة لاعبيه قبل مواجهة اليوم، إذ أعلن عن تحمله المسؤولية كاملة في حالة إخفاق الفريق بحسم التأهل، مؤكداً أن النجاح في كرة القدم يكتب باسم الفريق ككل في حين أن مسؤولية الفشل تنصب على كاهل المدرب.
وجاءت هذه التصريحات بعدما أطلق لاعبو الريال حملة على موقع النادي على الإنترنت، طلبوا من خلالها دعم الجماهير وأكدوا ثقتهم بأجواء سانتياغو بيرنابيو والجماهير وقدرتها على رفع المعنويات لتحقيق المستحيل.
أما لاعبو دورتموند ومديره الفني كلوب، فامتزجت مشاعرهم بالثقة والحذر في الوقت ذاته، وأكد أكثر من لاعب صعوبة اهتزاز شباك الفريق بثلاثية أمام الريال وفقدان بطاقة التأهل، مع التأكيد في الوقت نفسه على ضرورة التركيز وعدم السماح للخصم بصناعة الفرص قدر الإمكان.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء الاثنين تمهيداً للمباراة، أكد مورينيو جاهزية رونالدو للمشاركة وكشف أنه يمتلك تشكيلة كاملة للاختيار منها باستثناء المدافعين المصابين ألفارو أربيلوا ومارسيلو.
وعلى الجانب الآخر، يرجح أن يدفع كلوب بنفس التشكيل الذي شارك خلال مباراة الذهاب وسيعول في الجانب الهجومي على النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي سجل رباعية (سوبر هاتريك) في لقاء الذهاب، وكذلك ماريو غوتزه الذي أعلن عن انتقاله إلى بايرن الموسم المقبل في صفقة وصلت قيمتها إلى 37 مليون يورو.
بينما تحوم الشكوك فقط حول مشاركة المدافع البولندي لوكاس بيجتشيك الذي غاب عن تمرينات دورتموند مساء أمس بسبب مشكلة في عضلات الفخذ اليمنى، وهو ما سيدفع كلوب للانتظار حتى الساعات الأخيرة قبل المباراة لحسم مشاركته من عدمها، وفي حالة غيابه يرجح أن يدفع المدرب بكيفن غروسكرويتز مكانه.