قول الصدق يحسن الصحة

تاريخ النشر: 27 سبتمبر 2012 - 06:20 GMT
صورة التعبيرية
صورة التعبيرية

"علم الحقيقة" كان اسم التجربة، التي قام بها علماء أمريكان من جامعة نوتردام. وكان الهدف من التجربة التي اجريت تحت اشراف أنيتا كيلي الدراسة العلمية لتأثير الأكاذيب والحقيقة على الصحة.

وتضمنت التجربة 110 مشارك كانوا يمارسون "علم الحقيقة" لحوالي شهرين. تم تقسيم المتطوعين إلى مجموعتين. المجموعة الأولى حرمت بشكل مطلق من الكذب، والمجموعة الثانية سمح لها بالتصرف كالمعتاد - أي التصرف بشكل فردي. واجتمع المشاركون مرة كل إسبوع في المختبر، حيث سجلوا أدائهم. المشاركون من المجموعة الثانية خضعوا لقياس أضافي لمستوى أكاذيبهم، بإستعمال كاشف الكذب.

وبينت النتائج بشكل واضح بأن أولئك الذين قالوا الحقيقة، تمتعوا بالصحة بشكل اكثر من أولئك الذين لجأوا إلى الأكاذيب. المشاركون في المجموعة الثانية قُسموا إلى فئات: بعضهم كان يكذب بشكل مسرف، والآخرون، الذي شعروا بالقلق من التجربة، حاولوا تحديد انفسهم في أكاذيبهم الخاصة. وحصل المشاركون الصادقون على جائزة من اجسامهم على شكل تحسن في مستوى الصحة. المشاركون من المجموعة الأولى (أولئك الذين حرموا بصرامة من الكذب وفقا للشروط التجريبية) اظهروا أداءا رائعا لدرجة أكبر. وتوقفوا عن الشكوى من الصداع، وهدئت أعصابهم، واختفت نبرة التوتر في اصواتهم.

حقيقة بأن الجسم يتفاعل مع العبارات التي ننطق، هو امر لطالما تحدث عنه خبراء الطب البديل. فهم يعتقدون بأن الكلمات الخفية لا تختفي – بل تذهب عميقا اللاشعورنا في مكان ما حيث تتراكم وغالبا ما تخرج على شكل مرض نفساني أو جسماني. وهذا يعني، بأن الشخص الذي يحبس الحقيقة في جوفه من المحتمل بأن حنجرته ستتأذى اكثر من الاشخاص الآخرين. وهذه النظرية يمكن أن تعالج بالشكوكية، لكن تجربة الباحثين الأمريكيين يبدو أنها أكدت وجهة النظر غير التقليدية.

بالطبع، يبقى السؤال هل من الملائم دائما قول الحق. ولكن حتى رفض إغراءات بعض الكذبات الصغيرة – مثلا حول سبب التأخر عن العمل، وأخطاء العمل، والإنجازات – يمكن أن يحسن مزاجنا بشكل ملحوظ، وفقال للباحثين من جامعة نوتردام. بالاضافة الى ذلك، غياب الأكاذيب حول الامور التافهة جعل المشاركين اكثر تكيفا مع المجتمع: حيث بدأوا بإقامة إتصالات أسهل وإستطاعوا بناء علاقات مخلصة. كل المتطوعين وافقوا بأنهم لم يدركوا من قبل كم من الرائع أن لا يكذبوا في حياتهم وكم أثر ذلك ايجابيا على نفسيتهم واجسامهم.