تبدأ عادة عمليات دفع المال حين يتوقف نمو شركة ما، وتبحث بالتالي عن شيء آخر لإرضاء المساهمين، وكما اكتشفت "مايكروسوفت" حين أصبحت جدية بشأن الانضباط المالي قبل نحو عقد من الزمن، فإن مكافأة المساهمين بالمال لا تساعد كثيرا إذا كانت "وول ستريت" تعتقد أن أيام النمو قد ولّت. لا شك أن هذه ليست مشكلة بالنسبة إلى "أبل"، فالمبيعات التي بلغت قيمتها 43 مليار دولار في الربع الأخير، تمثل نمواً أسرع بكثير من "فيسبوك"، التي حققت إيرادات تبلغ مليار دولار فقط، وكان نبع المال نتيجة فرعية لطفرة النمو المذهلة هذه، لكن هل يمكن أن تستمر؟ في المدى القريب، بدأت "أبل" تبدو مثل شركة لأجهزة الهواتف، إذ يأتي أكثر من نصف مبيعاتها الآن من جهاز آي فون. وحقيقة اعتمادها الكبير على عمل يعتبر من الناحية التاريخية متقلباً، مع دورات إنتاج قصيرة وتغيرات متكررة في قيادة الصناعة، يزيد صورة المخاطر ويثير تساؤلات بشأن مدى المساحة الخالية المتبقية في السوق.
الكيفية التي ترى فيها موقع "أبل" في مجال أجهزة الهواتف تعتمد على طرف المنظار الذي تنظر من خلاله. فالمتفائلون ينظرون إلى حصتها في سوق الأجهزة العالمية البالغة 8 في المائة ويرون فرصة هائلة. وحتى حصتها البالغة 24 في المائة من مبيعات الهواتف الذكية تترك مجالاً كبيراً للنمو. في مايلي مزيد من التفاصيل:
لا يحدث كثيراً أن يتم استبعاد 100 مليار دولار باعتبارها قضية جانبية، لكن من الجانب الآخر لا يحدث كثيراً أن تجد شركة ما نفسها في موقف مثل شركة أبل. يتراكم المال شيئا فشيئاً – وبناء على الاتجاهات الأخيرة سيكون قد بلغ منذ الآن 100 مليار دولار – ما يجعل من الصعب تجاهله. وحقيقة أن شركة أبل ستستخدمه قريباً للبدء بدفع أرباح الأسهم هو أحد العوامل التي عززت الانتعاش الأخير في أسهمها.
في الأسبوع الماضي بلغت قيمة الشركة في سوق الأسهم 500 مليار دولار. وعلى الرغم من أن الأسهم لا تزال رخيصة بصورة مثيرة للضحك بالنسبة لشركة نمت أكثر من 70 في المائة في الربع الأخير، إلا أن مثل هذه الأرقام الكبيرة تسبب الدوار. وتبحث وول ستريت عن أسباب جديده – مثل أرباح الأسهم – لإقناع نفسها بأن هناك أسبابا جديدة للاستمرار في الشراء. لكن على العكس من ذلك، لطالما كان البدء بتوزيع الأرباح يعتبر إشارة بيع في التكنولوجيا. تبدأ عادة عمليات دفع المال حين يتوقف نمو شركة ما وتبحث بالتالي عن شيء آخر لإرضاء المساهمين. وكما اكتشفت مايكروسوفت حين أصبحت جدية بشأن الانضباط المالي قبل نحو عقد من الزمن، فإن مكافأة المساهمين بالمال لا تساعد كثيرا إذا كانت وول ستريت تعتقد أن أيام النمو قد ولت. ولا شك أن هذه ليست مشكلة بالنسبة إلى أبل. فالمبيعات التي بلغت قيمتها 43 مليار دولار في الربع الأخير تمثل نمواً أسرع بكثير من فيسبوك، التي حققت إيرادات تبلغ مليار دولار فقط. وكان نبع المال نتيجة فرعية لطفرة النمو المذهلة هذه، لكن هل يمكن أن تستمر؟ في المدى القريب، بدأت أبل تبدو مثل شركة لأجهزة الهواتف، إذ يأتي أكثر من نصف مبيعاتها الآن من جهاز آي فون. وحقيقة اعتمادها الكبير على عمل يعتبر من الناحية التاريخية متقلباً، مع دورات إنتاج قصيرة وتغيرات متكررة في قيادة الصناعة، يزيد صورة المخاطر ويثير تساؤلات بشأن مدى المساحة الخالية المتبقية في السوق.
والكيفية التي ترى فيها موقع أبل في مجال أجهزة الهواتف يعتمد على طرف المنظار الذي تنظر من خلاله. فالمتفائلون ينظرون إلى حصتها في سوق الأجهزة العالمية البالغة 8 في المائة ويرون فرصة هائلة. وحتى حصتها البالغة 24 في المائة من مبيعات الهواتف الذكية تترك مجالاً كبيراً للنمو. لكن إذا نظرت من الطرف الآخر من المنظار، يبدو وجود أبل على الساحة أكبر. مع ازدهار مبيعات أجهزة آي فون، حصلت على 80 في المائة من الأرباح في قطاع الهواتف الجوالة في الربع الأخير من العام الماضي، وفقا لمايكل ووكلي، المحلل في كانكورد جينيوتي. لا يوجد سبب يدعو إلى عدم نمو إجمالي الأرباح في قطاع الهواتف الذكية أكثر بكثير من ذي قبل. وبما أن بعض أكبر منافسيها لا يزالون يضربون بقوة، فقد تحدث خسائر مالية لبعض الوقت. فمنابع الأرباح الواضحة التي من هذا القبيل نادراً ما تدوم في مجال التكنولوجيا. وأوضح مصدر للاضطراب ربما يأتي من خلال السعر. فشركة أبل تعتمد على إعانات ضخمة من مشغلي الهواتف الجوالة لجعل سعر جهاز آي فون معقولا في سوق متوسعة: وإذا استنتج هؤلاء الحلفاء أن الخسائر قصيرة الأجل الناتجة عن ذلك هي ثمن ليس من الضروري دفعه مع بدء الأجهزة المماثلة من شركات أخرى اللحاق بالركب، ستضطر أبل إلى الاختيار بين السوق مرتفعة الأسعار المتراجعة وتلقي ضربة في هوامش أرباحها. كذلك التغير في أساس المنافسة من الأجهزة إلى الخدمات يشكل خطراً على المدى الطويل.
في النهاية، أهم عامل في الأمر هو ما يمكن للمستخدمين فعله بأجهزتهم: على "أبل" أن تثبت أن خدمة آي كلاود قد توفر مثل هذا النوع من التجارب السلسة التي تجيدها بشكل تلقائي شركات مثل جوجل بل وحتى فيسبوك. وليس من المرجح أن يوقف أي من هذا زخم الأعمال على المدى القصير، الذي من المحتمل أن يؤدي إلى ارتفاع مبيعات أبل – وسعر سهمها – إلى مستويات مرتفعة جديدة مذهلة. فلا يزال يتم افتتاح أسواق جديدة أمام جهاز آي فون. في الوقت نفسه، لا يزال جهاز آي باد – مع إطلاق النسخة الثالثة هذا الأسبوع – في موقف يحسد عليه، حيث لا يوجد له منازع تقريباً في سوقه. وكما تبنأنا في "فاينانشيال تايمز" منذ أكثر من عام، فشلت الموجة الأولى من الأجهزة المنافسة لآي باد. لكن كي يستمر سعر السهم بالارتفاع، بدأت وول ستريت بالبحث عن أسباب للاستمرار في الشراء. وقد تساعد أرباح الأسهم، لكنها لا تفيد كثيراً في الإجابة على السؤال الجوهري: هل يمكن لأبل أن تجد مليارات الدولارات من الإيرادات الإضافية كل فصل؟
يبدو من الشاذ أن نتحدث عن سعر سهم يتم تداوله عند 11 مرة فقط من أرباح العام المقبل كما لو أنه سهم يتمتع بزخم قوي. لكن مع تزايد هيمنة أبل على التكنولوجيا الاستهلاكية، سيصبح إيجاد أسواق كبيرة جديدة لغزوها مهماً على نحو متزايد. وبغير ذلك، ستبدأ وول ستريت بالاعتقاد أن المرحلة الأخيرة من ثورة الحوسبة الشخصية التي حفزها جهاز آي فون ستفقد زخمها حتماً.