«أوبك» أداة استقرار في أسواق النفط العالمية

تاريخ النشر: 12 مارس 2012 - 10:26 GMT
رسالة أوبك دائما تتمثل في التأكيد على التزامها بتوفير إمدادات كافية من النفط، والمساهمة في تحقيق رخاء اقتصادي عالمي
رسالة أوبك دائما تتمثل في التأكيد على التزامها بتوفير إمدادات كافية من النفط، والمساهمة في تحقيق رخاء اقتصادي عالمي

أكد مختصون في الطاقة، أن لمنظمة أوبك دورا كبيرا في توازن واستقرار السوق النفطية العالمية، وتعتبر أداة فاعلة في الإمدادات النفطية، من خلال تزوديها العالم بنحو 40 في المائة من الإمدادات، وهي مؤهلة في الوقت الحالي كي ترقى بأهميتها للعالم، إلى مستوى أهمية منظمات الأمم المتحدة.

وأوضح المختصون، أنه لا يمكن لأي جهة أن تنتقص من دور ''أوبك'' في التعامل مع السوق النفطية، من خلال تحديد المنظمة الطرق والأساليب الكفيلة باستقرار الأسعار في أسواق الزيت العالمية، وذلك رغبة منها في القضاء على التقلبات الضارة غير الضرورية في هذا المجال. ويأتي تأكيد المختصين، بعد ما قاله أخيرا، هارولد هام الملياردير الذي اختاره ''ميت رومني'' المرشح الجمهوري المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية لتقديم المشورة له في مجال الطاقة، إن هيمنة منظمة أوبك على قطاع النفط الأمريكي توشك أن تنتهي. وأضاف هام حينها ''في كل مرة تتقدم الولايات المتحدة في صناعة النفط مثلما حدث في الثمانينيات ترفع أوبك الإنتاج وتغرقنا إذ تنخفض الأسعار دون الحد الذي يمكننا تحمله ونخرج من المنافسة''. وأضاف ''لا يمكنهم أن يفعلوا ذلك بعد الآن'' مشيرا إلى أن الطاقة غير المستغلة لدول أوبك تتراجع وأنها تبحث عن أسواق جديدة، متهما منظمة البلدان المصدرة للبترول بأنها ''تغرق'' صناعة النفط الأمريكية.

أمام ذلك أكد لـ''الاقتصادية'' الدكتور راشد أبانمي رئيس مركز السياسات النفطية والتوقعات الاستراتيجية، أن تماسك منظمة أوبك وبقاءها لاعبا فاعلا على مدى 50 عاما، معتبرا أن ذلك نجاحا للمنظمة الدولية التي تعد عالميا ناجحة بجميع المعايير ولها اليد الطولى في الرخاء العالمي. وأوضح الدكتور أبانمي، أن منظمة أوبك بحكم أنها الأداة الوحيدة لصناعة القرار في السوق النفطية العالمية، فإنها ستسطر بعدا جديدا في العلاقات الدولية، فاجتماعاتها وأعمالها الآن تحظى ببالغ الاهتمام الإعلامي على صعيد العالم كافة، كونها أداة فاعلة في الإمدادات النفطية العالمية التي تقدر بنحو 40 في المائة من احتياجاته، كما تعد أداة استقرار في سوق النفط العالمية والحامي للموارد المالية للدول النامية. وقال: '' رسالة أوبك دائما تتمثل في التأكيد على التزامها بتوفير إمدادات كافية من النفط، والمساهمة في تحقيق رخاء اقتصادي عالميرسالة أوبك دائما تتمثل في التأكيد على التزامها بتوفير إمدادات كافية من النفط، والمساهمة في تحقيق رخاء اقتصادي عالمي، وذلك في حدود إمكانات وقدرات أعضائها، مما يجعلها تعد من أشهر المنظمات الدولية في العالم، ومن ثم فالجميع يعلم دورها وأهميتها ويترقب اجتماعاتها التي يغلب عليها منهج الحكمة والمسؤولية الدولية، وهي الآن مؤهلة لأن ترقى بمستوى أهميتها للعالم، إلى مستوى أهمية منظمات الأمم المتحدة، حيث يتمثل الهدف الأساسي للمنظمة في تنسيق وتوحيد السياسات البترولية للبلدان الأعضاء، وتقرير أفضل السبل لحماية مصالحها فرادى ومجتمعة، إلى جانب تحدد المنظمة الطرق والأساليب الكفيلة باستقرار الأسعار في أسواق الزيت العالمية، وذلك رغبة منها في القضاء على التقلبات الضارة غير الضرورية، كما أنها تراعي في جميع الأوقات مصالح الأمم المنتجة، وضرورة الحصول على دخل منتظم للبلدان المنتجة، وتوفير البترول بصورة ناجحة واقتصادية ومنتظمة للأمم المستهلكة، على أن يكون هناك عائد عادل على رأس المال بالنسبة للذين يستثمرون أموالهم في صناعة الزيت''. وبين أبانمي، أن للمملكة دورا كبير في الاستقرار النفطي العالمي من خلال المنظمة، إذ تنتج وحدها نحو ثلث مجمل إنتاج مجموعة أوبك. واستطرد قائلا: '' أي أنه إذا كانت السعودية تنتج ما بين 9 ملايين و 1.205 مليون برميل في اليوم، فإن معظم دول أوبك تنتج ما بين 1 و3 ملايين برميل يومياً، ما يعني أن هناك فرقا شاسعاً بين الدولة التي تحتل المرتبة الثانية (إيران) التي تنتج بحد أقصى 3.5 ملايين برميل يوميا، والدولة التي تحتل المرتبة الأولى التي بإمكانها إنتاج 12.5 مليون برميل يوميا''. من جهته، قال الدكتور عبد الرحمن السلطان – أكاديمي ومحلل اقتصادي - إن ما قاله رجل الصناعة والنفط الأمريكي غير مبني على أسس وغير ''واقعي أصلا''.

وأضاف الدكتور السلطان ''طبيعة السوق النفطية تمر بفترات يكون فيها شح في العرض وترتفع خلالها الأسعار، ثم تتدفق الاستثمارات للقطاع النفطي ويرتفع الإنتاج وتنهار الأسعار، وهناك تكمن أهمية وجود من يعمل على تنظيم السوق وتوازنه، حيث كان ذلك الدور مرهونا في تاريخ السوق النفطية لـ''ستاندرد أويل'' ثم إلى الشركات السبع، ومن ثم تحول هذا الدور إلى ''أوبك''، التي لا يمكن أن نحملها وزر ما يحدث في السوق النفطية، وذلك لكون دورها مرهونا بتوافر طاقة فائضة لدى دول المنظمة''- وعلى الصعيد ذاته، أكد لـ ''الاقتصادية'' سعد آل حصوصة - محلل اقتصادي اقتصادي- الدور الكبير الذي تقوم به منظمة أوبك في تحقيق التوازن واستقرار الأسواق النفطية، من ناحية الأسعار أو من خلال توفير الإمدادات والمحافظة على عدم نقصها لدول العالم المختلفة. وأشار آل حصوصة إلى أنه من المتوقع زيادة الطلب العالمي على النفط ومشتقاته بكافة أشكالها، وأن يبلغ إجمالي المعروض نحو 111.2 مليون برميل يوميا في عام 2030 ، مبينا أن دور المنظمة يأتي في توفير النفط. وتوقع آل حصوصة أن تشهد هذه الفترة مزيدا من التنافسية على هذا الطلب الكبير، الذي ستقوم فيه أوبك، كما، هي دائما بأداء دورها البارز في توفير مثل هذه الاحتياجات، من خلال مبادئها في استقرار السوق النفطية. وقال آل حصوصة: إن منظمة أوبك تلعب دورا كبيرا في تأمين إمدادات النفط وعلى رأسها السعودية التي لها الدور البارز في هذه المنظمة، ولا يقتصر دورها على الحفاظ على أسعار النفط في السوق العالمية، حيث شهدت جميع دول العالم بهذا الدور ولا يمكن لأحد أن ينكره، من خلال مواقفها من جميع الأزمات العالمية في السوق النفطية.