ضريبة الكربون تضغط على شركات الطيران الخليجية والمسافر يدفع الثمن

تاريخ النشر: 19 فبراير 2012 - 04:22 GMT
وفقا لمختصين، فإن شركات الطيران ربما لا تجد خيارا مناسبا في حال أقرت الضريبة سوى تطبيق زيادة على أسعار تذاكر السفر لرحلاتها التي تقلع أو تهبط من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي
وفقا لمختصين، فإن شركات الطيران ربما لا تجد خيارا مناسبا في حال أقرت الضريبة سوى تطبيق زيادة على أسعار تذاكر السفر لرحلاتها التي تقلع أو تهبط من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي

رجح مختصون في مجال الطيران والنقل الجوي أن تكون شركات الطيران العاملة في المنطقة تدرس حاليا الخيارات المتاحة أمامها، وفي مقدمتها زيادة أسعار تذاكر الطيران على المسافرين، في حال طبق الاتحاد الأوروبي رسميا، ما يعرف بضريبة الكربون على شركات الطيران التي تستخدم مطارات بلدان الاتحاد. وفي حال أقر الاتحاد الأوروبي بالفعل ضريبة الكربون فإن شركات الطيران العاملة في منطقة الخليج والشرق الأوسط ستلجأ إلى رفع أسعار تذاكر رحلاتها المتجهة إلى بلدان الاتحاد، تلك التي تستخدم أجواءها الجوية إلى مطارات دولية أخرى، على أن تكون هذه الزيادة متوازنة قدر الإمكان مع نسبة الضريبة التي لم تحدد بعد.

ووفقا لمختصين، فإن شركات الطيران ربما لا تجد خيارا مناسبا في حال أقرت الضريبة سوى تطبيق زيادة على أسعار تذاكر السفر لرحلاتها التي تقلع أو تهبط من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبالغ عددها 27 دولة أو مطارات دولية أخرى. وقال لـ ''الاقتصادية'' مقداد علي المقداد مدير شركة طيران الشرق الأوسط في المنطقة الوسطى والرياض: ''إذا كانت هذه الضريبة التي سيطبقها الاتحاد الأوروبي على شركات الطيران منخفضة، فإن شركات الطيران قد لا تلجأ لاعتماد أي زيادة في أسعار تذاكر السفر الخاصة بالمسافرين عبر رحلاتها من وإلى دول الاتحاد الأوروبي.. أما إذا كانت هذه الضريبة عالية فإن مجالس إدارات شركات الطيران قد تدرس خيار إضافة رسوم جديدة على تذاكر الطيران''. وأشار إلى أن مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط في بيروت ومن يقرر إلزامية إضافة هذه الضريبة على تذاكر السفر الخاصة بالركاب من عدمه. وأضاف: ''إذا كانت هذه الضريبة بسيطة، فإن شركات الطيران قد لا توليها اهتماما، أما إذا كانت مرتفعة، فهذا الأمر سيدرس من قبل إدارة الشركة مع إدارة التسويق، لمعرفة البلدان التي تتعامل مع شركة طيران الشرق الأوسط''. وأردف أن ضريبة الكربون تعتبر سابقة جديدة في مجال النقل الجوي، لذا فإن شركات الطيران تتطلع لمعرفة تفاصيل هذه الضريبة، ومن ثم دراسة تأثير هذه الضريبة في نشاط شركات الطيران. وزاد: ''نحن كشركة طيران الشرق الأوسط في الرياض والمنطقة الوسطى نعتبر جهة تنفيذية لسياسة الشركة، لذا ننتظر ما يردنا من مجلس الإدارة بهذا الخصوص''. من جهته، أكد لـ ''الاقتصادية'' الدكتور سعد الأحمد مختص في مجال النقل الجوي، أن شركات الطيران ستعمل على تحميل هذه الضريبة في حال إقرارها بشكل رسمي على تذاكر المسافرين، حيث ستطبق زيادة على تذاكر السفر للدول الأوروبية سواء المتجهة إلى مطاراتها أو تلك التي تقلع منها إلى مطارات أخرى. وقال ''رغم أن الهدف من تطبيق ضريبة الكربون على شركات الطيران الدولية على المستوى الدولي للتقليل من انبعاثات الكربون بسبب محركات الطائرات، إلا أن شركات الطيران لن تتردد في إضافة هذه الضريبة على تذاكر المسافرين''. ويزيد أن ضريبة الكربون ستجبر الشركات المصنعة لمحركات الطائرات، وعددها قليل لا يتجاور خمس شركات، على تحسين مستوى جودة محركات الطائرات، بهدف التقليل من أي انبعاثات كربونية، لذا فإن مصنعي محركات الطائرات سيعملون على تطبيق تقنيات جديدة في هذا المجال، حيث يتوقع أن ينفق مصنعو محركات الطائرات مليارات الدولارات لتحسن جودة هذه المحركات.

في المقابل، يرى عبيد الله الغامدي مختص في مجال وقود الطائرات أن أبرز التحديات التي تواجه صناعة الطيران والنقل الجوي تتمثل في ارتفاع سعر وقود الطائرات، والأزمة الاقتصادية التي تعانيها دول أوروبية. والآن سيضاف إلى هذه التحديات توجه الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق ضريبة الكربون على شركات الطيران، ولعل المسافر هو من سيتحمل عبء هذه الضريبة التي بالتأكيد ستضاففي شكل رسوم إضافية على تذاكر السفر. وقال إن شركات الطيران التي تمر طائراتها على عدد من المطارات الدولية في المجال الجوي لدول الاتحاد الأوروبي، ستكون ملزمة بدفع هذه الضريبة وإلا ستواجه غرامات مالية في حال تهربت من ذلك، وقد يصل الأمر في حال رفضها دفع الضريبة إلى منعها من استخدام المطارات في بلدان الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن المسافر سيتحمل رسوم هذه الضريبة أو جزءا منها من خلال تطبيق زيادة في أسعار التذاكر تحت أي مسمى تقترحه شركات الطيران. وزاد الغامدي: ''زيادة أسعار تذاكر الطيران ستكون المخرج الوحيد المتاح أمام الشركات إذا تم تطبيق هذه الضريبة''. وأوضح: ''أن عددا من المنظرين في أوروبا ظلوا يعكفون منذ سنوات على السبل الكفيلة بتطبيق هذه الضريبة على شركات الطيران، ولكن الآن بعد أن بات كثير من الدول الأوروبية يواجه أزمات اقتصادية.. وأعيد النظر في هذا الموضوع مجددا لعله يحقق عوائد مالية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة''. وبين أن عوائد ضريبة الكربون يجب أن تذهب لتحسين عمل محركات الطائرات، للتقليل من الانبعاثات الملوثة بسبب كثافة حركة الطائرات في مجالها الجوي، بحيث لا توجه هذه العوائد إلى قطاعات أخرى غير قطاع صناعة الطائرات. يذكر أن في حال أقر الاتحاد الأوروبي رسميا ضريبة الكربون فإنه يتعين على شركات الطيران دفع ضريبة على انبعاثاتها السنوية في الاتحاد الأوروبي، الذي يشرف على أكبر سوق للكربون في العالم، حيث أوضحت المفوضية الأوروبية في وقت سابق أن التكلفة الإضافية على المسافرين قد لا تتعدى بضعة يورو على سعر التذكرة.

وكانت السعودية والصين والهند وروسيا وأمريكا وعدد من دول العالم الأخرى قد أعلنت عدم التزامها بدفع ضريبة الكربون التي يهدف الاتحاد الأوروبي من وراءها إجبار شركات الطيران على شراء ما يوازي 15 في المائة من انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون، أي 32 مليون طن، بهدف معالجة مشكلة الاحتباس الحراري. إلا أن الاتحاد الأوروبي أكد أنه مصمم على إشراك شركات الطيران التي تقلع من الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد، أو تهبط فيها في مشروع تجارة الكربون.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن