قال شاهد من رويترز إن جنوب السودان وقع اتفاقا مع المتمردين اتفقا فيه على "شهر تهدئة" يبدأ من يوم الإثنين للسماح للمدنيين الذين يحاصرهم الصراع المستمر منذ أربعة شهور بالانتقال إلى أماكن آمنة وزراعة المحاصيل.
وجدد الاتفاق التزاما من جانب الطرفين المتحاربين بفتح ممرات انسانية وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بمجاعة محتملة.
ويأتي الاتفاق بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الأمريكي جن كيري الأسبوع الماضي إلى جوبا في بادرة نادرة لاحراز تقدم بعد شهور من تعثر محادثات السلام.
وقبل اعلان الاتفاق اشتبك جيش جنوب السودان مع متمردين في بلدة بانتيو النفطية الشمالية وحولها.
ولم يتضح على الفور من يسيطر يوم الاثنين على البلدة التي وقعت فيها مذبحة عرقية الشهر الماضي مما أثار مخاوف من إبادة جماعية وشيكة في الدولة الوليدة.
وقال متحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان التابع للحكومة إن الجيش استعاد السيطرة على بانتيو عاصمة ولاية الوحدة وإنه بدأ هجوما أوسع في المنطقة المحيطة بها.
لكن متحدثا باسم زعيم المتمردين ريك مشار النائب السابق للرئيس قال إن المقاتلين الموالين له طردوا القوات الحكومية من البلدة في هجوم مضاد في وقت مبكر من صباح الاثنين.
وقال الكولونيل فيليب اجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان لرويترز "سيكون هناك قتال حول بانتيو. يحاول الجيش الشعبي لتحرير السودان فرض السيطرة الكاملة على ولاية الوحدة وسيستغرق هذا بعض الوقت."
وانتقلت السيطرة على بانتيو من طرف إلى آخر عدة مرات منذ أن اندلع الصراع في العاصمة جوبا بين جنود موالين للرئيس سلفا كير ومقاتلين يدعمون مشار في منتصف ديسمبر كانون الأول ثم امتد بسرعة إلى باقي أنحاء جنوب السودان.
وقتل آلاف المدنيين وأجبر أكثر من مليون شخص على ترك منازلهم مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من مجاعة في بعض أجزاء البلاد التي انفصلت عن السودان في 2011.
وزار كيري جنوب السودان يوم الجمعة مع فشل مفاوضات سلام ترعاها دولة إثيوبيا المجاورة. كما فشل اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في يناير كانون الثاني.
وقال كير لكيري إنه مستعد لمحادثات مباشرة مع مشار لكن الأخير أحجم عن الوعد بالمشاركة.
وقالت جريس كاهيل المتحدثة باسم منظمة أوكسفام إنها تلقت تقارير من موظفين في قاعدة الأمم المتحدة في بانتيو بشأن قصف عنيف للبلدة صباح الاثنين.
وأضافت "الأذى الذي يلحقه القتال المستمر في بانتيو اليوم بالمدنيين جسيم."
وتصاعدت المخاوف من الإبادة الجماعية بعدما قالت الأمم المتحدة إن المتمردين قتلوا مئات المدنيين في بانتيو الشهر الماضي. وهاجم سكان بور التي يغلب على سكانها أفراد قبيلة الدنكا أبناء قبيلة النوير في قاعدة للأمم المتحدة بعد ذلك بأيام.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 25 ألف مدني لجأوا إلى مخيمها في بانتيو فرارا من القتال. ويختبئ عشرات الآلاف في قواعد أخرى للمنظمة الدولية.
وقال اجوير إن الجيش الشعبي لتحرير السودان استعاد أيضا السيطرة على بلدة الناصر بولاية أعالي النيل وهي قاعدة مهمة للمتمردين في الولاية.