من نافل القول أنَّ اللبنانيين لا يعيشون في الجمهورية الفاضلة. فلتانٌ أمنيٌ متنقلٌ من منطقة إلى أخرى. أرتالٌ عسكرية تعبر الحدود للمشاركة في حربٍ "لا ناقة لنا فيها ولا جمل". مطلوبون يغرّدون وينشرون فيديوات على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم كل ذلك لا من يُراقب ولا من يُحاسب.
قطع طرقات في مناطق عدة من البقاع، وصولاً إلى طريق صيدا في الجنوب، الى بيروت فالشمال، وصرخات احتجاج تطالب بالإسراع في فكّ "الحصار عن عرسال".
في عكار مشهد مشابه، قطع طرقات ومسيرات احتجاجية تضامنية مع عرسال.
غضب طرابلس على "الظلم" بحق شريحة من اللبنانيين (على حد تعبيرهم)، كان أكبر. إحراق صور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ساحة النور، وتسيير مسيرات على وقع صيحات التكبير. هذا وطالب عدد من المحتجين أمام مسجد السلام في طرابلس بإعلان "الجهاد ضد الجيش اللبناني".
الغضب الطرابلسي تفجر فيما بعد، قذائف متبادلة بين طرفي النزاع؛ باب التبانة من جهة وجبل محسن من جهة أخرى، وسط عجزٍ من قبل أجهزة الدولة عن "ضبضبة" الوضع إلى الآن، رغم استهداف الجيش اللبناني في أكثر من منطقة في طرابلس.
وسط كل هذه المعمعة اللبنانية، نشر الفنان المعتزل فضل شاكر المطلوب بمذكرة توقيف، لمناسبة عيد الأم، أنشودة عبر حسابه على موقع يوتيوب، بعنوان: "يا أمي"، من كلمات عجلان ثابت وهندسة ومكساج سيد العطار، وفق ما ذكر في الفيديو المنشور.
هذه الأغنية التي نُشرت في 21 آذار 2014، لاقت رواجاً، فبأقل من 24 ساعة على نشرها، سمعها حوالى 6359 شخصاً.
فضل شاكر ليس المطلوب الوحيد الحر الطليق، فالمتهم بتأليف عصابة وبحقه مذكرات توقيف عدة وكان آخر عملية نفذها خطف الطفل ميشال الصقر في زحلة، ماهر طليس، ظهر في مقابلة تلفزيونية، في حين أن القوى الأمنية لم تحرك ساكناً لتلقي القبض عليه.
أسئلة كثيرة تطرح، فإلى متى تبقى الدولة اللبنانية "مكسر عصا"؛ جيشها يُستهدف، حدودها مستباحة، ومطلوبوها "يسرحون ويمرحون"؟