أبوظبي للتعليم يفتتح أولمبياد الروبوت العربي الأول

افتتح معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، أولمبياد الروبوت العربي في نسخته الأولى على مستوى الوطن العربي، وذلك بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، بمشاركة فاقت التوقعات حيث بلغ عدد الطلبة المشاركين من داخل الدولة نحو 1000 طالب وطالبة بالإضافة لفرق طلابية من كل من سلطنة عمان ودولة قطر والمملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، ويبلغ عدد الفرق المشاركة 350 فريقاً.
حضر إفتتاح الأولمبياد سعادة محمد محمد فاضل الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة الأمين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وعدد من المسؤولين وسفراء الدول المعتمدين لدى الدولة، ومديري المناطق والمكاتب التعليمية بالدولة.
وفي كلمته التي ألقاها في إفتتاح الأولمبياد قال معالي الدكتور مغير الخييلي: "إن إستضافة إمارة أبوظبي لأولمبياد الروبوت العربي في نسخته الأولى بإحتضان طلبة من مختلف دول الوطن العربي الكبير وبمشاركة 1000 طالب يمثلون مختلف مناطق الدولة في سابقة هي الأولى من نوعها في مجال برمجة الروبوت كأول دولة عربية تستضيف فعاليات الروبوت العربي، يعد دليلاً راسخاً على نهج الريادة في إستضافة الأحداث العالمية وإتاحة الفرصة أمام طلبة العلم للإطلاع على أحدث الممارسات والتقنيات في مجال التعليم، تلبية لرسالة العلم كونها رسالة إنسانية عالمية".
وثمن معاليه التوجيهات الحكيمة من القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"بتطوير العملية التعليمية داخل الدولة، والدعم اللا محدود من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي لجميع مبادرات التعليم ورعاية المنابر العلمية وتشجيع إقامة الملتقيات الطلابية بأياد بيضاء كريمة.
ولفت إلى أن تنظيم الأولمبياد العربي يعكس إلتزام مجلس أبوظبي للتعليم بدعم تعليم العلوم والتكنولوجيا والإنتقال من نهج التعليم القائم على إستثارة ملكة واحدة وهي ملكة الحفظ والإسترجاع لدى الطلبة إلى إستثمار كافة الملكات التي وهبها للإنسان ومنها ملكات الفكر الخلاق والإبداع والإبتكار وحل المسائل والعمل بروح الفريق، معتبراً أن علم الروبوتات نقطة تقاطع العديد من المواد التعليمية، نظراً لإسهامه في توسيع الآفاق أمام الطلبة في مجال تطبيق العلوم والتكنولوجيا.
وقال معالي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، إن هذه التظاهرة الكبيرة تجسد السعي الدؤوب نحو الإنتقال إلى بناء إقتصاد المعرفة القائم على إبتكار وإنتاج المعرفة، تماشياً مع رؤية أبوظبي الإقتصادية 2030، مضيفاً أن الوصول بطلبة اليوم الذين هم جوهر التنمية وأساسها إلى الجاهزية التامة في تحقيق الرؤى والأهداف الطموحة، فإن مفهوم الإبتكار والتفكير الإبداعي يجب أن يكون نبراساً يهتدون به، ونهجاً يسيرون عليه ليكونوا قادرين على تجسيد الآمال إلى واقع ملموس.
وذكر أن مجلس أبوظبي للتعليم يعتبر هذا الحدث فرصة سانحة نحو تطوير مهارات وقدرات الطلبة، وتوفير الفرص الكفيلة بتحسين كفاءاتهم الهندسية والتقنية والرياضية وتنمية مهاراتهم في التواصل عالمياً، وإستنفار طاقاتهم العلمية والفنية وتوظيفها في إستخدام التكنولوجيا بما ينعكس إيجاباً على مشوارهم التعليمي وحياتهم العملية، بالإضافة إلى إفساح المجال أمامهم لعرض مهاراتهم ومعارفهم على المستوى الإقليمي والعالمي، والدخول في منافسات ودية مع أقرانهم لتوثيق علاقتهم بالطلبة العرب وتعزيز أواصر التعاون والصداقة بين مختلف الثقافات العالمية.
وأضاف بأن إستضافة أبوظبي لهذا الحدث الكبير جاء ثمرة للسمعة الطيبة التي تتمتع بهاد دولة الإمارات على مستوى العالم، حيث حظيت أبوظبي بالفوز بتنظيم هذه الفعالية بعد منافسة شديدة مع العديد من الدول المتقدمة وذلك في أولمبياد كوريا الماضية.
وأعرب معاليه عن سعادته بالإنتشار السريع والواسع لتقنيات الروبوت بين مدارس الدولة حتى أن الطلبة باتوا يقتنون الروبوتات في بيوتهم ويتدربون عليها وأصبح المعلمون أكثر إهتماما بهذه التقنية، حيث فاق عدد المشاركين في الأولمبياد من داخل الدولة وخارجها 3 أضعاف ما كان متوقعاً، مشيراً إلى المشاركة الواسعة من طلبة المدارس الخاصة من مختلف مناطق الدولة وذلك في إطار حرص المجلس على تعميم الفائدة لكافة الطلبة على مستوى الدولة، معرباً عن شكره للمعلم محمد عبدالحميد من مدرسة الصلاح للتعليم الأساسي على تأليفه لكتاب متميز عن الروبوت جاء إخراجه والمعلومات التي إشتمل عليها بصورة راقية.
من جانبها قالت الدكتورة نجلاء الرواي، مديرة برامج إدارة التخطيط الإستراتيجي و المشاريع الخاصة بالمجلس: "إن الفكرة الرئيسة لأولمبياد الروبوت العالمي لعام 2011 هي: "الروبوت لحياة أفضل"، حيث نريد من طلابنا أن يكتشوا كيف يمكن للروبوت أن يعمل ويساعد على تحسين الحياة، مشيرة إلى أن مجلس ابوظبي للتعليم قام مع نخبة من أساتذة الجامعات والمعاهد الموجودة بالدولة بإستحداث هذة الفكرة وتصميم مسابقات الفئة العادية."
وذكرت أن أولمبياد الروبوت العربي الذي يعتبر جزاءً من أولمبياد الروبوت العالمي لعام 2011، ينقسم إلى ثلاث فئات أولمبية أساسية هي: الفئة العادية وتنقسم الى ثلاث مجموعات (المدرسة الابتدائية والمدرسة الإعدادية والمدرسة الثانوية)، والفئة العامة أو المفتوحة وهي تنقسم أيضاً إلى ثلاث مجموعات (المدرسة الابتدائية والمدرسة الاعدادية والمدرسة الثانوية)، ولأول مرة في العام 2011 فئة كرة القدم.
وقالت: "إضافة إلى هذه الفئات الرسمية للأولمبياد، يوجد معرضان يمثلان جزءاً من أولمبياد الروبوت العربي 2011 وهما تحدي المدينة الخضراء و المعرض المفتوح لما بعد الثانوية العامة، منوهة بأن المشاركين مقسمين إلى مجموعة فرق هي: فريق في الفئة العادية وفريق في الفئة العامة/المفتوحة وفريق في كرة القدم وفريق لتحدي المدينة الخضراء، إضافة إلى فرق المعرض المفتوح لما بعد الثانوية العامة.
وأوضحت أن الجوائز يتم منحها إلى الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في فئة المسابقة العامة (المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية) وفئة المسابقة المفتوحة (المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية) ومسابقة كرة قدم الروبوت، كما يحصل أفراد الفرق ومدربيهم على ميداليات وشهادات تتضمن الإشارة إلى المركز الذي فازوا به (المركز الأول أو الثاني أو الثالث)، ويحصل الفائزون بالمراكز من الرابع إلى الثامن على شهادات تتضمن الإشارة إلى المركز الذي فازوا به، إضافة إلى ذلك تحصل كافة الفرق المتأهلة (بما فيها المراكز الثمانية الأولى) على "شهادة تميز" دون تحديد المركز، ويتم منح جائزة خاصة للفريق الذي قدم أفضل عرض في فئة المسابقة المفتوحة ويتم إختيار الفريق الفائز عن طريق تصويت أفراد الفرق الأخرى المشاركة، ويقتصر التصويت على الفرق المسجلة في الأولمبياد.
وفي السياق ذاته أكد حميد عبد الله، مدير إدارة شؤون الطلبة في قطاع العمليات المدرسية، أن هذا الحدث يعكس مدى الإهتمام بربط العملية التعليمية مع أحدث التطورات التكنولوجية لصالح جميع طلبة الوطن العربي، مشيراً إلى أن علم الروبوت يشتمل على العديد من مواد المناهج المدرسية، لذا فإنه يساعد الطلبة على تطبيق معارفهم في مجالات العلوم والهندسة والرياضيات وبرمجة الحاسب الآلي.
وقال: "إننا نعتزم توسيع رؤية طلابنا و ثقافتهم في مجال تطبيق العلوم و التكنولوجيا و دعم فعالية وفائدة تجربة التعلّم لدى الطلبة مع تشجيعم على أن يكونوا من العلماء و المهندسين و المخترعين في المستقبل"، منوهاً بأن تنظيم الأولمبياد العربي يهدف إلى إتاحة الفرصة أمام الطلبة الموهوبين لتنمية مهاراتهم الإبداعية والعمل بروح الفريق الواحد ومهارات حل المشكلات من خلال المشاركة في مسابقات الروبوت المختلفة، فيما سينظم المجلس منافسات الروبوت العالمي في نوفمبر المقبل من العام الجاري.
وقام معاليه عقب الإفتتاح بجولة إطلع خلالها على المنافسات بين الفرق المشاركة وعروض الروبوت التي يقدمها الطلبة.