أخلى رجال القوات المسلحة في ساعة مبكرة من صباح "السبت" مبنى جهاز مباحث أمن الدولة الكائن بمنطقة الرمل بالإسكندرية من الضباط والأفراد العاملين به بعد أن احتشد مئات المحتجين أمام المبنى رغبة منهم في الانتقام من أفراد الجهاز.
وكان عدد من المتظاهرين قد قاموا الليلة الماضية باقتحام المبنى رغم خضوعه لحراسة القوات المسلحة منذ بدء الاحتجاجات الشهر قبل الماضى.
وتمكن المتظاهرون من إحراق 4 سيارات وتحطيم 6 سيارات للشرطة كانت تقف حول المبنى المكون من 3 طوابق .
وتدخلت القوات المسلحة لفض المتظاهرين وتأمين العناصر بالمبنى من بطش المتظاهرين الذين قاموا بمحاولات تحطيم وإتلاف ماتقع عليه أيديهم ، حيث هرعت قوات الجيش إلى المكان وأطلقت الأعيرة النارية فى الهواء لتفريق المتظاهرين .
وصرح مصدر أمنى بأنه لا صحة لما تناوله بعض المتداخلين مع القنوات الفضائية ، والشائعات التى إنتشرت مؤخرا عن قيام العاملين بمقر جهاز مباحث أمن الدولة بالاسكندرية بإطلاق أعيرة نارية على المواطنين وحدوث إصابات فى أوساطهم .
وقال المصدر إن حقيقة الأمر تمثلت فى تجمع أعداد كبيرة من المواطنين حول مقر جهاز مباحث أمن الدولة وقيام بعض العناصر بإقتحام المقر والإستيلاء على السلاح من الحراسات المتواجدة عليه ، وإحتجازهم بداخله .. وتم إخطار النيابة العامة لمباشرة تحقيقاتها على الفور فى هذا الشأن .
كما نفى المصدر الأمنى بشدة سقوط أى قتلى من المواطنين أمام مقر جهاز مباحث أمن الدولة بشارع جابر ابن حيان بمحافظة الجيزة أثناء تجمع أعداد كبيرة من المواطنين حول المقر .
تحقيق فوري
وأمر النائب العام، المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، بتشكيل فريق من أعضاء النيابة العامة للتحقيق فى الأحداث التى شهدتها مقرى جهاز أمن الدولة فى كل من شارع جابر ابن حيان بالدقى بمحافظة الجيزة، وبمنطقة الفراعنة بالإسكندرية، وأسفرت عن نشوب حريق فى أحدهما وسقوط عدد من المصابين، .
ونقلت الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء على "فيسبوك" عن مصدر قضائى قوله إن النيابة ستباشر التحقيق فور هدوء الأحداث.
و في الوقت نفسه ، ذكر موقع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" باللغة العربية أن هناك أنباء تفيد أن السلطات المصرية قررت تجميد عمل جهاز مباحث أمن الدولة لحين اعادة هيكلته. وفي حال تأكد هذا الخبر بشكل رسمي، سيكون القرار الرئيسي الاول لحكومة رئيس الوزراء المكلف عصام شرف.
إغتصاب فتاة
من جهة أخرى شهد ميدان التحرير حادثة مؤسفة قبل حلول الساعة الأخيرة لميعاد فرض حظر التجوال وذلك عندما تدافع المواطنين نحو محل كنتاكى بالميدان، حيث قامت مجموعة من البلطجة بتمزيق ملابس إحدى الفتيات فى محاولة لاغتصابها،وعندما حاول شباب الثورة الدفاع عنها ومواجهتهم، قام ثمانية من البلطجية بإشهار الأسلحة البيضاء وأحدثوا إصابات بعدد منهم.
وأكد مجموعة من الشباب المعتصمين بالميدان أن عناصر البلطجية كانوا يرتدون "تي شيرت" موحد من نفس الشكل، كما تم مشاهدة تلك الفتاة بينهم قبل وقوع الحادثة، ورجحوا أن تلك الواقعة مقصودة لاشاعة الفوضى بالميدان، حتى أن قوات الجيش هرعت إلى الميدان مرة أخرى وتوجهت على الفور إلى مكان واقعة الاعتداء.
وأكد شهود عيان أن البلطجية الذين أحدثوا هذا الذعر لاذوا بالفرار فور مشاهدة رجال القوات المسلحة وهددوا بالسلاح كل من يعترض سبيل هروبهم، ولم يتم القبض على أى منهم. كما وفر المعتصمون ملابس للفتاة.
وقامت على إثر ذلك مجموعات من القوات المسلحة، بالنزول إلى ميدان التحرير منعًا لتكرار هذه الحوادث مرة أخرى.
