يدلي الافغان السبت باصواتهم لاختيار نوابهم في اقتراع يجري تحت تهديد حركة طالبان وشهد اطلاق صواريخ في كابول والشمال والشرق قبيل فتح مراكز الاقتراع.
وهي ثاني انتخابات تشريعية تجري منذ سقوط حكم طالبان في نهاية 2001.
ويأتي هذا الاقتراع بعد انتخابات رئاسية شهدت عمليات تزوير واسعة لمصلحة الرئيس حميد كرزاي الذي اعيد انتخابه في نهاية المطاف.
ودعي اكثر من 10.5 مليون ناخب افغاني للمشاركة في انتخاب 249 نائباً من بين 2500 مرشح.
وخصص 68 مقعداً في الجمعية الوطنية للنساء.
وهددت حركة طالبان لمهاجمة مراكز الاقتراع والمرشحين ومنظمي الاقتراع واي ناخب لا يطيع اوامرها بمقاطعة الانتخابات.
والى جانب هذا التهديد، تثير قضيتان اساسيتان قلق الاسرة الدولية التي تدعم حكومة الرئيس حميد كرزاي منذ نهاية 2001، هما نسبة المشاركة والتزوير.
وقال رئيس بعثة الامم المتحدة ستافان دي ميستورا ان غياب الامن وعمليات التزوير يشكلان اكبر مصدرين "لقلق" الاسرة الدولية في هذه الانتخابات.
وقال لقناة الجزيرة الفضائية "نأمل الا يكون يوماً سيئاً لكن الامن يدعو الى القلق".
واضاف ان "النظام تحسن والجميع يعترفون بذلك بشكل واضح لكن مسألة التزوير تدعو الى القلق ايضا بعد الامن".
وافادت متحدثة باسم حلف شمال الاطلسي ان صاروخاً اطلق السبت على مركز قيادة الحلف في وسط كابول من دون ان يؤدي الى سقوط اصابات، قبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع.
وقالت المتحدثة باسم الاطلسي "لم يتم تسجيل اضرار او ضحايا"، متحدثة عن صاروخ "لم يعرف مداه".
من جهة اخرى، اعلن مسؤول كبير في شرطة ننغرهار الافغانية ان ستة صواريخ اطلقت على ضواحي مدينة جلال اباد (130 كلم جنوب شرق كابول) مع فتح مراكز الاقتراع، لكنها لم تخلف اضراراً.
وولاية ننغرهار المحاذية لباكستان وهي قريبة من مدينة بيشاور شمال غرب افغانستان، التي تشهد تزايداً لنفوذ حركة طالبان فيها.
وقال حاكم ولاية خوست ان اثنين من المراقبين الافغان جرحا السبت في انفجار في مركز للاقتراع في شرق افغانستان بعيد بدء التصويت في الانتخابات التشريعية.
وعشية الاقتراع خطفت طالبان 18 شخصاً هم عشرة من مؤيدي مرشح وثمانية موظفين في اللجنة الانتخابية المكلفة تنظيم الاقتراع في شمال غرب افغانستان.
وفي الوقت نفسه خطف مرشح غرب كابول.
وفي قندهار مهد طالبان في الجنوب، فتحت مراكز الاقتراع في الوقت المحدد لكن قلة ادلوا باصواتهم في المدينة التي اغلقت كل طرقها امام السيارات لاسباب امنية.
وفي ولاية قندوز (شمالاً) حيث يشهد نشاط طالبان تزايداً، هاجم متمردون مركزاً للاقتراع ليلاً لكن الشرطة والجيش صدا الهجوم، حسبما ذكر الحاكم محمد عمر.
وقالت الشرطة ان صواريخ اطلقت ايضاً على مدينة قندوز لكنها لم تسبب اصابات.
وقال جهان زائي الذي يبلغ من العمر 55 عاماً، امام احد مراكز الاقتراع في جلال اباد "اريد ان يتم القضاء على الفساد. جئت لادلي بصوتي على امل ان يساعد ذلك في اعادة دولة القانون".
والى جانب الامن مصدر القلق الرئيسي للسلطات التي نشرت حوالي 400 الف جندي وشرطي مستعدين للتدخل في حال وقوع هجمات، يخشى المراقبون حدوث مخالفات.
وعبر الرئيس الافغاني حميد كرزاي عند ادلائه بصوته في مدرسة في وسط كابول السبت عن امله في نسبة مشاركة "مرتفعة" في الانتخابات التشريعية التي تجري في افغانستان.
وقال كرزاي "نأمل بان تكون هناك نسبة مشاركة مرتفعة وان يتوجه الناس الى صناديق الاقتراع ويصوتوا للشخص الذي يريدونه سواء كان رجلاً او امرأة، والا يخضعوا للضغوط".
واضاف الرئيس الافغاني الذي ادلى بصوته في مدرسة قريبة من مقر الرئاسة بعد ساعة من فتح مراكز الاقتراع "انه يوم عظيم. بفضل دستورنا يحق للشعب اختيار برلمانه".
وكان كرزاي اعترف الجمعة بانه يتوقع حدوث "مخالفات".
وذكرت الاستخبارات الافغانية ان آلاف البطاقات المزورة صودرت في كابول وولايتين في الايام الاخيرة.
وقبل ساعات من الاقتراع، قال البيت الابيض ان الانتخابات تجري وسط اجواء من "القلق الشديد على الوضع الامني" لكنه عبر في الوقت نفسه عن ثقته بان هذه الانتخابات سوف "تتكلل بالنجاح".