صرحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الاثنين انها ستقوم بعملية بحث عمن قام بتسريب عشرات الآلاف من الوثائق السرية عن الحرب في أفغانستان وهي من أكبر الاختراقات الأمنية في التاريخ العسكري للولايات المتحدة.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن الشخص المسؤول عن الكشف عن نحو 91 ألف وثيقة سرية يبدو أن لديه رخصة سرية للاطلاع على وثائق حساسة عن الحرب الأفغانية.
وأقر المسؤولون بأنه من المحتمل حدوث تسرب لمزيد من الوثائق.
وقال جيوف موريل المتحدث باسم البنتاغون: سنفعل كل ما هو ضروري لتحديد من المسؤول عن تسريب هذه المعلومات، مضيفا: حتى نعرف من هو المسؤول يجب أن نقر بإمكانية أن يحدث تسريب لمزيد من المعلومات ومن الواضح أن هذا مدعاة للقلق.
وأوضح البنتاغون أن مراجعته لتسرب الوثائق العسكرية السرية عن الحرب في افغانستان سيستغرق أياما إن لم يكن أسابيع وانه من السابق لأوانه تقييم حجم الاضرار.
وذكرت منظمة ويكيليكس المعنية بتسريب المعلومات كوسيلة لمكافحة الفساد في الشركات والحكومة انها نشرت 91 ألف وثيقة عسكرية أمريكية عن الحرب في أفغانستان يرجع بعضها إلى عام 2004.
وهون المسؤولون العسكريون الأمريكيون من شأن أي معلومات تتضمنها الوثائق التي تم تسريبها حتى الآن قائلين انها فيما يبدو تقييمات ذات مستوى منخفض تؤكد الى حد كبير مخاوف الجيش بشأن الحرب الافغانية التي تم التعبير عنها علانية.
وكانت تحذيرات الجيش من احتمال فشل المهمة العام الماضي قد ساعدت في جعل الرئيس باراك أوباما يتخذ قرارا في ديسمبر كانون الاول بإرسال 30 ألف جندي آخرين الى افغانستان.
وقال موريل: مجال التسرب وحجمه يبعث على القلق بشكل واضح ولكن لا أظن أن محتواه يكشف عن كثير من المعلومات.
وتزعم الوثائق التي كشفت عنها منظمة ويكيليكس في موقعها على شبكة الانترنت أن القوات الأمريكية حاولت التستر على مقتل مدنيين وأن مسؤولين أمريكيين في أفغانستان يشتبهون بقوة في أن باكستان تدعم حركة طالبان الأفغانية سرا بينما تتلقى مساعدات أمريكية.
ومن المحتمل أن يذكي نشر نحو 91 ألف وثيقة سرية الشكوك في الكونغرس الأمريكي بشأن الحرب التي لا تلقى تأييدا شعبيا مع زيادة اعداد القتلى في صفوف الأمريكيين.
ورفض البنتاغون تسمية أي مشتبه بهم في تسريب الوثائق لكنه رفض ايضا استبعاد احتمال تورط متخصص بالجيش ينتظر المحاكمة بتهم تسريب معلومات متصلة بحرب العراق إلى جماعة ويكيليكس.
وكان برادلي ماننج اتهم في وقت سابق من هذا الشهر فيما يتصل بتسريب شريط فيديو سري يعرض هجوما لطائرة هليكوبتر عام 2007 ادي الى مقتل نحو 12 شخصا في العراق منهم صحفيان لرويترز. وهو متهم ايضا بتحميل برقيات لوزارة الخارجية على حاسوبه الشخصي.
وبشأن احتمال اخضاع جماعة ويكيليكس للفحص والتدقيق قال مسؤولو البنتاجون انه من الناحية التاريخية كان المسربون هم المستهدفين في المقاضاة الجنائية لا اولئك الذين نشروا المعلومات.