برلوسكوني يمد يده الى الوسطيين قبل تصويت حاسم في البرلمان

تاريخ النشر: 13 ديسمبر 2010 - 03:09 GMT
البوابة
البوابة

مد رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلسوكوني الاثنين يده الى الوسطيين و"المعتدلين" في محاولة لزعزعة صفوف حليفه السابق جيانفرانكو فيني وذلك عشية تصويت حاسم في البرلمان على حجب الثقة عن الحكومة. ودعا برلوسكوني الى "اعادة بناء التحالف الذي يضم كل القوى المعتدلة" واقترح "ميثاقا تشريعيا" على حلفائه السابقين من حزبي المستقبل والحرية لايطاليا بزعامة فيني والحزب الديموقراطي (وسط).

واقترح ان يشملهم برنامج السنتين الاخيرتين من ولايته التي تنتهي بحلول 2013 من خلال تعهده ب"تعزيز الفريق الحاكم".

وكرر برلوسكوني الذي دخل المعترك السياسي في العام 1994 "شعب المعتدلين يطالبنا بالاتحاد لمصلحة ايطاليا".

وكان فيني رئيس البرلمان انسحب خلال الصيف من حزب "شعب الحرية" الذي اسسه مع برلوسكوني قبل عام معتبرا ان هذا الاخير مهيمن على الحزب الذي لم يأخذ شبهات بالفساد على محمل الجد. وانسحب مع مؤيديه من الحكومة في 15 تشرين الثاني/نوفمبر.

من جهته، نأى بيارفرديناندو كاسيني زعيم الحزب الديموقراطي عن برلوسكوني منذ العام 2006 وخاض في العام 2008 حملة منفصلة عن التحالف بين شعب الحرية ورابطة الشمالية التي فازت في الانتخابات التشريعية.

وصرح برلوسكوني ان "فتح ازمة سياسية دون حل مرتقب هو ضرب من الجنون السياسي" محذرا اعضاء مجلس النواب الذين يفكرون في "خيانة الامانة التي انتخبوا لاجلها".

واشار انه وفي اطار توترات الاسواق بسبب الديون واليورو فان "ايطاليا بحاجة الى كل شيء سوى الى ازمة سياسية مع القفز الى المجهول". ولو ان ايطاليا وبفضل تدخل الحكومة وسياستها "النقدية المنضبطة" على حد قوله "لم تعد جزءا من مشاكل منطقة اليورو".

الا ان ايطاليا ورغم تفاؤل برلوسكوني دفعت قبل اسبوعين ثمن المخاوف من انتقال عدوى ازمة الديون حيث ارتفعت المعدلات الالزامية لديها الى ارقام قياسية.

واعتمد برلوسكوني المبتسم والواثق من نفسه لهجة معتدلة في خطابه امام مجلس الشيوخ عشية يوم حاسم لحكومته. ويصوت مجلس الشيوخ الايطالي الثلاثاء على طلب دعم للحكومة فيما يصوت مجلس النواب بشكل شبه متزامن على مذكرتين لحجب الثقة عنها.

وفي مجلس الشيوخ، يحظى حزب برلوسكوني "شعب الحرية" وحليفه حزب رابطة الشمال بغالبية متينة حتى دون الاعضاء العشرة من حزب المستقبل والحرية لايطاليا، الحزب الجديد الذي اسسه فيني.

وتعهد فيني مع النواب ال35 الذين انضموا اليه في تمرده بالتصويت على مذكرة حجب الثقة الذي طرحها الوسطيون بزعامة بيار فرديناندو كاسيني، ما سيجعل فريق برلوسكوني اقلية.

ورد فرانشيسكو روتيللي زعيم احدى هذه التشكيلات الوسطية والرئيس السابق لبلدية روما في رد على اليد الممدودة لبرلوسكوني "لا يسع الاصلاحيين والمعتدلين الرد على النداء الذي وجهه برلوسكوني لان هذه الازداوجية القطبية سبق ودمرت البلاد".

وكان فيني اغلق الباب الاحد امام اي مفاوضات في اللحظة الاخيرة قائلا ان "برلوسكوني سيسقط الثلاثاء" وان "حزب المستقبل والحرية لايطاليا سينضم الى المعارضة غدا".

ولا تزال التوقعات حول تصويت الثلاثاء متباينة لان الامر يمكن ان يحسم باصوات قليلة في المجلس. وندد فيني والحزب الديموقراطي (ابرز احزاب المعارضة اليسارية) وحليفه حزب ايطاليا القيم بمحاولة حزب شعب الحرية رشوة اعضاء في حزبيهما.

واذا اصبح حزب شعب الحرية اقلية فسيضطر برلوسكوني الى الاستقالة وسيتعين عندها على الرئيس جورجيو نابوليتانو اما محاولة تشكيل حكومة جديدة او حل البرلمان لاجراء انتخابات تشريعية مبكرة.