خلص تقييم أجراه البيت الأبيض للحرب في أفغانستان إلى أن الجيش الباكستاني تجنب الصراع المباشر هذا الربيع مع حركة طالبان الأفغانية ومقاتلي القاعدة وأن وراء ذلك دوافع سياسية.
وجاء أيضا في التقييم الذي يتم مرتين في العام أن الفيضانات المدمرة التي ضربت باكستان في أغسطس آب دفعت البلاد إلى تقليص جهودها العسكرية لمواجهة المتمردين في خطوة ربما تؤدي في نهاية الأمر إلى حصول المقاتلين على مكاسب.
وقال التقرير إن الجيش الباكستاني بين الأول من ابريل نيسان و30 يونيو حزيران استمر في تجنب الاشتباكات العسكرية التي كانت ستضعه في مسار الصراع المباشر مع طالبان الأفغانية أو قوات القاعدة في وزيرستان الشمالية.
وأضاف التقرير الذي أعده مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض وأرسل إلى الكونغرس في وقت سابق من الأسبوع الحالي "هذا خيار سياسي مثلما هو انعكاس لافتقار الجيش للموارد بينما يحدد أولوياته".
وجاء التقرير الذي شمل مساهمة من وزارة الدفاع الأمريكية ووزارات أمريكية أخرى في وقت حساس في العلاقات الأمريكية الباكستانية.
إذ أسفرت توغلات قامت بها قوات حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة عبر حدود أفغانستان عن مقتل حارسي حدود باكستانيين هذا الأسبوع مما دفع باكستان إلى إغلاق نقطة تفتيش حدودية أمام الشاحنات التي تنقل إمدادات إلى القوات الدولية في أفغانستان.
ومنذ ذلك الحين دمر مقاتلون أكثر من مرة شاحنات إمداد بما في ذلك الأربعاء.
وجاء تقرير مجلس الأمن القومي الامريكي قبل اسبوعين من جولة ثالثة للحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وباسكتان للتغلب على عقود من تدني الثقة بين البلدين.
وهون روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض من أهمية التقرير. وقال للصحفيين: لا أعتقد أن وجود تحديات أمامنا في تلك المنطقة من العالم يمثل مفاجأة. نعتقد أنه على الرغم من تلك التحديات فإننا نحرز تقدما مهما.
لكن مايكل أوهانلون محلل شؤون الأمن القومي في معهد بروكينجز للأبحاث يرى أن التقرير أظهر أن واشنطن تعتقد أن التزام باكستان ليس بالدرجة الكافية التي كانت تأمل بها وأنها أصبحت أكثر استعدادا للإفصاح عن ذلك علنا.
ولجأ التقرير إلى ثمانية قياسات لتقييم الحرب ضد القاعدة وطالبان بما في ذلك ما أحرز من تقدم للقضاء على الشبكات الإرهابية في أفغانستان وباكستان والحد من قدرتها على شن هجمات إرهابية دولية.
وذكر التقرير ان الفيضانات المدمرة في أغسطس آب دفعت باكستان إلى تحويل استراتيجيتها لمكافحة التمرد من القضاء على المسلحين في شمال غرب البلاد إلى الإحتفاظ بالأرض التي سيطرت عليها بالفعل.
وأضاف التقرير: ربما تؤدي الجهود العسكرية الحالية للإبقاء على الوضع الراهن إلى تحقيق مكاسب للمقاتلين إذا ظلت الجماعات المتطرفة مطمئنة في ملاذاتها الآمنة.
ومن ناحية أخرى قال التقرير إن جهود الإغاثة التي قام بها الجيش بعد الفيضانات عززت من مكانته بين السكان مما قد يحسن من فاعليته في مجال مكافحة التمرد بمجرد تعافي البلاد من أثر الفيضانات.