خبراء: القاعدة ما زالت فتاكة رغم تحجيمها

تاريخ النشر: 30 سبتمبر 2010 - 06:10 GMT
عناصر من القاعدة-ارشيف
عناصر من القاعدة-ارشيف

لفت محللون أمنيون إلى أن الهجمات الإرهابية الفتاكة التي كشفتها أجهزة الاستخبارات الأوروبية مؤخراً مؤشر على أن تنظيم القاعدة، ورغم تحجيمه،  يتأقلم ويغير تكتيكاته ويملك القدرات على تنفيذ هجمات دموية.

وأعلنت الاستخبارات الألمانية، الثلاثاء، أن الكثير من تفاصيل المخطط المشابه لهجمات مومباي في 2008، أدلى بها ألماني، من أصل أفغاني، أعتقل في العاصمة الأفغانية، كابول، في يويلو/تموز وسلم إلى القوات الأمريكية هناك..

تزامن الإعلان عن المخطط مع تصريحات مسؤولين أمريكيين لـشبكة الـ CNN بأن  زيادة الهجمات الصاروخية بطائرات دون طيار، على المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، مرتبطة، لحد ما،  بالكشف عن مخطط إرهابي بأوروبا.

وفي هجوم مومباي الدامي، قام عشرة مسلحين بمهاجمة مواقع سياحية مهمة بالإضافة إلى مركز ثقافي يهودي، في عملية متقنة دامت ثلاثة أيام وقتل فيها 164 شخصاً عام 2008.

وقال نيك روبرتسون، كبير المراسليين الدوليين في شبكة الـ CNN إن "المخطط الجديد ربما دليل على أن القاعدة تحاول تغير إستراتيجيتها.. فالهجمات الكبيرة، والمفضلة لديها على الدوام،باستخدام متفجرات يصعب ارتكابها أكثر فأكثر.""

وأضاف: "الخلايا تتكشف والسرية صعبة عند صناعة متفجرات التي أصبح شراء مكونها أكثر صعوبة، لذلك يعتقد الكثير من المحللين بأن المناخ الراهن غير موائم ما قد يتيح للقاعدة تنفيذ هجمات على غرار تلك التي استهدفت بها الولايات المتحدة أواخر 2001."

وأشار إلى هجوم مومباي كخيار متاح للتنظيم، منوهاً: "فهو بنظر قيادات القاعدة ناجح لمقتل عدد كبير من الضحايا خلاله.. هذا النمط من الهجمات فتاك بدوره ومن الصعب إيقافه."

وبدور قال مستشار الشبكة للإرهاب، بول كرويكشانك إن أجهزة الاستخبارات الغربية قلقة للغاية من هجمات تحاكي عملية مومباي، حال اختيار القاعدة لأهداف اقتصادية "سهلة."

وأضاف: في الولايات المتحدة والغرب نحن منكشفون.. فالبنادق والذخيرة يمكن اقتنائها بسهولة، ربما الأمر أكثر صعوبة في أوروبا لكنه ليس مستحيلاً في السوق السوداء."

والعام الماضي، أجهض الغرب عدداً من الهجمات ضده، منها محاولة تفجير طائرة أمريكية فوق مدينة "ديترويت" أثناء أعياد اليلاد، ومحاولة تفجير سيارة ناسفة في "تايمز سكوير" بنيويورك، بالإضافة إلى المخطط المزعوم  لمهاجمة مراكز تجارية للتسوق في مدينة "مانشستر" بإنجلتراً أثناء عطلة الأسبوع عام 2009.

وأوضح كرويكشانك: "رغم فشل العديد من مخططات القاعدة، إلا أنهم مازالوا يبعثون بعناصرهم إلى دول غربية بقناعة إمكانية نجاح بعض من هذه المخططات.. القاعدة ربما صغيرة، إلا أنها مازالت قادرة للغاية على تسديد هجمات فتاكة."

والأسبوع الماضي، حذرت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، جانيب نابوليتانو، أمام لجنة الأمن القومي بمجلس الشيوخ، إن تهديدات الإرهاب داخل البلاد تتمحور، جراء الإرهاب المحلي وزيادة التنوع في نطاق وأساليب الهجمات، مما يزيد صعوبة منعها."

وأضافت: "إنه تنوع من حيث المصادر وتنويع الإستراتيجيات.. ونتيجة لتغير هذه التكتيكات تقل فرص رصد وإجهاض المخططات."

ورغم إعلان الولايات المتحدة تحجيم تنظيم القاعدة وتصفية الكثير من قياداته، إلا أن القيادات المتبقية كفيلة بضمان استمرار التنظيم القادر على التكيف بشدة.

وحذر كرويكشانك: "ربما قلصوا ولكن ليس تماماً.. فمن المؤكد بشدة أن أسامه بن لادن هو من وقع على هذه العملية وهذه حقيقة علينا تذكرها.. فعقب ما أشيع عن دوره في التنظيم، إلا أنه مازال يمسك بزمام القيادة، والقوة الإستراتيجية الدافعة، لكنه ليس واضع التفاصيل."

ويعتقد خبراء أنه رغم تحالف وتشعب التنظيم، إلا أن القاعدة تمسك بزمام القيادة على رأس الهيكل التنظيمي، ولها قيادات تشرف على تخطيط عملياتها الخارجية حول العالم.