تحولت آلية عسكرية اميركية الى حطام بفعل قنبلة يدوية الصنع، هذا ما يتضمنه شريط فيديو تفحصته المحكمة العسكرية في غوانتانامو الثلاثاء كدليل ضد الشاب الكندي عمر خضر الذي اقر بتهمة ارتكاب جرائم حرب المنسوبة اليه فيما كان في الخامسة عشرة.
"هكذا لم يبق الشيء الكثير من الالية هامفي" هذا ما قاله خبير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الذي دعاه الاتهام للمثول امام المحكمة، بعد بث شريط فيديو تجريبي من عشر ثوان يصور تفجير الالية كاثبات على فعالية القنابل اليدوية التي كان يصنعها عمر خضر عندما كان مراهقا في افغانستان.
ومن المقرر ان يحدد سبعة محلفين في المحكمة العسكرية الاستثنائية عقوبة عمر خضر في ختام محاكمة استؤنفت الاثنين على ان تستمر نحو اربعة ايام في القاعدة الاميركية البحرية في كوبا.
لكن العقوبة التي ستطبق لا يمكن ان تتجاوز تلك المنصوص عنها في الصفقة التي ابرمت بين خضر والاتهام ليقر بذنبه. وتشير معلومات صحافية الى ان العقوبة ستكون السجن ثماني سنوات يمضي منها سنة في غوانتانامو والباقي في كندا في حال وافقت كندا. واكد القاضي انه سيعلن مضمون الاتفاق في ختام المحاكمة. والسنوات الثماني التي امضاها عمر خضر في السجن لن تحسب.
في البداية تأكد القاضي العسكري الكولونيل باتريك باريش الذي ارتدى الثوب الاسود، ان ايا من المحلفين لم يعلم بالاتفاق المبرم للاقرار بالذنب رغم نشره في اليوم السابق في كل الصحف.
ويتهم الكندي الذي يبلغ اليوم 24 عاما بانه قتل جنديا اميركيا اثر اطلاق قنبلة يدوية الصنع اثناء معركة في 2002 في افغانستان.
والثلاثاء استمع هذا الشاب الطويل القامة والملتحي والذي كان يرتدى بزة رمادية غامقة، بصمت وهدوء لتلاوة الوقائع ومن بينها "العلاقات الوثيقة" التي كانت تربط والده باسامة بن لادن والتدريب الذي اتبعه "بملء ارادته لقتل قوات اميركية" و"مهاجمة يهود (...) لان اليهود يهاجمون الفلسطينيين".
وفي طرف اخر من القاعة كانت تابيثا سبير ارملة الجندي كريستوفر سبير تنتحب عاليا.
ودعا الاتهام ايضا طبيبا نفسيا مكلفا تقييم "مدى خطورة" المتهم للادلاء بافادته.
واكد الطبيب مايكل ولنر ان عمر خضر انسان "خطر للغاية"، واصفا اياه ب"نجم معتقل غوانتانامو" الذي "تشرب من بيئة اسلامية متشددة".
"وهو الذي يؤم الصلاة في المعسكر رقم 4" حيث يعتقل كما قال ولنر.
وقال الطبيب النفسي ايضا "انه يتحدث الانكليزية. انه فتى لطيف يتصرف بلياقة" ويقرأ روايات هاري بوتر ولكنه ايضا "حفظ القرآن" عوض اخذ دروس تساعده على التأقلم مع نمط الحياة الغربية، كما قال ولنر الذي اعرب عن اسفه لهذا الواقع.
واستند الطبيب في تقييمه هذا خصوصا الى يومين امضاهما مع المعتقل في حزيران/يونيو الماضي والى اشرطة فيديو عن عائلة خضر متوفرة على الانترنت.
واضاف ويلنر ان لديه "تشخيصا سلبيا" بشأن قدرة عمر خضر على الاندماج في المجتمع كونه "تشرب من بيئة متشددة" وكونه "الابن المفضل" لعائلة تقول عن نفسها انها "عائلة القاعدة".
وتابع "لقد اصبح اكثر تدينا في السجن".
واعتبر الطبيب ان المتهم "ليس نادما (...) انه غاضب. انه يعتقد انه ما كان ينبغي ان يسجن هنا ولو ليوم واحد، ولا لدقيقة واحدة".
واكد ولنر ان خضر لا يتوسل العنف في السجن كما يفعل باقي السجناء الا انه نعت احد حراسه السود ب"ابن الزانية والعبد"، مضيفا "عمر خضر جذب الانظار الى كوبا اكثر من فيدل كاسترو!".
وتوقفت المرافعات بعد ذلك حتى الاربعاء حتى يتسنى للدفاع القيام بمرافعته واستدعاء الشهود.